ثلاث نعم کبیرة وثلاث مسؤولیات

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
الأنبیاء العارفون بداء البشریة حدود دائرة الشفاعة:


وبعد أن تبیّنت حقیقة القسمین فی سورة الضحى، وما أحاطت به من تفاسیر وشروح، وبعد بیان البشارتین المهمتین لنبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) فی مقابل تحمّله الشدائد والصعاب فی سبیل نشر الدعوة إلى الله، فإنّ الله تعالى تحدّث عن ثلاث نعم کبیرة وهبها للنبی (صلى الله علیه وآله)، وبعد ذلک أمره بثلاثة أوامر.
النعمة الاُولى: الإیواء فی حال الیتم!
کان رسول الله (صلى الله علیه وآله) قد مرّ بثلاث مراحل من الیتم، فعندما کانت اُمّه آمنة حاملة به، فقد أباه عبدالله، وبعد ولادته بقی فی رعایة اُمّه آمنة مدّة ست سنوات ینهل منها الحبّ والحنان، ولکن فی السنة السادسة من عمره الشریف فقد اُمّه أیضاً، وبعد ذلک بات تحت کفالة جدّه عبدالمطلب وحمایته، وهکذا وفّر الله تعالى لیتیم عبدالله وآمنة الملجأ والملاذ والحمایة، ولکن هذا الملاذ أیضاً لم یستغرق سوى ثلاث سنوات، فقد توفی عبدالمطلب، والنبی(صلى الله علیه وآله) له من العمر ثمان سنوات ثم کفله عمّه أبوطالب الذی کان یتمیز بشخصیة قویة وله نفوذ واسع فی قبائل قریش.
النتیجة، أنّ الله تعالى قد وفّر الملاذ والملجأ الآمن للنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) فی مراحل یتمه المختلفة.
 
النعمة الثانیة: هدایته علیه عندما کان ضالاً!
وتشیر الآیة التالیة: (وَوَجَدَکَ ضَالاًّ فَهَدَى) إلى النعمة الثانیة، وبعض المفسّرین ذهب إلى أنّ کلمة «ضالّ» تعنی الضلالة، فی حین أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) لم یکن ضالاً فی أی وقت أو مرحلة من حیاته. یقول الإمام علی(علیه السلام) فی الخطبة القاصعة(1):
«وَ لَقَدْ قَرَنَ اللّهُ بِهِ(صلى الله علیه وآله) مِنْ لَدُنْ أَنْ کانَ فَطِیماً أَعْظَمَ مَلَک مِنْ مَلاَئِکَتِهِ یَسْلُکُ بِهِ طَرِیقَ الْمَکَارِمِ، وَ مَحَاسِنَ أَخْلاَقِ الْعَالَمِ لَیْلَهُ وَ نَهَارَهُ».
ومن هذا المنطلق نعتقد بأنّ نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) کان یعتقد بدین خاص ولم یکن یتبع الدیانة المسیحیة أو الیهودیة، وما یقال من أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)کان «على دین إبراهیم الحنیف» بمعنى موحّد; لأنّ إبراهیم بطل التوحید وتحطیم الأصنام. على أیّة حال، فالضال هنا لیس من الضلالة والانحراف عن الحق. بل لها معان أخرى، نذکر هنا معنیین یمکن انطباقهما على المقصود من الآیة الشریفة:
1. الضالّ: بمعنى التائه کما ورد فی الحدیث الشریف: «الْحِکْمَةُ ضالَّةُ الْمُؤْمِنِ»(2)، وقد ذکر المؤرخون أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) ضاع عدّة مرات فی مکّة، ففی مرّة کان تحت کفالة عبدالمطلب، وعندما کان یرضع من حلیمة السعدیة، وفی ذلک الوقت کان النبی ینعم برعایة والدته الحنون، لأنّ مکّة کانت مدینة جبلیة وبذلک من السهل أن یضیع الطفل فی المفاوز والودیان، والآن أیضاً إذا نظرتم من داخل مدینة مکّة فسوف لا ترون المسجد الحرام ولا المآذن العالیة، لأنّ المسجد الحرام یقع فی منطقة منخفضة، وفی جمیع هذه الحوادث کان الله تعالى هو الذی یحفظ نبیّه ویعیده إلى أهله.
2. الضالّ: هنا بمعنى الغفلة، أی أنّ النبی کان قبل النبوة غافلاً عنها، فالآیة تخاطب النبی أنّک کنت غافلاً ولا تعلم بخبر النبوة وتعالیم السماء ونحن الذین علّمناک، کما ورد هذا المعنى فی سورة یوسف حیث یخاطب الباری عزّوجلّ نبیّه الکریم(صلى الله علیه وآله) ویقول:
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَیْکَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَیْنَا إِلَیْکَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ کُنتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِینَ).
ومن هنا فإنّ کلمة الضالّ تأتی بمعنى الغافل.
النتیجة أنّ الضالّ بمعنى التائه أو بمعنى الغافل، وکانت من حالات النبی قبل البعثة وأعاده الله تعالى إلى أهله، أوعلّمه ما لم یعلم کما هو المعنى الثانی.
 
النعمة الثالثة: الإمداد المالی
وتشیر الآیة الشریفة: (وَوَجَدَکَ عَائِلا فَأَغْنَى) إلى النعمة الثالثة، وکلمة «عائلا» یقصد منها الرجل الذی له عیال کثیرون، وبما أنّ أفراد العائلة فقراء، وبعبارة أخرى أنّ کثرة العائلة تقترن مع الفقر عادة، ومن هنا اطلقت هذه الکلمة وقصد بها الفقر وعدم وجود المال.
إنّ الله تعالى قد أغنى نبیّه الکریم(صلى الله علیه وآله) الذی کان قبل البعثة فقیراً بمال خدیجة(علیها السلام)وثروتها، وبعد البعثة رفع عنه الفقر وعزّة الإسلام والفتوحات وکثرة الغنائم.
 


(1) . نهج البلاغة، الخطبة 192 .
(2) . میزان الحکمة، باب 917، ح 16 و 12 و 11 و 4210 .

 

الأنبیاء العارفون بداء البشریة حدود دائرة الشفاعة:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma