بما أنّ الإسلام دین الرحمة والسلام والألفة، ویحارب الحرب وسفک الدماء والعنف، لذا أقرّ عوامل رادعة حتى فی حالات الحروب المفروضة، منها حرمة القتال فی الأشهر الحرم، فلو رعى صدام المجرم حرمة الأشهر الحرم، وأوقف الحرب على إیران لمدّة ثلاثة أشهر متتالیة، معلناً الهدنة، معطیاً الفرصة للجنود المقاتلین أن یتوجهوا للکعبة لحج بیت الله الحرام، لتزامنها مع تلک الفترة، ودخلوا تلک الأجواء المعنویة، لربّما أخمدت نار الحرب، ولکن للأسف، لم یکن ذلک المجرم الذی قلّ نظیره فی التاریخ متمسکاً بالدین.
ولو حفظ المقاتلون الأفغان الذین کانوا ینادون بالإسلام حرمة الأشهر الحرم، لربما کانوا یعیشون الآن فی بلد عامر، ولو روعی هذا القانون الإلهی أثناء الحربین
العالمیتین الأولى والثانیة، لاختلفت کثیراً إحصاءات القتلى والجرحى والمصابین والخسائر المالیة الناتجة عن الحرب، عن الإحصاءات التی أفرزت.