الحکمة فی الأقسام الثلاثة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
عجائب عالم الجنین! من هو الأب والابن؟


رأینا فیما سبق أنّ انتخاب موضوعات خاصّة للقسم، إنّما هو من أجل تحریک حسّ البحث والفضول فی الإنسان لکی یفکر أکثر فی ذلک الموضوع ویتأمل فی أبعاده وتفاصیله، ومن هنا ینبغی أن نفکّر فی مدینة مکّة المکرمة، ولا سیما الکعبة وکذلک نفکر ونتأمل فی خلقة الإنسان الذی یمثّل درّة تاج الطبیعة والکائنات.
سؤال: لماذا أقسم الله تعالى بنوع الإنسان؟
الجواب: لأنّه أعجب المخلوقات فی عالم الوجود، ولذلک فإنّ الله تعالى بعد خلقه للإنسان فقط بارک نفسه (فَتَبَارَکَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِینَ)(1)، وقد کتب العلماء حول روح وجسم الإنسان مصنفات وکتب کثیرة حتى أنّ أحدهم کتب عن الخلیة الحیّة الواحدة فی بدن الإنسان عدّة کتب تتضمن 5000 صفحة، ولکن بالرغم من جمیع هذه المساعی والجهود المبذولة لمعرفة روح الإنسان وبدنه، فإنّ أحد العلماء کتب کتاباً سماه «الإنسان ذلک المجهول»، وبیّن فیه عجائب خلقة بدن الإنسان ونفسه والتعقیدات والأسرار التی تکتنفها خلقة هذا الموجود العجیب.
إنّ أقرب موجود للإنسان هو نفسه، فلماذا لا یفکّر الإنسان فی أسرار وجوده وحیاته؟ فعندما تتأمل فی خلقة الجنین منذ أن تکونت نطفته فی الرحم وإلى وقت ولادته، فسوف ترى حقائق مذهلة وأسراراً عجبیة فی خلقة هذا الکائن الصغیر، وهکذا یستمر هذا الموجود فی حرکة الحیاة وینتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الصبا والمراهقة، ثم مرحلة الشباب والکهولة والشیخوخة والعودة إلى الضعف والعجز، فکل مرحلة من هذه المراحل تختزن دروساً وعبراً مهمّة یمکن للإنسان استخلاصها من خلال التفکّر والتأمل فی حرکة الإنسان والحیاة.
أمّا القسم الإلهی بالوالد وولده، بهذه الصیاغة (وَوَالِد وَمَا وَلَدَ) مع أنّه بالإمکان استخدام مفردات ومصطلحات معدلة لهاتین الکلمتین وبنفس المضمون، فهذا یشیر إلى اهتمام القرآن الکریم بمسألة الولادة، ولذلک من المناسب أن نفتح صفحة خاصة لنبحث عن عالم الجنین ولو بشکل مختصر لأنّ مطالعة هذه المرحلة من حیاة الإنسان تمثّل فصلاً من دروس التوحید ومعرفة الله تعالى.
 


(1) . سورة المؤمنون، الآیة 14 .

 

عجائب عالم الجنین! من هو الأب والابن؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma