یقول تعالى فی الآیات الأولى من سورة البقرة: (الم * ذلِکَ الْکِتابُ لا رَیْبَ فِیهِ
هُدىً لِلْمُتَّقِینَ )، وأنّ مضمون ومحتوى وفصاحة القرآن وبلاغته بلغ حدّاً لا یمکن أن یرقى أی شک أو شبهة فی نسبته إلى الله تعالى، نعم إنّ القرآن الکریم دلیل على حقانیته کالشمس فی کبد السماء.
(الَّذِینَ یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ وَیُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ یُنْفِقُونَ )وطبقاً لهذه الآیة الشریفة فإنّ للتقوى الذی یعدّ مقیاس کرامة الإنسان (1) والذی یعتبر زاد الآخرة (2)والذی یمثّل مفتاح دخول الجنّة (3) ثلاث علامات وخصائص، ولا یمکن أن یسمَّى الإنسان متقیاً إلاّ إذا کانت فیه تلک العلامات:
1. العلامة الاعتقادیة، وهو الإیمان بالغیب أی الإیمان بالله ویوم القیامة، والذی لا یمکن رؤیته بالعین المجردة.
2. العلامة العبادیة: وذلک بأداء العبادات والإرتباط بالله تعالى.
3. العلامة الإنسانیة: وهو الإنفاق فی سبیل الله ومساعدة المحتاجین ممّا أعطاه الله لذلک المتقی، سواء بالمال والثروة أو مقام وجاه ومصداقیة وعلم ومعرفة وعفو وصفح، أی کل ما رزقه الله عزّ وجلّ.
ومن الآیات الأربعة السابقة وتفسیرها وتوضیحها بشکل مختصر تتضح لنا أهمیّة مکانة الإنفاق فی الإسلام، والآن سنقوم بدراسة شروط الإنفاق: