7 . ما رأیت إلاّ جمیلاً!

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
8 . الشهادة، افتخارنا6 . خطبة الإمام زین العابدین(علیه السلام) فی الکوفة

جلس عبیدالله بن زیاد فی قصر الإمارة وهو ممتلىء غروراً بالنصر الذی حققه ضد أهل البیت(علیهم السلام) وأذن للجمیع إذناً عامّاً بالدخول إلى قصره، فاجتمع الناس، ثم أمر بإدخال رأس الإمام الحسین(علیه السلام) وأدخلوا بنات رسول الله(صلى الله علیه وآله) إلى مجلس ابن زیاد.

فدخلت زینب الکبرى(علیها السلام) متنکرة قد لبست الرثّ من الثیاب وجلست فی زاویة من القصر.

فسأل ابن زیاد: من هذه المرأة؟

فقیل: «هذِهِ زَیْنَبُ بِنْتُ عَلِیٍّ».

فأقبل علیها فقال: الحمد لله الذی فضحکم وأکذب اُحدوثتکم.

فقالت زینب(علیها السلام): «الحَمدُ لله الّذی أکرمنا بِمُحمّد(صلى الله علیه وآله) وطهّرنا تطهیراً، إِنَّما یَفْتَضِحُ الْفاسِقُ، وَ یَکْذِبُ الْفاجِرُ وَ هُوَ غَیْرُنا».

فقال ابن زیاد: «کَیْفَ رَأَیْتِ صُنْعَ اللهِ بِأَخیکِ وَ أَهْلِ بَیْتِکِ؟».

فأجابته زینب الکبرى(علیها السلام) بصلابة وقدرة: «ما رَأَیْتُ إِلاّ جَمیلا، هؤُلاءِ قَوْمٌ کَتَبَ اللهُ عَلَیْهِمُ الْقَتْلَ فَبَرَزُوا إلى مَضاجِعِهِمْ، وَسَیَجْمَعُ اللهُ بَیْنَکَ وَبَیْنَهُمْ، فَتُحاجُّ وَتُخاصَمُ، فَانْظُرْ لِمَنِ الْفَلْجُ یَوْمَئِذ، ثَکِلَتْکَ اُمُّکَ یَاابْنَ مَرْجانَةَ».

فغضب عبیدالله بن زیاد وکأنّه همَّ بها ـ أی أراد أن یقتلها ـ فقال له عمرو بن حریث: : إنّها امرأة ولا تؤاخذ بشیء من منطقها.

فقال ابن زیاد وقد أحسّ بالعجز عن مواجهتها: «لقد شفانی الله من طغاتک والعصاة المردة من أهل بیتک».

فقالت زینب الکبرى(علیها السلام): «لَعَمْری لَقَدْ قَتَلْتَ کَهْلی، وَقَطَعْتَ فَرْعی، وَاجْتَثَثْتَ أَصْلی، فَإنْ کانَ هذا شِفاؤَکَ فَقَدِ اشْتَفَیْتَ».

فقال ابن زیاد (لمّا لم یجد جواباً): «هذه سجّاعة، ولعمری کان أبوک شاعراً سجّاعاً».

فقالت زینب الکبرى(علیها السلام): «إنّ لِی عَنِ السّجاعةِ لَشُغْلاً، وإنّی لأعْجَبُ مِمَّن یَشتفِی بِقتلِ أَئمَّتِهِ، وَیَعلَمُ أَنّهُم مُنتقِمونَ مِنهُ فِی آخرتِهِ»(1).

وطبقاً لما نقله الشیخ المفید، فإنّ الحوراء زینب(علیها السلام) قالت: «ما لِلْمَرْأَةِ وَالسَّجاعَةُ؟ إِنَّ لی عَنِ السَّجاعَةِ لَشُغْلا، وَلکِنْ صَدْری نَفَثَ بِما قُلْتُ»(2).

الحقیقة أنّ الإنسان لا یدری ماذا یقول أمام کلّ هذه الشجاعة والقدرة الروحیة العالیة، سوى الإذعان أمام عظمة هذه المرأة الجلیلة بنت علیّ بن أبی طالب(علیه السلام)، ویعترف بقصور الألفاظ والعبارات عن بیان هذه العظمة والشهامة وخاصة فی تلک الظروف الحسّاسة، وفی مقابل رجل سفّاک ومجرم عتید کابن زیاد، سوى أن یقول عنها: إنّکِ واقعاً ابنة أمیرالمؤمنین علیّ بن أبی طالب(علیه السلام) واُخت الإمام الحسن والحسین(علیهما السلام).


1. الملهوف (اللهوف)، ص 200-202; إرشاد المفید، ص 472-473 (مع اختلاف یسیر).
2 . انظر: تاریخ الطبری، ج 4، ص 349-350 ; إرشاد المفید، ص 473.

 

 

8 . الشهادة، افتخارنا6 . خطبة الإمام زین العابدین(علیه السلام) فی الکوفة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma