الأوّل: الآیات

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
طریق الوصول إلى مهمّات علم الاُصول ج2
الثانی: الروایات أدلّة الأخباریین على وجوب الاحتیاط

وهی على طوائف:
الطائفة الاُولى: ما اُمر فیها بالتقوى وهی کثیرة، والأصرح منها قوله تعالى: (فَاتَّقُوا الله مَا اسْتَطَعْتُمْ)(1) وتقریب الاستدلال بهذه الطائفة أنّ الاحتیاط فی الشبهات مصداق من مصادیق التقوى، والتقوى واجب بظاهر هذه الآیات لأنّ الأمر ظاهر فی الوجوب.
والتقوى اسم مصدر من الوقایة، وهی بمعنى الاجتناب والحذر عن کلّ ما یحذر منه(2)، وإذا کان المفعول وجود الباری، فلابدّ من تقدیر فیها کما ذکره المفسّرون; لعدم کونه تعالى ممّن یحذر منه، وهذا بنفسه قرینة على تقدیر شیء نحو عصیان الله أو عذاب الله أو حسابه(3).
ویرد على الاستدلال بالطائفة المزبورة أنّه یمکن النقاش فی صغرى کون الاحتیاط فی الشبهات من مصادیق التقوى الواجبة، فإنّها عبارة عن الإتیان بالواجبات والاجتناب عن المحرّمات، وأمّا ترک الشبهات فهو مرتبة عالیة من التقوى ولا دلیل على وجوبها بجمیع مراتبها کما أنّ الاجتناب عن المکروهات أیضاً من مراتبه وهو غیر واجب.
الطائفة الثانیة: ما دلّ على النهی عن القول بغیر علم، ومنها قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّی الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ... وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ)(4).
وتقریب الاستدلال بها أنّ الحکم بترخیص الشارع لمحتمل الحرمة افتراء وقول علیه بغیر علم.
والجواب عنها: أنّ الترخیص فی محتمل الحرمة حکم ظاهری ثابت بأدلّة قطعیّة، فلیس هو من القول بغیر علم، بل إنّه صادق فی الحکم بوجوب الاحتیاط لعدم دلیل علیه.
الطائفة الثالثة: ما دلّ على النهی عن الإلقاء فی التهلکة، وهی قوله تعالى: (وَلاَ تُلْقُوا بِأَیْدِیکُمْ إِلَى التَّهْلُکَةِ)(5) بتقریب أنّ الإقدام فی الشبهات مصداق من مصادیق الإلقاء فی التهلکة.
ویرد علیه: أنّ الاستدلال بها غیر تامّ صغرى وکبرى:
أمّا الصغرى، فلأنّ کون ارتکاب المشتبهات من مصادیق الإلقاء فی التهلکة أوّل الدعوى ومصادرة بالمطلوب لعدم دلیل علیه.
وأمّا الکبرى، فلأنّ النهی الوارد فی هذه الآیة یکون من قبیل النواهی الواردة فی باب الإطاعة لأنّ التهلکة عبارة عن العقاب الاُخروی الناشئ من العصیان، والأوامر والنواهی الواردة فی باب الإطاعة إرشادیة وإلاّ یلزم التسلسل المحال.
فلا دلالة لهذه الآیة على الحرمة، هذا إذا کان المراد من التهلکة ما ذکرنا من العقاب الاُخروی، وأمّا إذا کان بمعنى الهلاکة الدنیویة فلا ربط لها بالمقام.


1. سورة التغابن، الآیة 16.
2. النهایة لابن أثیر، ج1، ص 192; شرح الشافیة للأسترابادی، ج4، ص496; القاموس المحیط، ج4، ص401.
3. انظر: مجمع البیان، ج 2، ص 28 و 53 و 115; التفسیر الکبیر للفخر الرازی، ج 6، ص118 و 7، ص 128.
4. سورة الأعراف، ص الآیه 33.
5. سورة البقرة، الآیة 195.


 

 

 

الثانی: الروایات أدلّة الأخباریین على وجوب الاحتیاط
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma