کیفیة المعاد وبعث البشر بعد الموت

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
معرفة الجنین، أو معرفة الله؟ کتاب الأعمال فی الآیات القرآنیة


وقد أشار الله تعالى بعد حدیثه عن الملائکة الحفظة، الذین یتولّون مهمّة کتابة أعمال الإنسان لتقدیمها إلى محکمة العدل الإلهی فی العالم الآخر إلى إمکانیة تحقّق المعاد والحیاة بعد الموت، وذلک فی آیات قصیرة وبلیغة:
(فَلْیَنظُرِ الاِْنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَّاء دَافِق * یَخْرُجُ مِنْ بَیْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ* یَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ)(1).
وهذا الاستدلال فی غایة القوّة والدقّة، فإنّ الله تعالى خلق الإنسان من قطرة ماء عفن ودافق، ولذلک یستطیع بسهولة إعادة خلقه من جدید.
معنى «الصلب» و«الترائب»:
تعتبر الآیة الشریفة: (یَخْرُجُ مِنْ بَیْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ)من جملة الآیات الغامضة فی القرآن الکریم، لأنّ الله تعالى: «یخرج هذا الإنسان فی مرحلة کونه جنیناً من بین عظام الصدر وفقرات الظهر» فی حین إننا نعلم أنّ النطفة تتشکل وتخرج من أعضاء البدن السفلى ومن مجاری البول، وعلیه فلابدّ من معرفة المقصود من الصلب والترائب، فهل هذا المعنى ینسجم ویتناسب مع مکتسبات العلم فی العصر الحاضر؟
الجواب: ذکرنا فی التفسیر الأمثل ستة تفاسیر لهذه الآیة مورد البحث، وهنا نطرح تفسیراً آخر لهذه الآیة، وذلک:
إنّ بین عظام الصدر وفقرات الظهر یوجد أربعة أجهزة مهمّة:
1. الرئتان، وهما الجهاز التنفسی للإنسان، ویقعان خلف عظام القفص الصدری.
2. قلب الإنسان، والذی یقع على بعد مسافة قلیلة من الرئتین، ویتکفل ضخ الدم إلى جمیع الأعضاء والجوارح.
3. المعدة، وتقع أسفل قلیلاً من عظام الصدر، ومهمتها تهیئة المواد الغذائیة التی یحتاجها البدن فی حیاته.
4. وأخیراً الکبد، وهو الجهاز الذی یقع بین عظام الصدر وفقرات الظهر، وعمله تصفیة الدم والمواد الغذائیة.
ویقول أحد العلماء المطلعین: إنّ کبد الإنسان بإمکانه إبطال مفعول ثلاثمائة نوع من أنواع السموم، ولهذا فإنّ مرض الکبد أخطر من مرض القلب، وزرع الکبد أیضاً أصعب وأعقد من زرع القلب، کما أنّ الکبد أهم من المعدة، لأنّه من الممکن أن یستمر الإنسان فی حیاته، ولو لمدة قصیرة، بدون معدة، ولکنه لا یستطیع ذلک بدون کبد.
إنّ الرئتین، والقلب، والمعدة، والکبد تمثل أربعة أجهزة مهمّة فی بدن الإنسان تقع بین عظام الصدر وفقرات الظهر، وبدون هذه الأجهزة الأربعة لا یمکن انعقاد النطفة، حتّى لو کان خروج النطفة من موضع خاصّ.
وعلى ضوء ذلک یتبیّن أنّ منشأ ایجاد النطفة، هو هذه الأجهزة الأربعة المهمّة التی تقع بین (الصلب) و(الترائب)، ولذلک یصرّح تبارک وتعالى بأنّ النطفة تخرج من بین الصلب والترائب، وهذا المعنى صحیح ودقیق.
 


(1) . سورة الطارق، الآیات 5 ـ 9.

 

معرفة الجنین، أو معرفة الله؟ کتاب الأعمال فی الآیات القرآنیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma