مصدر البدعة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
2. و القسم الثانی فی سورة النحل نتائج البدعة وعواقبها!


نعتقد بأنّ مصدر البدع یمتد إلى مقولة التفسیر بالرأی والقراءات الجدیدة، فأهل البدع یفسّرون الآیات القرآنیة طبقاً لمیولهم وأهوائهم وبوحی من ذهنیاتهم ورغباتهم وبعد ذلک یطرحون بدعة تتفق مع ذلک التفسیر أو القراءة، وهناک کلام معروف بین المتصوفة، یقولون: إنّ الإنسان عندما یصل إلى مقام الإیمان الکامل ومرتبة القرب إلى الله فلا یجب علیه إقامة الصلاة والصوم وسائر العبادات الشرعیة، ویستشهدون بذلک بالآیة الشریفة (وَاعْبُدْ رَبَّکَ حَتَّى یَأْتِیَکَ الْیَقِینُ)(1)، لأنّ الآیة المذکورة تقرر وجوب العبادة حتى یصل الإنسان لمقام الیقین، وبعد ذلک لا یجب علیه شیء، فی حین أن بطلان هذا الفهم والتفسیر الخاطىء والذی یمتد فی منشأه إلى البدعة، واضح، فلو کان هذا الکلام صحیحاً فلماذا کان رسول الله(صلى الله علیه وآله)یقیم الصلاة إلى آخر یوم من عمره الشریف،وحتى عندما کان على فراش المرض فی أیّامه الأخیرة طلب من أصحابه أن یعینوه للذهاب إلى المسجد والصلاة هناک والحدیث مع المسلمین، فهل النبی لم یصل إلى مقام الیقین ووصل إلیه أقطاب الصوفیة؟!
إذا کان هذا الکلام صحیحاً فلماذا کان الإمام علی(علیه السلام) یتحرک فی خط العبادة والطاعة إلى آخر لحظات حیاته وقد استشهد فی محراب العبادة أثناء الصلاة؟ هل هذا الإمام لم یصل إلى مقام الیقین ومرتبة القرب إلى الله ووصل إلیه بعض الصوفیة؟!
إذا کان هذا التفسیر صحیحاً فلماذا نرى الإمام الحسین(علیه السلام) وقف یوم عاشوراء فی ذلک الجو الحار وفی میدان القتال للصلاة هو وأصحابه، حتى أنّ بعض أصحابه استشهد بین یدیه وهو یدفع السهام عنه؟
هل هؤلاء الشهداء وإمامهم العظیم أبو عبدالله الحسین(علیه السلام) لم یصلوا إلى مقام الیقین والقرب إلى الله، ووصل إلیه أهل البدع هؤلاء؟!
الحقیقة أنّ هؤلاء الجهلاء فسّروا الآیة تفسیراً خاطئاً وبالتالی ارتکبوا هذه البدعة الشائنة، لأنّ کلمة الیقین فی الآیة الشریفة لم ترد بمعناها المتداول بل جاءت بمعنى (الموت) لأنّه لا شیء یعلم به الإنسان یقیناً کالموت، فجمیع أفراد البشر على اختلاف آرائهم ونظراتهم فی المسائل العقائدیة یرون أنّ الموت أشد الأمور یقیناً فی ذهن الإنسان، وعلى ضوء ذلک فالیقین فی الآیة الشریفة یعنی الموت، فقد أمر الله تعالى جمیع المسلمین أن یتحرکوا فی خط العبادة والطاعة إلى آخر لحظة من حیاتهم.
النتیجة، أن التفسیر بالرأی والقراءات الجدیدة هی المنشأ للبدع.


(1) . سورة الحجر، الآیة 99.

 

2. و القسم الثانی فی سورة النحل نتائج البدعة وعواقبها!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma