الوظیفة الثانیة: الاهتمام بالمحتاجین

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
تفسیر آخر للآیة: أسئلة علمیة ودینیة الأنبیاء العارفون بداء البشریة


تقرر الآیة التالیة: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ) الوظیفة الثانیة للنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)وهی الاحسان إلى الفقراء ومساعدة المحتاجین والتعامل معهم بلطف ورفق، وکأنّ الله تعالى یقول فی هذه الآیة: أیّها النبی لا تطرد الفقراء المحتاجین عنک ولا ترفع صوتک علیهم ولا تعاملهم بقساوة وبکلام خشن ووجه عبوس.
ومثل هذا المعنى من لزوم التعامل السلیم والصحیح مع المحتاجین ورد فی الآیة 263 من سورة البقرة: (قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَیْرٌ مِّنْ صَدَقَة یَتْبَعُهَا أَذًى وَاللهُ غَنِیٌّ حَلِیمٌ).
وعلى ضوء ذلک فالإنسان إذا لم یکن قادراً على مدّ ید العون للمحتاجین، أو لم یرغب فی الانفاق لأی سبب کان، فیجب علیه التعامل معهم بکلام لطیف وبتعامل حسن، مثلاً یقول: «عفواً فی هذه المرّة أعتذر من الانفاق» أو یقول: «المعذرة فعلاًلیس بیدی شیء» أو «أرجو أن یوفقنی الله فی المرّة القادمة لإعطائک» وأمثال ذلک، فلو لم یکن قادراً على رفع ضائقتهم وحلّ مشکلتهم المادیة، فلیس لنا الحق فی جرح کرامتهم وانهانتهم.
وقد یتبیّن السلوک الأخلاقی بوضوح فی سیرة الأئمّة المعصومین(علیهم السلام)کما یتبیّن ذلک من القصّة المعروفة فی تعامل الإمام الحسن المجتبى(علیه السلام)مع الأعرابی الفقیر:
وقد ذکر المؤرخون أنّ رجلاً طرق باب الإمام الحسن المجتبى(علیه السلام)، وأنشد یقول:
لَمْ یَبْقَ لی شَیءٌ یُبـاعُ بِدِرْهَم *** یَکْفیکَ مَنْظَرُ حالَتی عَنْ مُخْبِری
إِلاّ بَقـایـا مـاءُ وَجْهی صُنْتُهُ *** أَلاّ یُبـاعَ وَقَدْ وَجَدْتُکَ مُشْتَری
فنادى الإمام الحسن(علیه السلام) خازنه وقال له: ما عندک من المال؟.
فقال: إثنا عشر درهماً.
فقال الإمام(علیه السلام): إدفعها إلى هذا السائل، ثم قال للسائل وهو یعتذر إلیه:
خُذِ الْقَلیلَ وَکُنْ کَأَنَّکَ لَمْ تَبِعْ *** مـا صُنْتَهُ وَکَأَنَّنـا لَمْ نَشْتَرِ(1)
وهذا الاسلوب فی غایة الخلق والأدب فی عملیة الإنفاق وأفضل سلوک أخلاقی فی مساعدة المحتاجین.
ومن هنا إذا لم یتحرک الشخص على مستوى الإنفاق وبذل المال للفقیر أو المحتاج، فعلیه أن یکلّمه بلسان لطیف وکلام لین ویعتذر له عن ذلک، أو إذا أراد بذل المال وتحصیل ثواب الإنفاق فعلیه أن یسعى لحفظ هذه الحسنة من الحبط والبطلان، ولا یتلف هذا العمل الحسن بالمنّ والأذى: (لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِکُمْ بِالْمَنِّ وَالاَْذَى)(2).
 


(1) . منتهى الآمال، ج 1، ص 162 .
(2) . سورة البقرة، الآیة 264 .

 

تفسیر آخر للآیة: أسئلة علمیة ودینیة الأنبیاء العارفون بداء البشریة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma