أی ما تکون طبیعتها سیّالة وهی على أقسام:
1. ما لا یدرک تدریجیّته بالنظر العرفی، بل تعرف بالنظر العقلی الفلسفی، وهو تدریجیّة تمام الموجودات; لأنّ وجودها یترشّح من المبدأ الفیّاض آناً فآناً، سواء کانت له حرکة جوهریة کما فی المادّیات، أو لم تکن کما فی المجرّدات.
2. ما یکون العرف غافلا عنه بدواً، ولکن یدرکه عند الدقّة کالحرکة الموجودة فی السراج، فإنّه وإن کان ثابتاً ظاهراً، إلاّ أنّ نوره ومادّته المشتعلة ینقضی شیئاً فشیئاً.
3. ما یکون ظاهراً ومحسوساً عند العرف کجریان الماء وسیلان الدم ونبع ماء العین وحرکة الإنسان من مبدأ المسافة إلى منتهاها.
4. ما یکون عند الدقّة من الموضوعات المقطّعة، ولکن تکون لها وحدة اعتباریّة کالقراءة والتکلّم.
ولا إشکال فی جریان الاستصحاب فی القسم الأوّل لو کان له أثر شرعی، وهکذا القسم الثانی والثالث; لأنّ شرطیّة وحدة الموضوع حاصلة فی کلّ واحد منها، والدلیل علیها وجود الاتّصال فیها.
إنّما الکلام فی القسم الرابع فهل یجری فیه الاستصحاب; لأنّ الوحدة العرفیّة موجودة فیه أیضاً ولو کانت اعتباریّة، أو لا یجری; لأنّ وحدتها تکون بالتسامح العرفی ولا اعتبار بالمسامحات العرفیّة؟
والصحیح هو القول الأوّل; لأنّ الوحدة فی هذا القسم ـ کالقراءة والتکلّم ـ حاصلة عند العرف من غیر مسامحة، ولیست الوحدة فیه من المسامحات العرفیّة.