من هو الکریم؟

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
3. أقسام سورة القیامة إثبات حقانیّة القرآن بالقسم!


ویصف الله تعالى جبرائیل الأمین فی هذه الآیة الشریفة بکلمة «کریم»، ومن هنا نرى من المناسب تقدیم بحث مختصر عن هذه الفضیلة الأخلاقیة العالیة.
إنّ صفة «کریم» تارةً تطلق على الله تعالى، کما نقرأ ذلک فی الآیة 40 من سورة النحل، وتارةً توصف بها الملائکة، کما ورد ذلک فی الآیات التی تصف جبرائیل الأمین بهذه الصفة، وفی بعض الموارد وردت هذه الکلمة کصفة ممیزة للأنبیاء الإلهیین، کما فی الآیة 17 من سورة الدخان، وأحیاناً قد تطلق هذه الصفة على کتاب ورسالة من شخص مهم ومحترم، کما یذکر القرآن فی الآیة التی تتحدّث عن بلقیس ملکة الیمن عندما استلمت رسالة سلیمان(علیه السلام) فقالت : (أُلْقِیَ إِلَیَّ کِتَابٌ کَرِیمٌ)(1).
الخلاصة أنّ هذه الصفة تستعمل فی موارد متعددة، فیوصف بها الله تعالى، الملائکة،الأنبیاء، کتب الأنبیاء، ومن المناسب التعرف على معنى هذه الکلمة المهمّة.
ورد فی کتب المؤرّخین أنّ الإمام الحسن المجتبى(علیه السلام) الذی کان یعرف بکریم أهل البیت(علیهم السلام)، عندما سئل عن معنى کلمة کریم، قال :
1. «الاِْبْتِداءُ بِالْعَطِیَّةِ قَبْلَ الْمَسْأَلَةِ».
فالکریم عندما یرى آثار وعلائم الحاجة بادیة على سیماء الشخص، فلا یمهله لکی یسأله حاجته أو یطلب منه المعونة، فقبل أن یطلب هذا الشخص شیئاً منه فإنّه یتحرّک على مستوى قضاء حاجته ورفع مشکلته، وهذا العمل ذو قیمة حتى وإن کان بعد طلب الفقیر والمحتاج، ومن هنا کان الله تعالى، الملائکة، الأنبیاء کرماء، ونحن أیضاً ینبغی علینا أن نکون کذلک لکی یشملنا الله تعالى بلطفه وعنایته وکرمه.
2. «وَ إِطْعـامُ الطَّعـامِ فِی الْمَحَلِّ»(2).
وقد نستوحی من هذه الجملة معنیین:
1. أن یطعم الشخص الفقراء والمحتاجین فی محلّه وداره الواقعی، لا أن یدعو الأثریاء والأغنیاء إلى مائدته ویقوم بإطعام من لا یستحق ولا یحتاج إلیه، وهذا الأمر هو الذی اعترض علیه إمام المسلمین علی بن أبی طالب(علیه السلام) عندما دعا والیه على البصرة عثمان بن حنیف أشراف البصرة لضیافته، وطبقاً لهذا المعنى فإنّ إطعام المحتاجین والمحرومین یعدّ من خصال الشخص الکریم.
2. أن یکون المقصود خلافاً لما هو المتداول بین الناس، من إطعام الضیوف خارج البیت دفعاً للمشاکل والاتعاب الناشئة من مجیء الضیوف إلى البیت وتناولهم الطعام فیه، وهذا ما نراه من الضیافة فی المطاعم فی هذا العصر، فالإمام(علیه السلام) یصرّح : بأنّ الکریم هو الذی یطعم الضیوف فی بیته وداره وأن هذا العمل یبعث على زیادة البرکة ودفع البلایا والمصائب والأمراض من دار صاحب الطعام.
وطبعاً فما ورد فی هذه الروایة الشریفة عن الإمام الحسن المجتبى (علیه السلام)، یعتبر مصداقین من المصادیق الکثیرة لکلمة الکریم، ومعلوم أنّ معنى هذه الکلمة لا ینحصر بهذین المصداقین، فهناک موارد کثیرة ومصادیق متعددة لهذه الصفة العالیة وردت فی النصوص الدینیة(3).
 


(1) . سورة النمل، الآیة 29 .
(2) . میزان الحکمة، باب 3470، ح 17494.
(3) . میزان الحکمة، باب 3470، ح 17494.


 

3. أقسام سورة القیامة إثبات حقانیّة القرآن بالقسم!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma