شرح وتفسیر المقسم له

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
العلاقة بین الأقسام والمقسم له شرح وتفسیر الأقسام الأربعة


إنّ الغرض من هذه الأقسام الأربعة هو بیان هذه الحقیقة التاریخیة الحاسمة، وهی أنّ مَن مارسوا تعذیب الأبریاء قد نالوا جزاء أعمالهم، (قُتِلَ أَصْحَابُ الاُْخْدُودِ).
وأمّا مَن هم أصحاب الأخدود فقد اتفق المفسّرون على حکایتهم وهی کالتالی:
کان «ذو نواس» قد تهوّد، واجتمعت معه حِمیَر على الیهودیة، وسمّى نفسه (یوسف)، وأقام على ذلک حیناً من الدهر، ثمّ اُخبر أنّ «بنجران» (شمال الیمن) بقایا قوم على دین النصرانیة، وکانوا على دین عیسى(علیه السلام)وحکم الإنجیل، فحمله أهل دینه على أن یسیر إلیهم ویحملهم على اعتناق الیهودیة، ویدخلهم فیها، فسار حتى قدم نجران، فجمع مَن کان بها على دین النصرانیة، ثمّ عرض علیهم دین الیهودیة والدخول فیها، فأبوا علیه، فجادلهم وحرص الحرص کلّه، فأبوا علیه وامتنعوا من اعتناق الیهودیة والدخول فیها، واختاروا القتل، فاتخذ لهم اُخدوداً وجمع فیه الحطب، وأشعل فیه النّار، فمنهم مَن اُحرق بالنّار، ومنهم مَن قُتل بالسیف، ومُثّل بهم کلّ مثلة، فبلغ عدد مَن قُتل واُحرق بالنّار عشرین ألفاً.(1)
وأضاف بعض آخر: إنّ رجلاً من بنی نصارى نجران تمکّن من الهرب، فالتحق بالروم وشکا ما فعل (ذو نواس) إلى قیصر.
فقال قیصر: إن أرضکم بعیدة، ولکنّی سأکتب کتاباً إلى ملک الحبشة النصرانی وأطلب منه مساعدتکم.
ثمّ کتب رسالته إلى ملک الحبشة، وطلب منه الإنتقام لدماء المسیحیین التی اُریقت فی نجران، فلمّا قرأ الرسالة تأثّر جدّاً، وعقد العزم على الإنتقام لدماء شهداء نجران.
فأرسل کتائبه إلى الیمن والتقت بجیش (ذو نواس)، فهزمته بعد معرکة طاحنة، وأصبحت الیمن ولایة من ولایات الحبشة(2).
ویتبیّن من ذلک أنّ الیهود الصهاینة کانوا منذ قدیم الأیّام یتولون تعذیب الأبریاء، والنتیجة المستوحاة من هذا الموضوع أنّ مسألة التعذیب فی نظر الإسلام إلى درجة من القبح بحیث إنّ الله تعالى أقسم أربع مرات للتأکید على هلاک المعَذِبین للأبریاء.


(1). تفسیر علی بن إبراهیم القمی، ج2، ص414.
(2). قصص القرآن، للبلاغی، ص288.

 

العلاقة بین الأقسام والمقسم له شرح وتفسیر الأقسام الأربعة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma