الأخبار الخاصّة الدالّة على اعتبار اتّحاد الفحل

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
انوار الفقاهة - کتاب النکاح-2
الروایات الدالّة على عدم اعتبار اتّحاد الفحل وجوابها الشرط الرابع: اتّحاد الفحل


الأخبار الخاصّة الدالّة على اعتبار اتّحاد الفحل
و لکن هناک أخبار خاصّة تمنع عن ذلک:
منها: موثّقة زیاد بن سوقة التی مرّت مراراً، قال: «من لبن فحل واحد»(1)، فإنّها کما تدلّ على عدم نشرها لو کان العدد من فحلین، فکذا تدلّ على أنّه لو کان تمام العدد لغلام من فحل، ثمّ رضعت تمام العدد لجاریة من فحل آخر، لم یحرم أحدهما على الآخر.
والظاهر أنّ هذه الروایة منفردة فی الدلالة على اعتبار اتّحاد الفحل بکلامعنییه، وإلاّ فالروایات الآتیة لا تدلّ إلاّ على اعتبار الاتّحاد بالمعنى الثانی.
ومنها: ما عن برید العجلی ـ فی حدیث ـ قال: سألت أبا جعفر(علیه السلام) عن قول رسول الله(صلى الله علیه وآله وسلم): «یحرم من الرضاع ما یحرم من النسب» فسّر لی ذلک، فقال: «کلّ امرأة أرضعت من لبن فحلها ولد امرأة اُخرى ـ من جاریة، أو غلام ـ فذلک الذی قال رسول الله(صلى الله علیه وآله وسلم) وکلّ امرأة أرضعت من لبن فحلین کانا لها واحداً بعد واحد ـ من جاریة أو غلام ـ فإنّ ذلک رضاع لیس بالرضاع الذی قال رسول الله(صلى الله علیه وآله وسلم): یحرم من الرضاع ما یحرم من النسب، وإنّما هو نسب ناحیة الصهر رضاع، ولا یحرم شیئاً، ولیس هو سبب رضاع من ناحیة لبن الفحولة فیحرم»(2).
والمراد بـ «الصهر» هنا الاُمّ; أی زوجة الفحل، بقرینة ما ورد فی صدر الروایة فی «الکافی» فراجع(3).
وقد یتوهّم دلالة ذیلها على اعتبار اتّحاد الفحل بالمعنى الأوّل; حیث یقول: «وکلّ امرأة أرضعت من لبن فحلین کانا لها واحداً بعد واحد ـ من جاریة أو غلام ـ فإنّ ذلک رضاع لیس بالرضاع الذی قال رسول الله(صلى الله علیه وآله): یحرم من الرضاع مایحرم
من النسب».
بدعوى: أنّه دلیل على کون العدد بین فحلین; أی المعنى الأوّل، ولذا نفى عنه الرضاع وآثاره مطلقاً، وإلاّ فلو کان بالمعنى الثانی، کان الرضاع موجوداً بین الاُمّ وولدها الرضاعی، وبینه وبین أبیه الرضاعی; أی الفحل، فنفی الرضاع مطلقاً، دلیل على کونه ناظراً إلى المعنى الأوّل.
وفیه أوّلا: أنّ قوله(علیه السلام): «واحداً بعد واحد» لیس ناظراً إلى الزوجین للمرأة; حتّى ینحصر فی المعنى الأوّل، بل الظاهر کونه ناظراً إلى الرضیعین بقرینة تفسیره بعد بقوله: «من جاریة، أو غلام».
وثانیاً: أنّ قوله(علیه السلام) فی ذیل الروایة: «وإنّما هو نسب ناحیة الصهر رضاع» إشارة إلى کونه محرّماً للاُمّ فتدبّر جیّداً.
ومنها: ما عن عمّار الساباطی، قال: سألت أبا عبدالله(علیه السلام) عن غلام رضع من امرأة، أیحلّ له أن یتزوّج اُختها لأبیها من الرضاع؟ فقال: «لا; فقد رضعا جمیعاً من لبن فحل واحد; من امرأة واحدة» قال: فیتزوّج اُختها لاُمّها من الرضاعة؟ قال: فقال: «لا بأس بذلک; إنّ اُختها التی لم ترضعه، کان فحلها غیر فحل التی أرضعت الغلام، فاختلفا الفحلان، فلا بأس»(4).
ومنها: ما عن الحلبی، قال: سألت أبا عبدالله(علیه السلام) عن الرجل یرضع من امرأة وهو غلام، أیحلّ له أن یتزوّج اُختها لاُمّها من الرضاعة؟ فقال: «إن کانت المرأتان رضعتا من واحدة من لبن فحل واحد، فلا یحلّ، فإن کانت المرأتان رضعتا من امرأة واحدة من لبن فحلین، فلا بأس بذلک»(5).
ومنها: ما عن عبدالله بن سنان، قال: سألت أبا عبدالله(علیه السلام) عن لبن الفحل، قال: «هو ما أرضعت امرأتک ـ من لبنک ولبن ولدک ـ ولد امرأة اُخرى، فهوحرام»(6).
ومنها: ما عن سماعة، قال: سألته عن رجل کان له امرأتان، فولدت کلّ واحدة منهما غلاماً، فانطلقت إحدى امرأتیه، فأرضعت جاریة من عرض الناس، أینبغی لابنه أن یتزوّج بهذه الجاریة؟ قال: «لا; لأنّها اُرضعت بلبن الشیخ»(7).
ومنها: ما رواه الکلینی بسند صحیح، عن البزنطی، قال: سألت أبا الحسن(علیه السلام) عن امرأة أرضعت جاریة، ولزوجها ابن من غیرها، أیحلّ للغلام ابن زوجها أن یتزوّج الجاریة التی اُرضعت؟ فقال: «اللبن للفحل»(8).
ومنها: ما عن علی بن مهزیار، قال: سأل عیسى بن جعفر بن عیسى، أباجعفر الثانی(علیه السلام): أنّ امرأة أرضعت لی صبیّاً، فهل یحلّ لی أن أتزوّج ابنة زوجها؟ فقال لی: «ما أجود ما سألت، من هاهنا یؤتى; أن یقول الناس: حرمت علیه امرأة من قبل لبن الفحل، هذا هو لبن الفحل، لا غیره» فقلت له: الجاریة لیست ابنة المرأة التی أرضعت لی، هی ابنة غیرها، فقال: «لو کنّ عشراً متفرّقات ما حلّ لک شیء منهنّ، وکنّ فی موضع بناتک»(9).
ومنها: ما عن مالک بن عطیّة، عن أبی عبدالله(علیه السلام): فی الرجل یتزوّج المرأة، فتلد منه، ثمّ ترضع من لبنه جاریة، أیصلح لولده من غیرها أن یتزوّج تلک الجاریة التی أرضعتها؟ قال: «لا، هی بمنزلة الاُخت من الرضاعة; لأنّ اللبن لفحل واحد»(10).
ومنها: ما عن أحمد بن محمّد بن أبی نصر، عن الرضا(علیه السلام) قال: سألته عن امرأة أرضعت جاریة، ثمّ ولدت أولاداً، ثمّ أرضعت غلاماً، یحلّ للغلام أن یتزوّج تلک الجاریة التی اُرضعت؟ قال: «لا; هی اُخته»(11).
ومنها: روایتان رواهما فی «المستدرک» عن «دعائم الإسلام» تدلاّن على هذا المعنى بوضوح(12). هذا.


(1). وسائل الشیعة 20 : 374، کتاب النکاح، أبواب ما یحرم بالرضاع، الباب 2، الحدیث 1.
(2). وسائل الشیعة 20 : 388، کتاب النکاح، أبواب ما یحرم بالرضاع، الباب 6، الحدیث 1.
(3). الکافی 5 : 442.
(4). وسائل الشیعة 20 : 388، کتاب النکاح، أبواب ما یحرم بالرضاع، الباب 6، الحدیث 2.
(5). وسائل الشیعة 20 : 389، کتاب النکاح، أبواب ما یحرم بالرضاع، الباب 6، الحدیث 3.
(6). وسائل الشیعة 20 : 389، کتاب النکاح، أبواب ما یحرم بالرضاع، الباب 6، الحدیث 4.
(7). وسائل الشیعة 20 : 389، کتاب النکاح، أبواب ما یحرم بالرضاع، الباب 6، الحدیث 6.
(8). وسائل الشیعة 20 : 390، کتاب النکاح، أبواب ما یحرم بالرضاع، الباب 6، الحدیث 7.
(9). وسائل الشیعة 20 : 391، کتاب النکاح، أبواب ما یحرم بالرضاع، الباب6،الحدیث10.
(10). وسائل الشیعة 20 : 393، کتاب النکاح، أبواب ما یحرم بالرضاع، الباب 6، الحدیث13.
(11). وسائل الشیعة 20 : 393، کتاب النکاح، أبواب ما یحرم بالرضاع، الباب 6، الحدیث14.
(12). دعائم الإسلام 2 : 241 / 905 و906; مستدرک الوسائل 14 : 369، کتاب النکاح، أبواب ما یحرم من الرضاع، الباب 4، الحدیثان 1 و2.

 

الروایات الدالّة على عدم اعتبار اتّحاد الفحل وجوابها الشرط الرابع: اتّحاد الفحل
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma