واستدلّ القائلون بحجّیة الشهرة عند قدماء الأصحاب: بتعبّد القدماء بالعمل بالأخبار ومتون الروایات; حیث إنّه لم یکن لهم تفریع واستنباط من عند أنفسهم فیحصل من اشتهار قول عندهم الوثوق والإطمئنان بقول المعصوم(علیه السلام) أو وجود دلیل معتبر، وتکون هذه الشهرة بنفسها کاشفة عن الحکم، بخلاف الشهرة عند المتأخّرین لکونها مبنیة على آرائهم الظنّیة، من دون أن یکون معقدها متلّقاة من کلمات المعصومین وألفاظ الروایات دائماً.
فتکون الشهرة عند القدماء حینئذ کالإجماع الحدسی کاشفة عن قول الإمام(علیه السلام)أو مدرک معتبر کشفاً قطعیاً، بل هی ترجع فی الواقع إلى الإجماع الحدسی وتکون من مصادیقه لعدم اشتراط إجماع الکلّ فیه، وعندئذ یخرج عن محلّ النزاع لأنّ البحث کان فی الشهرة الفتوائیة الظنّیة.
هذا، ولکن عدم عمل القدماء بل کثیر من فقهاء الرواة بالاستنباطات الظنّیة عن الأدلّة المعتبرة ولو فی صورة محدودة بسیطة أوّل الکلام.