طریق الوصول للنفس المطمئنّة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
العلاقة بین یوم القیامة والنفس اللوّامة الحالة الثالثة: النفس المطمئنّة


ومن أجل الوصول إلى مقام النفس المطمئنّة ونیل تلک المواهب الأربع المذکورة، فالإنسان یواجه طریقاً ملیئاً بالصعوبات ولابدّ له من تهذیب نفسه وتربیتها على الاستقامة فی الفکر وفی العمل والسلوک، ومن أجل تحقّق هذه الغایة لابدّ لهذا الإنسان مراعاة المراحل الأربع: المشارطة، المراقبة، المحاسبة، المعاقبة. ففی کلّ یوم یجب أن یراقب أعماله وسلوکیاته وحتّى نیّاته وأفکاره، وفی کلّ یوم أو فی کلّ اسبوع أو على الأقل فی کلّ شهر یحاسب نفسه على ما قام به من أعمال وما اجترحه من سیئات، فإذا کان قد ارتکب سیئة ومعصیة فإنه یعاقب نفسه ویوبخها، وربّما یقوم بحرمانها من بعض المباحات والملذات التی ترغب فیها، وإذا کان قد بدر منه عملاً حسناً فإنّه یشکر الله تعالى على ذلک، وطبعاً لابدّ لهذا السالک فی هذا المسیر من الاعتماد على الله واللجوء إلیه فی جمیع حالاته ومواقفه، فلا یمکن سلوک هذا الطریق بدون الاستعانة باللطف الإلهی وبدون تسدید ربّانی، کما تشیر الآیة الشریفة فی قصة یوسف (علیه السلام) إلى هذه الحقیقة وتقول :
(وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلاَ أَنْ رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ کَذَلِکَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِینَ)(1).
ولمّا وجد یوسف(علیه السلام) نفسه فی مقابل الضغوط الشدیدة وتهدید زلیخا إیّاه، لجأ إلى ربّه وسأله الخلاص من الوقوع فی أوهام الخطیئة والمعصیة وقال :
(رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَیَّ مِمَّا یَدْعُونَنِى إِلَیْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّى کَیْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَیْهِنَّ وَأَکُنْ مِّنَ الْجَاهِلِینَ)(2).
وأخیراً فإنّ النبیّ یوسف (علیه السلام) نجح فی التغلب على نفسه ووصل أخیراً إلى استلام مقالید القوّة والسلطة بلطف الله تعالى وتسدیده وأصبح عزیزاً فی الدنیا والآخرة.


(1) . سورة یوسف، الآیة 24.
(2) . سورة یوسف، الآیة 33 .

 

العلاقة بین یوم القیامة والنفس اللوّامة الحالة الثالثة: النفس المطمئنّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma