حقیقة التقوى

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
التقوى فی کلام الإمام الصادق(علیه السلام) نقاط مهمّة


نظراً للمکانة الرفیعة للتقوى فی القرآن والروایات وفیما تقتضیه من سعادة ونجاة للإنسان السالک فی خط المعنویات، ینبغی إلقاء بعض الضوء على حقیقة التقوى، فالعلماء ضربوا أمثلة متعددة لبیان حقیقة التقوى، وکل واحد منها یساهم بدرجة معینة فی استجلاء هذا الموضوع والکشف عن خفایاه، ولکننا نطرح مثالاً یختلف عن تلک الأمثلة وربّما یساهم فی توضیح الصورة أکثر:
لنفترض أنّ رجلاً رکب جواداً جموحاً أو بعیراً متوحشاً ولا یملک لجاماً أو زماماً، فهذا الحیوان ربّما یلقی بصاحبه فی الوادی، وربّما یستمر فی عَدوِه ویلقی بصاحبه أرضاً، ومن أجل ضبط مثل هذه الخیل والإبل الجموحة لابدّ من لجام یلجم به هذا الحیوان ویوقفه عند حدّه، وهذا اللجام متکوّن من حزام من الجلد یربط رأس الدابة ویکون الحزام بید الراکب، ولدى العرب نحوین من ذلک، أحدهما: لجام متشکل من قطعة حدیدیة توضع فی فم الدابة ویربط طرفاها بحزام ویمسکه الراکب، وکلما أراد التوقف، أو فیما إذا جمحت الدابة، سحب الحزام أو الحبل بقوة، وبما أنّ قطعة الحدید موضوعة فی فم الدابة فإنّ سحب الحبل یثیر الألم للدابة فتتوقف عن المسیر. ویطلق العرب على هذا النوع اسم «لجام».
النوع الآخر: ما یربط به الإبل حیث یثقب العرب أنف البعیر ویضعون الحبل فی هذا الثقب ویمسک الراکب بطرفه، فإذا أراد من البعیر التوقف سحب ذلک الحبل وعندما یشعر البعیر بالألم یتوقف عن المسیر، وهذا النوع من اللجام یسمى عند العرب «زمام».
التقوى بدورها مثل «اللجام» و «الزمام»، وعقل الإنسان مثل «الراکب» والنفس الإنسانیة مثل «الدابة والمرکب»، فلو امتلک الإنسان حالة التقوى فإنّ عقله یلجمها بلجام التقوى ویروضها بزمام العبودیة والخشیة من الله.
وبهذا المثال تتبیّن من جهة حقیقة التقوى وکذلک تتبیّن أهمیّتها من جهة أخرى، ومن خلال ما تقدّم بالإمکان تعریف التقوى بجملة واحدة: «التقوى هی الأداة لکبح جماح النفس».
 

التقوى فی کلام الإمام الصادق(علیه السلام) نقاط مهمّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma