العلاقة بین الأقسام الثلاثة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
المقسم له (ما أقسم الله تعالى من أجله) القسم الثالث: قسم بضیاء الصبح


سؤال: تبیّن ممّا سبق أنّ الله تعالى أقسم فی سورة المدثر بثلاثة أقسام مهمّة، أقسم بالقمر، والسحر، وبضیاء الصبح، والسؤال هو: ما هی العلاقة بین هذه الأقسام الثلاثة؟
الجواب: إنّ الله تعالى جمع فی هذه الأقسام الثلاثة بین نظام النور والظلمة، فالقمر مظهر من نور، وکذلک الصبح فیما یعکس من أنوار وأشعة الشمس، واللیل مظهر ومثال للظلمة، ومن هنا فإنّ الله تعالى قد أقسم فی هذه الآیات بنظام النور والظلمة، أی أقسم بهاتین النعمتین العظیمتین، لأنّه لولا وجود الظلمة لما عرف الإنسان النور، ولولا ظلمة اللیل، فسوف لا تترتب آثار ومعطیات النهار فی واقع الحیاة.
إنّ الله تعالى أکد فی العدید من آیاته على ضرورة النور والظلمة فی حیاة الإنسان وتعکس الآیات 71 إلى 73 من سورة القصص هذه الحقیقة بعبارات رائعة وجذابة:
(قُلْ أَرَأَیْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَیْکُمُ اللَّیْلَ سَرْمَداً إِلَى یَوْمِ الْقِیَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَیْرُ اللهِ یَأْتِیکُمْ بِضِیَاء أَفَلاَ تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَیْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللهُ عَلَیْکُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى یَوْمِ الْقِیَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَیْرُ اللهِ یَأْتِیکُمْ بِلَیْل تَسْکُنُونَ فِیهِ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ * وَمِنْ رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَکُمُ اللَّیْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْکُنُوا فِیهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ).
وعندما یقول تعالى: (... وَلَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ)یتبیّن أنّ کلاًّ من النور والظلمة یعدّ نعمة فی حدّ ذاتها تستحق الشکر والتقدیر.
والملفت للنظر أنّ الله تعالى قسّم هاتین النعمتین على جمیع أنحاء الکرة الأرضیة بشکل متساو وعادل، أی أنّ جمیع الناس فی شتى أنحاء الکرة الأرضیة یعیشون فی السنة 6 أشهر من النهار وستة أشهر من اللیل، رغم أنّ الأیّام واللیالی تختلف فی فصول السنة من حیث المدّة والوقت، مثلاً فی النقطة 90 درجة من القطب یبلغ النهار ستة أشهر واللیل ستة أشهر، وإذا توجهنا إلى الجنوب منها ووصلنا إلى نقطة 67 درجة (یعنی نقطة 90 إلى 67 درجة)، فإنّ مقدار اللیل والنهار سیختلف بالتبع، فبعض المناطق یستغرق فیها اللیل والنهار شهراً کاملاً وبعض المناطق یبلغ النهار فیها نصف شهر واللیل أیضاً نصف شهر، ولو توجهنا إلى أدنى من نقطة 67 درجة فإنّ اللیل والنهار یتناوبان فی الیوم الواحد رغم أنّه من الممکن أن یبلغ مقدار اللیل فی بعض المناطق ساعة واحدة والنهار 23 ساعة أو بالعکس.
والخلاصة، إنّه بالرغم من اختلاف فصول السنة وقصر اللیل والنهار فی جمیع أنحاء الکرة الأرضیة طیلة العام الواحد، ولکن من حیث المجموع فإنّ اللیل والنهار یتوزعان بشکل متساو وعادل وینتفع الناس من هاتین النعمتین الإلهیتین بشکل متساو، فالجمیع یستفیدون من اللیل ستة أشهر فی العام ویستفیدون من نور النهار ستة أشهر أیضاً.
أجل، فکل واحد من النور والظلام یعد نعمة کبیرة، بحیث إنّه لو فقد أحدهما فإنّ البشر لا یمکنهم الاستمرار فی الحیاة.
سؤال: کیف یمکن أن یزول النور ویستولی الظلام على جمیع أرجاء الکرة الأرضیة، أو بکلمة أخرى أن یکون اللیل سرمداً؟ أو بالعکس بأن تزول الظلمة ویسیطر النور على جمیع أرجاء الکرة الأرضیة بشکل دائم؟
الجواب: لو افترضنا أنّ الکرة الأرضیة توقفت عن الدوران، فالنصف المواجه للشمس سیکون نهاراً دائماً والنصف الآخر الذی لا تشرق علیه الشمس سیکون لیلاً دائماً.
 

المقسم له (ما أقسم الله تعالى من أجله) القسم الثالث: قسم بضیاء الصبح
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma