2. إلحاق رؤوس الشهداء بأبدانها

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
3. سنّة زیارة الأربعین1. تصریح المورّخین قبل السید ابن طاووس

وکذلک یرى البعض من أصحاب النظر هذا القول، وإن لم یصرحوا بذلک (أی بورود أهل البیت فی یوم الأربعین إلى کربلاء)، ولکن لازم کلامهم هو موافقتهم على هذا القول، فقد ذکروا: أنّ الإمام زین العابدین(علیه السلام) جاء برأس أبیه الإمام الحسین(علیه السلام)إلى کربلاء وألحقه ببدنه، أو ذکروا أنّ رأس الإمام الحسین اُعید إلى کربلاء وألحق بالبدن الشریف وإن لم یذکرو الإمام زین العابدین(علیه السلام)، وهذا الکلام مع ضمیمة مجیء الإمام زین العابدین(علیه السلام) لم یذکر فی التاریخ سوى یوم الأربعین، وأنّ الإمام زین العابدین(علیه السلام) هو الذی ألحق الرأس المقدس بالجسد، ویمکن الخروج من ذلک بهذه النتیجة، وهی أنّ مجیء آل الرسالة إلى کربلاء وإلحاق الرؤوس بالأبدان تمّ فی یوم 20 من شهر صفر، وقد تقدم الکلام عن هذا الموضوع فی بحث دفن رؤوس الشهداء، وهنا نشیر إلى الأقوال الأخرى فی هذه المسألة:

أ) یقول الشیخ الصدوق (المتوفى 381 ق): «خَرَجَ عَلیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ(علیه السلام)بِالنِّسْوَةِ وَرَدَّ رَأْسَ الْحُسَیْنِ إِلى کَرْبَلاءَ»(1).

ب) یقول الفتّال النیسابوری (المتوفى 508 ق): «خَرَجَ عَلیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ(علیه السلام)بِالنِّسْوَةِ، وَرَدَّ رَأْسَ الْحُسَیْنِ إلى کَرْبَلاءَ»(2).

ج) وینقل ابن شهرآشوب (المتوفى 588 ق) فی المناقب، خبر إعادة رأس الإمام الحسین(علیه السلام)إلى بدنه(3).

د) یقول عالم أهل السنّة الکبیر سبط ابن الجوزی (المتوفى 654 ق) : «أَلاَْشْهَرُ أَنَّهُ رُدَّ إلى کَرْبِلاءَ فَدُفِنَ مَعَ الْجَسَدِ»(4).

هـ) یقول العلاّمة المجلسی فی هذا الصدد: «المشهور بین علماء الإمامیة أن رأس الحسین دفن إلى جانب بدنه الشریف من قِبل الإمام(علیه السلام)»(5).

و) یقول «الشبلنجی» عالم أهل السنّة الکبیر: «إنّ الإمامیة یعتقدون أنّ رأس الإمام الحسین(علیه السلام) ألحق ببدنه فی کربلاء بعد أربعین یوماً من مقتل الإمام الحسین»(6).

وعلى هذا الأساس ونظراً لإلحاق رؤوس الشهداء بأبدانهم فی کربلاء من قبل الإمام زین العابدین(علیه السلام)، لم ترد روایة أخرى تدلّ على أنّ الإمام علی بن الحسین بعد وروده إلى المدینة جاء بالرؤوس إلى کربلاء أو أنّه أرسل قافلة الأسرى إلى المدینة وجاء بنفسه إلى کربلاء ودفن الرؤوس، ومن هنا یستفاد أنّ الإمام زین العابدین(علیه السلام)جاء إلى کربلاء مع عمّاته وأخواته من السبایا (کما صرّح بذلک الشیخ الصدوق والفتّال النیسابوری، ودفن رؤوس الشهداء فی کربلاء وتجدّد میثاقه مع شهداء کربلاء)، مع عدم وجود روایة تتضمن هذا المعنى وأنّ ذلک کان فی یوم 20 من صفر أو اقترن ذلک مع مجیء جابر عبدالله الأنصاری إلى کربلاء، ولکن ورد التصریح فی روایة أخرى (من قبیل کلام أبی ریحان البیرونی) أنّ الرؤوس نقلت إلى کربلاء ودفنت هناک، ولم یرد خبر آخر فی التاریخ فی هذا المجال، ولذلک مع الأخذ بنظر الاعتبار القائلین بورود أهل البیت(علیهم السلام)إلى کربلاء فی 20 صفر یمکننا الخروج بهذه النتیجة وهی أنّ الرؤوس اُلحقت بالأبدان الطاهرة من قِبل الإمام زین العابدین(علیه السلام)فی ذلک الیوم ومعه سبایا آل البیت.

والنقطة الجدیرة بالالتفات هنا أنّه ورد فی روایات متعددة أنّ السماء والأرض بکیا على شهادة الإمام الحسین(علیه السلام)أربعین یوماً(7) ومن الممکن أنّ حزن وبکاء السماء والأرض على سید الشهداء(علیه السلام) استمر إلى أن اُلحقت الرؤوس بالأبدان الطاهرة، وبعد أن انتهت هذه المهمة هدأت الکائنات فی عالم الطبیعة.


1 . أمالی الصدوق، المجلس 31، ص 168، ح 4.
2. روضة الواعظین، ص 192 .
3. المناقب، لابن شهر آشوب، ج 4، ص 85 .
4. تذکرة الخواص، ص 150.
5. بحار الأنوار، ج 45، ص 145.
6. نور الأبصار، ج 2، ص 44 .
7 . انظر: بحار الأنوار، ج 45، ص 206، ح 13; وص 210، ح 18; ح 22 و 23.

 

3. سنّة زیارة الأربعین1. تصریح المورّخین قبل السید ابن طاووس
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma