قصة عذاب قوم لوط

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
العبرة من قصّة قوم لوط 8. قسم سورة الحجر


والآیة المذکورة من جملة الآیات 17 التی تتحدّث عن قصّة نزول العذاب الإلهی على قوم لوط، وقد ورد شرح هذه القصّة المأساویة والزاخرة بالعبر من الآیة الشریفة 61 من سوة الحجر إلى الآیة 77 من هذه السورة، وهنا نستعرض هذه الآیات الشریفة:
(فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوط الْمُرْسَلُونَ * قَالَ إِنَّکُمْ قَوْمٌ مُّنْکَرُونَ * قَالُوا بَلْ جِئْنَاکَ بِمَا کَانُوا فِیهِ یَمْتَرُونَ * وَأَتَیْنَاکَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * فَأَسْرِ بِأَهْلِکَ بِقِطْع مِّنَ اللَّیْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ یَلْتَفِتْ مِنْکُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَیْثُ تُؤْمَرُونَ * وَقَضَیْنَا إِلَیْهِ ذَلِکَ الاَْمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاَءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِینَ * وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِینَةِ یَسْتَبْشِرُونَ * قَالَ إِنَّ هَؤُلاَءِ ضَیْفِی فَلاَ تَفْضَحُونِ * وَاتَّقُوا اللهَ وَلاَ تُخْزُونِ * قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَکَ عَنِ الْعَالَمِینَ * قَالَ هَؤُلاَءِ بَنَاتِى إِنْ کُنْتُمْ فَاعِلِینَ * لَعَمْرُکَ إِنَّهُمْ لَفِى سَکْرَتِهِمْ یَعْمَهُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّیْحَةُ مُشْرِقِینَ * فَجَعَلْنَا عَالِیَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَیْهِمْ حِجَارَةً مِّنْ سِجِّیل * إِنَّ فِی ذَلِکَ لاَیَات لِّلْمُتَوَسِّمِینَ * وَإِنَّهَا لَبِسَبِیل مُّقِیم * إِنَّ فِی ذَلِکَ لاَیَةً لِّلْمُؤْمِنِینَ).
 
وهنا عدّة أمور:
1. المقصود من الصیحة السماویة حسب الظاهر الصاعقة الممیتة التی تخلق انفجاراً هائلاً ویتسبب صوت انفجارها فی إفناء وإهلاک کل شیء لأنّ موج الانفجار یملک قوّة تخریبیة هائلة، وبعد الصاعقة فإنّ الزلزلة تعتبر العذاب الإلهی الثانی على هؤلاء القوم، وهذه الزلزلة کانت إلى درجة من الشدّة بحیث إنّها هدمت جمیع ما فی القریة من دور وبنایات وقلبت المدینة رأساً على عقب، ولم یکتف الله تعالى بإهلاک هؤلاء القوم الظالمین بل إنّه ومن أجل أن لا یبقی لهم أثراً بعد عین من بیوتهم ومدینتهم، أنزل العذاب الثالث ویتمثّل بمطر من الأحجار السماویة حیث دفنت هذه الأحجار جمیع الخرائب فی هذه المدینة.
2. إنّ الله تعالى یشیر فی الآیة 75 إلى الدرس الذی یمکن استیحاؤه من قصّة قوم لوط، وأنّ هذه القصّة بمثابة علامة وآیة للمتوسمین (لأهل الفکر والعقل)، وفی الآیة 77 من هذه السورة یشیر تعالى إلى هذه الحقیقة وهی أنّ خرائب مدینة قوم لوط تعتبر آیة وعلامة للمؤمنین، ونستوحی من هذین التعبیرین أنّ المؤمن ینبغی أن یکون من أهل الفکر والتدبر دائماً، ولذلک ورد فی الروایات الشریفة: «إِتَّقِ فَراسَةَ الْمُؤْمِنِ»(1) الذی یتفطن من خلال بعض العلامات إلى أمور کثیرة أخرى.
3. بما أنّ قوم لوط کانوا ملوثین بأبشع أنواع الذنوب أی رذیلة اللواط، فإنّ الله تعالى أنزل علیهم جمیع أنواع البلایا التی یستحقها هؤلاء العصاة والمتمردین.
 


(1) . بحار الأنوار، ج67، ص 73.

 

العبرة من قصّة قوم لوط 8. قسم سورة الحجر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma