لزوم استناد الأثر إلى اللبن مستقلاّ

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
انوار الفقاهة - کتاب النکاح-2
کون المدار على التأثیر العرفی المحسوس لأهل الخبرة اعتبار استقلال الرضاع فی حصول الأثر


لزوم استناد الأثر إلى اللبن مستقلاّ
وهذا مفهوم من ظاهر روایات الباب; فإنّ قوله(علیه السلام) ـ فی غیر واحدة من روایات الباب 3 من أبواب ما یحرم بالرضاع من «الوسائل» ـ : «لا یحرم من الرضاع إلاّ ما أنبت اللحم، وشدّ العظم» أو ما فی معناه، ظاهر فی استناد الأمرین إلى الرضاع، لا إلیه وإلى أمر آخر، فلابدّ من الاستقلال فی الأثر.
قال المحقّق السبزواری فی «مهذّب الأحکام» ـ بعد ذکر عنوان المسألة ـ : «إجماعاً، ونصوصاً تقدّم بعضها» ثمّ استدلّ له بالأصل بعدالشکّ فی شمول الأدلّة(1). هذا.
ولکن باب المناقشة فی المسألة واسع; لأنّ استناد الإنبات والشدّ إلى طعامین مختلفین ـ فیما إذا دام مدّة غیر قصیرة ـ أمر عرفی ظاهر، مثلا من أکل الخبز والاُرز مدّة طویلة، فزاد وزن بدنه مثلا أربع کیلو غرامات، یمکن أن یقال: إنّ ازدیاد وزنه مستند إلى الخبز، کما إنّه مستند إلى الاُرز، فکلّ منهماعلّة مستقلّة فی بعض زیادة الوزن; لأنّ المعلول أمر مرکّب یمکن استناده إلى أسباب متعدّدة مستقلّة، فالخبز مستقلّ فی تأثیره الخاصّ، کما أنّ الاُرز کذلک.
وإن منعت صدق الاستقلال فی التأثیر، فصدق النسبة حاصل، ولذا لو سئل عن سبب ازدیاد وزنه، یجیب: «بأنّ کلاّ من الخبز والاُرز سبب له».
ویمکن اختبار ذلک فی مثال آخر، فلو فرض مخزن للماء یرد علیه الماء من أنابیب متعدّدة، فلا شکّ فی أنّ مستوى الماء فی المخزن یرتفع تدریجیاً، کما أنّه لا شکّ فی نسبة الارتفاع إلى کلّ واحد فی الجملة; أی أنّ کلّ واحد سبب لارتفاعه مثلا بمقدار شبر، والمجموع بمقدار أشبار، وبدن الإنسان مثل مخزن الماء، والأغذیة مثل الماء الجاری من الأنابیب، فافهم واغتنم; فإنّه ینفعک فی سائر المقامات التی تشابه المقام.
فالأقوى أنّ صدق النسبة، لا یتوقّف على عدم ضمّ شیء آخر إلیه، وبه ترفع الید عن أصالة الحلّ هنا.


(1). مهذّب الأحکام 25 : 23 و24.

 

کون المدار على التأثیر العرفی المحسوس لأهل الخبرة اعتبار استقلال الرضاع فی حصول الأثر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma