ب) قیام التوابین

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
عاشوراء جذورها، أهدافها، حوادثها، معطیاتها
موت یزیدأ) الثورات الفردیة

کان أول ردّ فعل ذات صلة بحادثة کربلاء تبلور فی أهل الکوفة; فمن جانب کانت الکوفة تضم الکثیر من الشیعة الموالین لعلی(علیه السلام) والحسین(علیه السلام)، ومن جانب آخر فقد دعوا الإمام(علیه السلام)بما بعثوا من رسائل، ثم تمردوا، والواقع ترکوا الإمام(علیه السلام)لوحده فی الساحة، وأخیراً قد شارکت فئة من هؤلاء فی تلک الحادثة الألیمة.

قیل لما قتل الحسین(علیه السلام) تلاقت الشیعة بالتلاوة والمنادمة ورأت أن قد أخطأت خطأ کبیرا بدعائهم الحسین(علیه السلام) وترکهم نصرته وإجابته حتى قتل إلى جانبهم ورأوا أنّه لا یغسل عارهم والإثم علیهم إلاّ قتل من قتله والقتل فیهم، فاجتمعوا بالکوفة إلى خمسة نفر من رؤساء الشیعة فی الکوفة وهم: سلیمان بن صرد الخزاعی والمسیب بن نجبة الفزاری وعبد الله بن سعد بن نفیل الازدی وعبد الله بن وال التمیمی ورفاعة بن شداد البجلی فاجتمعوا فی منزل سلیمان بن صرد الخزاعی. فبدأهم المسیب بن نجبة فقال: ... فوجدنا الله کاذبین فی کل موطن من مواطن ابن بیت نبیّه(صلى الله علیه وآله) وسألنا نصره عوداً وبدءاً وعلانیة فبخلنا عنه بأنفسنا حتى قتل إلى جانبنا لا نحن نصرناه بأیدینا، ولا جادلنا عنه بألسنتنا ولا قویناه بأموالنا ولا طلبنا له النصرة إلى عشائرنا فما عذرنا عند ربنا؟ ثم قال:

«لا وَاللهِ لا عُذْرَ دُونَ أَنْ تَقْتُلُوا قاتِلَهُ وَالْمُوالِینَ عَلَیْهِ، أَوْ تُقْتَلُوا فِی طَلَبِ ذلِکَ، فَعَسى رَبُّنا یَرْضى عَنّا عِنْدَ ذلِکَ».

وقام رفاعة بن شداد ثم عبد الله بن سعد ورأیا أنّ ولایة هذا الأمر لسلیمان بن صرد صاحب رسول الله(صلى الله علیه وآله) وذی السابقة والقدم. فتکلم سلیمان وقال: ..... إنّا کنّا نمد أعناقنا إلى قدوم آل بیت نبیّنا محمد(صلى الله علیه وآله) نمنیهم النصر ونحثهم على القدوم. فلما قدموا ونینا وعجزنا وأدهنّا وتربصنا حتى قتل فینا ولد نبیّنا وسلالته وبضعة من لحمه ودمه، إذ جعل یستصرخ ویسأل النصف فلا یعطى إتخذه الفاسقون غرضاً للنبل ودریئة للرماح حتى اقصدوه وعدوا علیه فسلبوه. ثم قال:

«أَلا انْهَضُوا فَقَدْ سَخِطَ عَلَیْکُمْ رَبُّکُمْ، وَلا تَرْجِعُوا إِلَى الْحَلائِلِ وَالاَْبْناءِ حَتّى یَرْضَى اللهُ، وَاللهِ ما أَظُنُّهُ رَاضِیاً دُونَ أَنْ تُناجِزُوا مَنْ قَتَلَهُ.

ألا لا تهابوا الموت فما هابه أحد قط إلاّ ذلّ وکونوا کبنی إسرائیل إذ قال لهم نبیّهم:

(إِنَّکُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَکُمْ فَتُوبُوا إِلى بارِئِکُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَکُمْ)»(1).

فقال خالد بن سعد بن نفیل: أمّا أنا فوالله لو أعلم أنّه ینجینی من ذنبی ویرضى ربّی عنّی قتلی نفسی لقتلتها، وأنا أشهد کل من حضر، أنّ کل ما أصبحت أملکه سوى سلاحی الذی أقاتل به عدوی صدقة على المسلمین أقویّهم به على قتل الفاسقین.

ثم کتب سلیمان بن صرد إلى سعد بن حذیفة بن الیمان ومن معه من الشیعة بالمدائن فکتبوا رسالة لسلیمان یعلمونه أنّهم على الحرکة إلیه والمساعدة له. وکتب سلیمان إلى مثنى بن مخربة العبدی بالبصرة، فأجابه أننا حمدنا الله ما عزمتم علیه. فما زالوا بجمع آلة الحرب ودعاء الناس فی السرّ إلى الطلب بدم الحسین(علیه السلام) فکان یجیبهم النفر بعد النفر.


1 . سورة البقرة، الآیة 54.

 

 

موت یزیدأ) الثورات الفردیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma