لماذا القسم بالسماء؟

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأقسام القرآنیة
العناد والتعصّب: حُبُک، المعجزة العلمیة للقرآن!


وقد تبیّن من البحوث السابقة أهمیّة القسم بالسماء ذات التموجات والتعرجات، والآن لابدّ من معرفة الغرض من هذا القسم المهم ومعرفة المقسم له.
وتتحرک الآیة الشریفة التالیة لتجیب عن هذا التساؤل وتقول: (إِنَّکُمْ لَفِی قَوْل مُّخْتَلِف).
أی قسماً بالسماء ذات الحبک والتعاریج أنّ المخالفین للنبی والمنکرین للقرآن والمعاد واقعون فی تناقضات کثیرة، وهذا التناقض فی کلامهم دلیل على بطلان مقولتهم، فعندما یحقق القاضی أو المحقق فی المحکمة مع المتهم فی جلسات متعددة وبأوقات مختلفة، فیقوم بتدوین ما قاله المتهم فی هذه الجلسات ثم یقارن بینها ویلتفت إلى وجود بعض التناقضات فی کلماته، ویفهم من ذلک أنّ المتهم یکذب، لأنّ الکاذب لا یملک حافظة قویة.
وهکذا حال المشرکین وعبدة الأصنام أیضاً، ففی یوم یقولون عن النبی إنّه مجنون، وفی یوم آخر یزعمون أنّه شاعر، وفی یوم ثالث یدعون أنّه ساحر، وأخیراً قالوا إنّ هذا القرآن حصیلة فکر بشری وقد أخذه النبی واقتبسه من فلان شخص، فهذا التناقض فی کلامهم یدلّ على بطلانه، لأنّ المجنون لا یمکن أن یکون شاعراً أو ساحراً، لأنّ الشعر أو السحر یحتاج إلى قابلیة وذکاء حاد وفطنة.
إنّ المشرکین وقعوا فی تناقضات کثیرة فی موقفهم تجاه القرآن الکریم، فأحیاناً قالوا إنّه سحر، وأخرى إنّه کهانة، وثالثة زعموا أنّه أساطیر الأولین. وعندما قیل لهم: إذا کنتم تدعون أنّ هذا القرآن من صنع البشر ومن نتاج الذهن البشری، فأتوا بسورة من مثله، ولکنّهم لم یستطیعوا لذلک سبیلاً ولن یقدروا على ذلک، حتى ولو اتحدوا واتفقوا فیما بینهم، واستخدموا جمیع الوسائل والإمکانات المتوفرة لدیهم، والخلاصة أنّ تناقض الکفّار والمشرکین دلیل حاسم على بطلان کلامهم وادعاءاتهم.
 

العناد والتعصّب: حُبُک، المعجزة العلمیة للقرآن!
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma