طریق تهذیب النفس

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
السیر والسلوک تهذیب النفس

بعد أن عرفنا هذه الحقیقة، وهی الموارد والصفات التی ینبغی تطهیر الروح والقلب منها، وما هی الصفات والحالات الإیجابیة التی ینبغی التحلی بها، یأتی هذا السؤال: کیف الطریق للتوصل إلى هذا المقصود؟ ونظراً لأنّ هذا الطریق محفوف بالمخاطر والمنزلقات والشبهات ولا یمکن سلوک هذا الطریق بدون مرشد ومعلّم، فماذا ینبغی لنا فعله؟
الجواب: إنّ علماء الأخلاق طرحوا توصیات ومناهج لتحصیل المطلوب وتحقیق هذا الهدف، وقد أشارت الآیات القرآنیة وروایات المعصومین(علیهم السلام) إلى هذه الطرق والمناهج أیضاً، ونحن بدورنا ذکرنا بحوثاً مفصلة فی هذا المجال فی کتاب «الأخلاق فی القرآن» فی ثلاثة أجزاء بالاستفادة من الآیات والروایات الشریفة، ولکنّ النقطة المهمة هنا هی أنّ الأمراض الأخلاقیة حالها حال الأمراض البدنیة، والطریق لعلاج الأمراض البدنیة هو:
أوّلا: أن نتحرک على مستوى تشخیص المرض بشکل دقیق من خلال الأشعة والأدوات والمختبرات الطبیة، لأنّه ما لم یتمّ تشخیص المرض بدقّة لا یتسنى لنا علاجه.
ثانیاً: بعد معرفة المرض ینبغی أن نتحرک نحو علاجه، وعملیة العلاج تقع فی قسمین: الوقایة، والأدویة، أو ما لا ینبغی وما ینبغی فعله.
وفی المرحلة الأخیرة، یأتی دور العمل بتوصیات الطبیب وتناول الأدویة فی الزمان المناسب، وفی ساعات خاصّة.
إنّ هذه الأصول العلاجیة ینبغی العمل بها أیضاً لعلاج الأمراض الأخلاقیة، على سبیل المثال، الشخص المبتلى بالحسد، ینبغی علیه أولاً معرفة جذور وعوامل هذا المرض وأسبابه، وفی المرحلة التالیة یهتم بکیفیة علاجه والوقایة منه. والشخص البخیل یجب علیه فی البدایة معرفة جذور هذا المرض النفسی بشکل دقیق، ثم التحرک على مستوى علاجه والتخلص منه وفقاً لتوصیات الطبیب الروحانی، ولحسن الحظ فإنّ علماء الأخلاق العظام بیّنوا فی کتبهم المرحلتین بشکل جید، فقد بیّنوا جذور وعوامل الأمراض الأخلاقیة وکذلک طریقة علاجها وتطهیر النفس منها بالاستفادة من النصوص الدینیة. وهذا الأمر یسهّل من عملیة علاج الأمراض الروحیة والأخلاقیة، فینبغی مطالعة هذه الکتب بدقّة والعمل بها.
 

السیر والسلوک تهذیب النفس
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma