شکر النعمة فی روایات المعصومین(علیهم السلام)

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
الإسلام دین الرحمة أم العنف؟ تفسیر آخر للآیة: أسئلة علمیة ودینیة


وقد ورد هذا المفهوم فی روایات المعصومین(علیهم السلام) کثیراً، ونکتفی هنا باستعراض أربعة نماذج من هذه الروایات:
1. یقول الإمام علی الهادی(علیه السلام):
«الشّـاکِرُ أَسْعَدُ بِالشُّکْرِ مِنْهُ بِالنِّعْمَةِ الَّتی أَوْجَبَتِ الشُّکْرَ; لاَِنَّ النِّعَمَ مَتاعُ، وَالشُّکْرَ نَعِمٌ وَعُقْبى»(1).
2. یقول الإمام جعفر الصادق(علیه السلام):
«إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْعَمَ عَلى کُلِّ قَوْم بِالْمَواهِبِ فَلَمْ یَشْکُرُوا فَصـارَتْ عَلَیْهِمْ وَبـالا، وَابْتَلى قَوْماً بِالْمَصـائِبِ فَصَبَرُوا فَصـارَتْ عَلَیْهِمْ نِعْمَةً»(2).
على سبیل المثال إذا أنعم الله تعالى على الوالدین بولد ولکنّهما لم یتحرکا على مستوى تربیته تربیة صالحة، فهذا یعنی أنّهما لم یشکرا نعمة الله تعالى عملاً، وسوف تتبدل هذه النعمة إلى نقمة ووبال، بأن یکبر هذا الولد ویسیر فی خط الانحراف وربّما یکون مدمناً على المخدّرات وبذلک یهدم سعادته وسعادة والدیه فی الدنیا والآخرة، وعلى العکس من ذلک إذا ابتلی الإنسان بمرض وصبر على الآلام وشکر الله تعالى، وانتهت مرحلة المرض، فسوف یلتفت أنّه لو کان سالماً فی تلک المدّة فإنّه سوف یشترک فی مشروع معین یؤدی به إلى الضلالة والهلکة.
3. یقول الإمام علی(علیه السلام):
«شُکْرُ الْمُؤْمِنِ یَظْهَرُ فِی عَمَلِهِ، شُکْرُ الْمُنـافِقِ لا یَتَجـاوُزُ لِسـانَهُ»(3).
فالإنسان المؤمن ومن خلال الاستخدام السلیم والصحیح للنعم الإلهیّة واستثمارها فی مواقعها المناسبة یؤدی شکر هذه النعم عملاً، وأمّا الإنسان المنافق فإنّه یدعی بلسانه الشکر ولکنّه على المستوى العملی لیس بشاکر.
4. وجاء فی روایة أخرى عن أمیرالمؤمنین علی(علیه السلام) أنّ الشکر له أربع مراحل: شکر الله، شکر المنعمین من البشر، شکر النظراء، شکر من یقع فی مرتبة أدنى منک، ثم یبیّن الإمام(علیه السلام) کیفیة شکر کل واحد من هذه الموارد الأربعة:
«شُکْرُ إِلـهِکَ بِطُولِ الثَّنـاءِ، وَشُکْرُ مَنْ فَوْقَکَ بِصِدْقِ الْوَلاءِ، وَشُکْرُ نَظیرِکَ بِحُسْنِ الإخـاءِ، وَ شُکْرُ مَنْ دُونَکَ بِسَیْبِ الْعَطـاءِ»(4).
 


(1) . المصدر السابق، ج 5، باب 2063، ح 9587 .
(2) . المصدر السابق، باب2067، ح 9599 .
(3) . میزان الحکمة، باب 2070، ح 9605 .
(4) . المصدر السابق، باب 2071، ح 9609.

 

الإسلام دین الرحمة أم العنف؟ تفسیر آخر للآیة: أسئلة علمیة ودینیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma