1. الدفاع عن کیان الإسلام والمسلمین

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
أسئلة قرآنیة
أ) الجهوزیة الکاملة بکلّ القدرة والقوّةأهداف الحرب فی الإسلام

من أهداف الحروب من وجهة نظر الإسلام الدفاع عن النفس والمال والعرض،

فإذا قام العدو بالهجوم علینا واستهدف أموالنا وأعراضنا وأنفسنا، فهل ینبغی علینا الصمت والسکوت وتلقی ضربات العدو والتعرض للفناء؟ أو أن من حق الإنسان الذی یتعرض للهجوم الدفاع عن نفسه بناء لحکم العقل والشرع؟

لا شک أنّکم تختارون الخیار الثانی، وما یجلب الاهتمام أنّ أغلب الحروب الإسلامیّة کان لها جانب دفاعی، إذ کان المسلمون فی مکة طوال السنوات الأولى لظهور الإسلام یتعرضون لضغوط شدیدة من الکفار والمشرکین الذین کانوا یفرضون علیهم مختلف أنواع الأذى والعذاب، فجاء المسلمون إلى رسول الله (صلى الله علیه وآله)وطلبوا منه الإذن بقتال الأعداء والمشرکین، ولکن رسول الله (صلى الله علیه وآله) دعاهم إلى الصبر، حتى أُجبِرَ المسلمون على الهجرة، وهناک فی المدینة المنورة أذن الله عزّ وجلّ للمسلمین الذین تعرضوا للظلم والإساءة أن یدافعوا عن أنفسهم ونزلت آیات متعددة حول الدفاع فی المدینة، نشیر إلى نماذج منها فیما یلی:

أ) یقول تعالى فی الآیة(39) من سورة الحج التی یعتقد جمع من المفسرین أنّها الآیة الأولى التی نزلت فی الجهاد (1): (أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِیرٌ ).

هذه الآیة الکریمة صریحة فی الحرب الدفاعیة، وتأذن للمظلومین أن یدافعوا عن أنفسهم فی مواجهة ظلم الظالمین، ولذلک نخاطب الذین یزعمون أن الإسلام قد انتشر بقوة السیف ما ردّکم فی مقابل هذه الآیات؟

ب) الآیة الثانیة التی تدلّ على مدّعانا، وفی اعتقاد بعض المفسرین أنّها أوّل آیة نزلت فی الجهاد الدفاعی (2) هی الآیة الشریفة (190) من سورة البقرة حیث یقول تعالى: (وَقاتِلُوا فِی سَبِیلِ اللهِ الَّذِینَ یُقاتِلُونَکُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ )تصرّح هذه الآیة الشریفة بأنّه إذا تعرضتم للهجوم فیجب أن تقاتلوا وتدافعوا عن

أنفسکم، ومع ذلک اجتنبوا الإفراط فی الحرب الدفاعیة کذلک.

نعم، من وجهة نظر الإسلام، أثناء المعارک والقتال فإنّ للأطفال والشیوخ والحیوانات والأشجار ومیاه الشرب عند الأعداء حق الأمان، وإن استخدام أسلحة الدمار الشامل ممنوع فی الإسلام.

عندما نحرّم السلاح الذری ولا نسعى لامتلاکه، فإنّ لهذا الأمر جذوراً فی عقیدتنا الدینیة لأنّ السلاح الذری یتسبب فی قتل الأبریاء وغیرهم من النساء والرجال والمرضى وغیرهم، الصغار والکبار، والإسلام الذی لا یسمح بمنع العدو من شرب الماء کیف یجیز صنع السلاح الذری؟

إنّ عالم الیوم یستعدّ للحرب، والغربیون دعاة الحروب والقضاء على الإنسان یعتبرون أنفسهم متحضّرین ویعدّون الإسلام من الأمور التاریخیة المتعلقة بالماضی، فهل تتجاوب البرامج الإسلامیّة حول الحرب مع فطرة الإنسان أکثر، أو تلک البرامج غیر الإنسانیة لأولئک الأشخاص الذین قاموا بقتل الآلاف من الأشخاص عبر إلقاء القنابل الذریة على هیروشیما وناکازاکی، وخلَّفوا أعداداً أکبر من الجرحى ممّن یعانون حتى الیوم من آثار تلک القنابل؟

ج) الآیة (13) من سورة التوبة من الآیات الأخرى التی تسلّط الضوء على الجهاد الدفاعی:

یقول تعالى: (أَلا تُقاتِلُونَ قَوْماً نَکَثُوا أَیْمانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَؤُکُمْ أَوَّلَ مَرَّة أَ تَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ ).

طبقاً لهذه الآیة الشریفة فإنّ المسلمین مکلّفون بقتال من بدأهم بالقتال، والذین قاموا بإخراج الرسول والمؤمنین من دیارهم، والذین لم یفوا بعهودهم ومواثیقهم تجاههم فی استمرار العداوة، فهل یعد مثل هذه الحرب غیر مشروعة فی أی دین أو مذهب أو عقل أو منطق؟

نعم، قد تظهر مجموعة فی العالم ممّن لا تقبل القتال والجهاد بأی وجه حتى

الدفاعیة منه، وهی الفرقة الضالة البهائیة، وهم یرتکزون على مبدأین أساسیین، یؤمن به أفراد هذه الفرقة الضالة ویتمسکون بهما:

عدم التدخل فی السیاسة.

ترک القتال والجهاد.

وإنّ فلسفة وجود هذه الفرقة الضالة المضلة ترتکز أساساً على هذین الأمرین، لأن المستعمرین لا یستطیعون أن یتعاملوا مع الإسلام السیاسی والجهادی، الذی یرون فیه عقبة أمام مصالحهم ومطامعهم، لذا قاموا بخلق مذهب لیس له أی علاقة بالسیاسة ولا یؤمن بالجهاد، وقد قام الأمریکان أخیراً بالضغط على بعض الدول الإسلامیّة للعمل على حذف ثلاث مجموعات من الآیات القرآنیة من الکتب الدراسیة للطلاب وهی:

1. الآیات المتعلقة بالجهاد.

2. الآیات المتعلقة بالشهادة.

3. الآیات التی تذمّ الیهود وتتحدث عن ذلک.

وفی هذه التوصیات رسالة هامة للمسلمین وهی:

(یجب على المسلمین أن یهتموا بهذه المجموعات الثلاث من الآیات ویعرّفوا أبناءهم أکثر من ذی قبل علیها).

إنّ الإسلام یأمر المسلمین ألا یسکتوا مقابل ظلم الظالمین بل أن یقوموا ویثوروا علیهم، حتى وإن کان عدد هؤلاء المظلومین قلیلاً، وعلیهم ألاّ یخشوا القلّة لأنّ الله سوف یؤیدهم بنصره.

لقد انتصر حزب الله فی لبنان على عدو مسلّح حتى العظم مع قلة العدد، لأنهم توکلوا على الله فأیدهم بنصره.

وقد استطاع الشعب الإیرانی الشجاع والعزیز أن یقف أمام جیش العراق الذی کان یستمدّ دعمه من کافة قوى المنطقة والعالم وذلک بالاستعانة على الله والتوکل علیه.

د) الآیة (90) من سورة النساء من الآیات الأخرى التی تؤید الجهاد الدفاعی یقول تعالى: (فَإِنِ اعْتَزَلُوکُمْ فَلَمْ یُقاتِلُوکُمْ وَأَلْقَوْا إِلَیْکُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللهُ لَکُمْ عَلَیْهِمْ سَبِیلاً ).

إنّ هذه الآیة الشریفة تأذن باستمرار الحرب ما دام العدو مستمراً فیه، فبمجرّد قیام العدو بإلقاء سلاحه والتوقف عن الحرب، فإنّ المسلمین مکلّفون بالتوقف عن الحرب کذلک وقبول الهدنة، فلو کان الإسلام قد انتشر فی ظل السیف فلا یجب أن تکون تعلیماته تحتوی مثل هذه التعلیمات الراقیة.

یقول الإمام علی (علیه السلام) فی خطابه إلى مالک الأشتر:

«وَلا تَدفَعَنّ صُلحاً دَعاکَ إلیهِ عَدوّکَ وَللهِ فِیهِ رضىً، فَإنّ فِی الصُّلحِ دِعةً لِجُنُودِکَ، وَرَاحةً مِنْ هُمُومِکَ، وَأمناً لِبلادِکَ، وَلکن الحَذر کُلَّ الحَذرِ مِنْ عَدوّکَ بَعدَ صُلحِهِ، فَإنّ العَدوّ رُبَّما قَاربَ لِیَتغَفلَ فَخُذ بِالحَزمِ، واتّهم فِی ذلکَ حُسنَ الظَّنِ» (3).

هـ) الآیتان (8) و(9) من سورة الممتحنة من الآیات الأخرى التی تدل دلالة واضحة على الجهاد الدفاعی: یقول تعالى: (لا یَنْهاکُمُ اللهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقاتِلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَلَمْ یُخْرِجُوکُمْ مِنْ دِیارِکُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَیْهِمْ إِنَّ اللهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ * إِنَّما یَنْهاکُمُ اللهُ عَنِ الَّذِینَ قاتَلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَأَخْرَجُوکُمْ مِنْ دِیارِکُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِکُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ یَتَوَلَّهُمْ فَأُولئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ ).

وقد استدللنا فی الفقه بهذه الآیة الشریفة على أنّ الاحترام لا یشمل الکفار الذمیین فحسب بل یشمل جمیع الکفار غیر الحربیین منهم، وبناء على هذه الآیة الکریمة لا یحقّ لنا نحن المسلمین قتال الدول التی لا تقاتلنا فحسب، بل إننا نستطیع أن نقیم معها علاقة صداقة، وإن قطع علاقة الصداقة یشمل فقط الدول التی هی فی حال حرب مع المسلمین والذین قاموا بإخراج المسلمین من دیارهم وأموالهم وشرّدوهم.

وبناء على هذه الآیة الکریمة، لا یحقّ لأیة دولة إسلامیّة أن تقیم علاقة مع أمریکا وإسرائیل اللتین قد تلطخت أیدیهما بدماء المسلمین، ألم تقم إسرائیل بتشرید المسلمین الفلسطینیین بدعم من أمریکا، لذا کیف تقوم بعض الدول الإسلامیّة بمدّ ید الصداقة إلى هذه الدولة الغاصبة؟

و) یقول تعالى فی الآیة (60) من سورة الأنفال: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّة وَمِنْ رِباطِ الْخَیْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّکُمْ وَآخَرِینَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ یَعْلَمُهُمْ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَیْء فِی سَبِیلِ اللهِ یُوَفَّ إِلَیْکُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ ).

لقد أکدت هذه الآیة الکریمة على ثلاث نقاط أساسیة وهی:


1 . التفسیر الأمثل، ذیل الآیة مورد البحث.
2 . المصدر السابق.
3 . نهج البلاغة، الرسالة 53.

 

أ) الجهوزیة الکاملة بکلّ القدرة والقوّةأهداف الحرب فی الإسلام
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma