6 . خطبة الإمام زین العابدین(علیه السلام) فی الکوفة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
7 . ما رأیت إلاّ جمیلاً!5 . خطبة أخرى!

یقول «حذیم بن شریک الأسدی»: وإلتفت الإمام زین العابدین(علیه السلام) إلى الناس وأمرهم بالسکوت، وسکت الناس وقام الإمام(علیه السلام) وبعد أن حمد الله وأثنى علیه وصلّى على نبیّه الکریم(صلى الله علیه وآله) وقال:

أَیُّهَا النّاسُ! مَنْ عَرَفَنِی فَقَدْ عَرَفَنِی، وَ مَنْ لَمْ یَعْرِفْنِی فَأَنَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمَذْبُوحِ بِشَطِّ الْفُراتِ مِنْ غَیْرِ ذَحْل وَلا تِرات، أَنَا ابْنُ مَنِ انْتُهِکَ حَرِیمُهُ وَ سُلِبَ نَعِیمُهُ وَانْتُهِبَ مالُهُ وَ سُبِیَ عِیالُهُ، أَنَا ابْنُ مَنْ قُتِلَ صَبْراً، فَکَفى بِذلِکَ فَخْراً.

أَیُّهَا النّاسُ! ناشَدْتُکُمْ بِاللهِ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّکُمْ کَتَبْتُمْ إِلى أَبِی وَ خَدَعْتُمُوهُ، وَأَعْطَیْتُمُوهُ مِنْ أَنْفُسِکُمُ الْعَهْدَ وَالْمِیثاقَ وَالْبَیْعَةَ ثُمَّ قاتَلْتُمُوهُ وَخَذَلُْتمُوهُ؟ فَتَبّاً لَکُمْ ما قَدَّمْتُمْ لاَِنْفُسِکُمْ وَ سَوْأةً لِرَأْیِکُمْ، بِأَیَّةِ عَیْن تَنْظُرُونَ إِلى رَسُولِ اللهِ(صلى الله علیه وآله)إذْ یَقُولُ لَکُمْ: قَتَلْتُمْ عِتْرَتِی وَانْتَهَکْتُمْ حُرْمَتِی فَلَسْتُمْ مِنْ أُمَّتِی.

یقول «حذیم»: فارتفعت أصوات الناس بالبکاء والعویل لما سمعوا هذا الکلام من الإمام زین العابدین وأخذ بعضهم یقول لبعض: لقد هلکتم وضللتم وأنتم لا تشعرون!

واستمر الإمام الإمام زین العابدین(علیه السلام) وقال: رَحِمَ اللهُ اُمرءاً قَبِلَ نَصِیحَتی وَحَفِظَ وَصیّتی فِی اللهِ وَفِی رَسُولِهِ وَأَهلِ بَیتِهِ فإنّ لَنا فِی رَسُولِ اللهِ اُسوةٌ حَسنةٌ.

فقالوا بأجمعهم: نحن کلّنا یاابن رسول الله سامعون مطیعون حافظون لذمامک غیر زاهدین ولا راغبین عنک، فأمر بأمرک رحمک الله، فإنا حرب لحربک وسلم لسلمک، لنأخذنّ یزید ونبرأ ممّن ظلمک وظلمنا.

فقا الإمام زین العابدین(علیه السلام):

هَیْهات! أَیُّهَا الْغَدَرَةُ الْمَکَرَةُ! حِیلَ بَیْنَکُمْ وَبَیْنَ شَهَواتِ أَنْفُسِکُمْ، أَتُرِیدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَیَّ کَما أَتَیْتُمْ اِلى آبائِی مِنْ قَبْلُ، کَلاّ وَرَبِّ الرّاقِصاتِ إِلى مِنى، فَإِنَّ الْجُرْحَ لَمّا یَنْدَمِلْ، قُتِلَ أَبِی بِالاَْمْسِ وَأَهْلُ بَیْتِهِ مَعَهُ، فَلَمْ یُنْسِنِی ثُکْلَ رَسُولِ اللهِ(صلى الله علیه وآله) وَثُکْلَ أَبِی وَ بَنِی أَبِی وَ جَدِّی، شَقَّ لَهازِمی وَ مَرارَتُهُ بَیْنَ حَناجِرِی وَحَلْقِی، وَغُصَصُهُ تَجْرِی فِی فِراشِ صَدْرِی، وَمَسْأَلَتِی أَنْ لا تَکُونُوا لَنا وَلا عَلَیْنا.

ثم أنهى الإمام زین العابدین(علیه السلام) کلامه بهذه الأبیات:

لا غَرْوَ إِنْ قُتِلَ الْحُسَیْنُ وَ شَیْخُهُ *** قَدْ کانَ خَیْراً مِنْ حُسَیْن وَأَکْرَما

فَلا تَفْرَحُوا یا أَهْلَ کُوفَانَ بِالَّذِی *** أُصیبَ حُسَیْنٌ کانَ ذلِکَ أَعْظَما

قَتیلٌ بِشَطِّ النَّهْرِ نَفْسی فِداؤُهُ *** جَزاءُ الَّذِی أَرْداهُ نارُ جَهَنَّمـا(1)

ونستوحی من هذه الخطبة وتداعیاتها أنّ أهل الکوفة بعد ما سمعوا من الإمام زین العابدین(علیه السلام) هذا الکلام تحرکت إنسانیتهم وأفاقوا من غفلتهم واهتزت مشاعرهم إلى درجة أنّهم أصبحوا مستعدین لمواجهة أعداء أهل البیت(علیهم السلام) والثأر لشهداء کربلاء والانتقام من قاتلیهم، ولکن الإمام علی بن الحسین(علیه السلام) الذی کان یعلم عدم التزام هؤلاء ا لقوم بمواثیقهم وأنّهم یعیشون حالات الضعف فی مقابل السلطة الغاشمة ولا یستطیعون مواصلة الحرکة فی خط الثورة والمسؤولیة، لم یقبل کلامهم وقال لهم إننی أکتفی منکم بأن لا تتحرکوا ضدّنا فلا أمل فیکم ولا خیر یتوقع منکم أیّها الناکثین للعهد والمیثاق.


1. احتجاج الطبرسی، ج 2، ص 117-119; بحار الأنوار، ج 45، ص 112-113.

 

 

7 . ما رأیت إلاّ جمیلاً!5 . خطبة أخرى!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma