التفسیر الثانی: المقدّسات التشریعیة والتکوینیة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
التفسیر الثالث التفسیر الأوّل: حیاة بنی إسرائیل

التفسیر الثانی والذی أعتقد أنّه ینسجم أکثر مع سیاق الآیات الشریفة ومدلولها کالتالی:
إنّ الأقسام الثلاثة الاُولى الواردة فی هذه السورة تتعلق بالمقدسات التشریعیة، والقسمین الأخیرین یرتبطان بالمقدسات التکوینیة وناظران إلى مسألة المبدأ والمعاد.
أمّا «الطور» فهو الجبل الذی تمّ نزول الوحی السماوی علیه.
والمقصود من «الکتاب المسطور» القرآن الکریم. فالله تعالى أقسم فی هذه السورة بهذا القرآن مضافاً إلى أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)لم یعمل على إخفاء القرآن، بل أبلغه إلى الناس بصراحة وعمل على نشره وإبلاغه للناس کافة.
وأمّا «البیت المعمور» فهو البیت السماوی الذی یقع فى الملکوت الأعلى.
والسبب فی تسمیة ذلک البیت السماوی بـ «البیت المعمور» هو أنّ ذلک البیت عامر بعبادة الله تعالى، وعلیه فإنّ کل بیت یعبد فیه الله تعالى فإنّه معمور ومبارک، والبیت المتلوث بالفسق والفجور فهو بیت منهار ومنهدم.
وأمّا «السقف المرفوع» فالمقصود به السماء، کما ورد ذلک فی الآیة الشریفة 32 من سورة الأنبیاء:
(وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَّحْفُوظًا).
سؤال: هل السماء عبارة عن سقف مرتفع عن الأرض کما ورد فی هیئة بطلیموس؟
الجواب: ذکروا تفسیرین لهذه الآیة الشریفة:
الأول: إنّ المقصود من «السقف المحفوظ»، النجوم الکثیرة المتناثرة فی السماء، فعندما ننظر إلى النجوم بالعین المجرّدة فسوف نراها نجوماً متناثرة ومتباعدة عن بعضها، ولکن عندما نشاهدها بجهاز التلسکوب فسوف نرى السماء زاخرة بالنجوم وکأنّ السماء مغطاة بالنجوم، وحالها حال السقف على الأرض، فإنّ عدد النجوم التی ترى بالعین المجرّدة لا یتجاوز خمسة آلاف نجمة، فی حین أنّ عددها فی مجرّة درب التبانة فقط یبلغ ملیونی نجمة.
التفسیر الثانی: المقصود من السقف المحفوظ هو جو الأرض، فالجو المحیط بالکرة الأرضیة لطیف ورقیق جدّاً وکأنّه بمثابة السقف المحیط بجوانب الأرض، ویقال إنّ قدرة الجو بقدر قدرة طبقة من الفولاذ بسمک عشرة أمتار، فهذا الجو هو الذی یمنع الشهب والنیازک التائهة فی الفضاء من الوصول إلى الأرض وإلحاق الأذى بالناس، فما أن یقترب نیزک من جو الأرض إلاّ ویحترق ویتبدل إلى رماد، فلولا هذا السقف المحافظ حول الکرة الأرضیة فإنّ هذه النیازک المذکورة ستصل إلى الأرض وتلحق أضراراً فادحة بالبشر والأحیاء الأخرى، وهذا بذاته معلم من معالم توحید الله وعظمته ولطفه بعباده حیث خلق مثل هذا الجو حول الأرض کالسقف المحفوظ لیعیش الناس بأمن وأمان من الأخطار السماویة.
وعندما نسمع فی هذه الأیّام عن حدوث ثقب فی طبقة الأوزن وتداعیات هذا الحدث من نفوذ الأشعة فوق البنفسجیة الخطیرة إلى سطح الأرض وما تخلقه من أمراض وأخطار، کل ذلک یبیّن لنا أهمیّة هذا السقف المرفوع.
النتیجة إنّ المقصود بالسقف المرفوع فی هذه الآیة هو السماء.
وأمّا «البحر المسجور» فی التفسیر الثانی، فهو إشارة إلى قرب وقوع یوم القیامة کما تصرّح بذلک الآیة 6 من سورة التکویر فی وصفها لعلائم یوم القیامة:
(وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ).
سؤال: هل من الممکن أن تحترق البحار؟
الجواب: إنّ الماء یمثّل العنصر الذی یطفیء النار، وهو مکوّن من عنصرین: الاوکسجین والهیدروجین، وکل واحد منهما قابل للإشتعال. فإذا صدر الأمر الإلهی لمیاه البحار بالإشتعال فإنّها تتجزأ وتتبدل إلى أوکسجین وهیدروجین ومن الیسیر أن تشتعل، وهذا بحدّ ذاته آیة على التوحید.
 

التفسیر الثالث التفسیر الأوّل: حیاة بنی إسرائیل
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma