سکر الدنیا فی العصر الحاضر

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
9 إلى 12. قسم السور: یس، ص، ق، الدخان العبرة من قصّة قوم لوط


وممّا یبعث على الأسف فإنّ البشریة فی العالم المعاصر تعیش فی سکر شدید وتخوض فی لجاج التحیر وأمواج الفتن والضیاع، وقد وصل الأمر بالعالم الحدیث إلى درجة أنّهم لا یعترضون على المثلیة ولا یواجهونها من موقع التصدی والمنع والإصلاح، بل إنّ بعض البلدان مثل «بریطانیا» وضعت قانوناً فی مجلس البرلمان یبیح مثل هذه الممارسات الشنیعة ولیمارس المثلیون أعمالهم المنحرفة بکل طمأنینة وراحة بال، وهذه هی نتائج الدیمقراطیة الغربیة، هؤلاء یعتقدون بأنّ الأغلبیة فی المجتمع إذا أرادت تقنین حکم أو قانون فلابدّ من الاذعان لهم وقبول رأیهم حتى لو خالف رأیهم هذا جمیع العلماء ورجال الدین وأهل الخبرة فی المجتمع، فالناس فی هذه الدیمقراطیة لا یتحرکون تبعاً للعلماء وأهل الخبرة، بل إنّ العلماء وأهل الخبرة مضطرون لاتباع غالبیة الناس، فلو أنّ الغالبیة أرادت إنشاء مرافق الفحشاء والفساد فإنّ الدیمقراطیة الغربیة توصی بإحداثها وإیجاد هذه المراکز المتحللة، ولا ینفع معه نداءات العلماء بالنسبة للعواقب الوخیمة المترتبة على هذا العمل.
کما أنّ بعض البلدان الغربیة قد منحت هذه المراکز اللاأخلاقیة بعداً قانونیاً، ففی مقابل الضرائب التی یدفعونها للحکومة فإنّ الحکومة بدورها تتحرک على مستوى حمایة ودعم هذه المراکز والمؤسسات.
أمّا الاسلام فإنّه بالرغم من احترامه لرأی الشعب ولکنّه لا یؤید الدیمقراطیة الغربیة، ولا یمنحها الشرعیة، بل یطلب من العلماء والفقهاء أن یتحرکوا على مستوى توعیة الناس وإثارة أجواء الفکر والعقلانیة فی الوعی العام للناس، وفی غیر هذه الصورة فإنّ هؤلاء العلماء المقصرین فی واجباتهم ومسؤولیاتهم سیکونون مورد غضب الله ولعنته(1).
إنّ الإسلام یقبل بآراء الناس فی إطار القیم والمثل الأخلاقیة والإنسانیة، وأمّا إذا تحرکوا فی خط الانحراف والضلالة وعلى الضد من القیم فلا قیمة لرأیهم.
إنّ مرض الایدز الذی یهدد البشریة فی هذا العصر رغم أنّه ناشیء من عوامل مختلفة، ولکن طبقاً للاحصاءات والأرقام المتوفرة فإنّ 75% من المصابین بهذا المرض هم من المتورطین بالانحرافات الجنسیة، وأمّا العوامل الأخرى لهذا المرض فتشکل نسبة 25% من هؤلاء المرضى.
وهذه النتیجة المؤسفة إنّما هی بسبب السلوک الخاطیء للمصابین بهذا المرض، وهکذا حال الأشخاص الذین یتبعون الدیمقراطیة الغربیة ویهتمون فقط بکسب آراء الناس لإحراز الأغلبیة، فإنّهم فی الحقیقة یقطعون جذورهم بأیدیهم ویخربون بیوتهم بضیق اُفقهم وضحالة تفکیرهم.
إنّ القرآن الکریم یبیّن فی الآیة 41 من سورة الروم أنّ جمیع المفاسد والمآسی التی تقع على الکرة الأرضیة، إنّما هی ناتجة عن سوء أعمال البشر:
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِی الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا کَسَبَتْ أَیْدِى النَّاسِ لِیُذِیقَهُمْ بَعْضَ الَّذِى عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ).
 


(1) . بحار الأنوار، ج 105، ص 15 .

 

9 إلى 12. قسم السور: یس، ص، ق، الدخان العبرة من قصّة قوم لوط
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma