المقام الخامس: فی حکمة هذا الحکم وفلسفته

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
انوار الفقاهة - کتاب النکاح-2
نکاح المسیار المقام الرابع: دعوى نسخ المتعة وجوابها


المقام الخامس: فی حکمة هذا الحکم وفلسفته
کثیراً ما لا یقدر الناس ـ ولا سیّما الشباب منهم فی عصرنا ـ على الزواج الدائم; إمّا لکثرة مصارفه وتوقّفه على مقدّمات کثیرة، وتقبّل مسؤولیات مختلفة، وإمّا لاشتغالهم بتحصیل العلم فی الجامعات والکلّیات وغیرها، وعدم اشتغالهم بمهمّة واکتساب معیشة، ولا سیّما مع طول أعوام التحصیل العالی فی زماننا، أو لبُعدهم عن الأهل والعیال فی الأسفار، أو کون الزوجة مریضة، أو هرمة، أو کون الزوج جندیّاً بعیداً عن وطنه وأهله وعیاله; فی الحدود وغیرها، کما اتّفق ذلک لجنود الإسلام فی الغزوات فی عصر النبی(صلى الله علیه وآله وسلم)، وقد تکون المرأة حاملاً لاتقدر على الوقاع، مع کون الزوج شابّاً شدید الرغبة فیه.
فهذه کلّها ضرورات اجتماعیة فی کلّ عصر، ولاسیّما فی أعصارنا التی قد کثرت فیها أسباب تهییج القوى الجنسیة، مع شدّة حرمان کثیر من الزواج الدائم مدّة من عمره، وحینئذ نقع فی مفترق طرق; طریق یؤدّی نحو السفاح، وطریق إلى الصبر وعضّ الأیدی، وطریق إلى نوع خاصّ من النکاح لیس فیه مسؤولیات النکاح الدائم، وکثیر من الناس لا یقدرون على الصبر أمام هذا، فلایبقى لهم إلاّ طریق السفاح على القول بتحریم المتعة.
ولا شکّ فی أنّ حکمة الشارع المقدّس تقتضی حلاًّ لهذه المشکلة، کیف، والإسلام دین الحیاة، ودین الحضارة والقداسة، ولا یکون إلاّ عن طریق عقد المتعة التی هی نوع من النکاح مع جمیع شروطه.
نعم، یکون له أجل معلوم، ولا تکون فیه نفقة، وإرث، وحقّ بیتوتة عند الزوجة.
ومن هذه الجهة أباحها النبی(صلى الله علیه وآله وسلم) ولا معنى لتحریمها مع بقاء حکمتها وعلّتها، فإنّ الإسلام لا یختصّ بزمان دون زمان، ومکان دون مکان.
ویدلّ على هذا ما عرفت سابقاً من الروایات الکثیرة التی رواها المفسّرون
ـ الطبری، والثعلبی، والرازی، وأبو حیّان، والنیشابوری، والسیوطی بعدّة طرق ـ وغیرهم، عن علی(علیه السلام) وغیره: أنّه «لولا نهی عمر ما زنى إلاّ شقیّ»، وما ورد من طرق أهل البیت(علیهم السلام) عن الصادق(علیه السلام) فی تفسیر قوله تعالى: (مَا یَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَة فَلاَ مُمْسِکَ لَهَا)(1) قال: «والمتعة من ذلک»(2).
هذا مضافاً إلى أنّ دین الإسلام دین سمح سهل، فکیف یکون الدین کذلک وقد جعل للزانی أشدّ العذاب، ولم یجعل للناس منفذاً للخروج عنه، وکلّهم لایقدرون على النکاح الدائم؟!
ومن العجب أنّ القوم لا یزالون ینکرون على الشیعة المتعة، مع أنّ الشیعة عاملون بسنّة رسول الله(صلى الله علیه وآله وسلم) التی لم تنسخ قطعاً، بینما یأخذ القوم بسنّة سنّهاعمر!! فهل العمل بسنّة رسول الله(صلى الله علیه وآله وسلم) وترک العمل بسنّة غیره، أمر مذموم؟! وهل اللازم أن نذمّهم بترکهم سنّته(صلى الله علیه وآله وسلم) أم هم الذین یذمّوننا على ذلک؟!
وأعجب من ذلک کلّه قولهم فی الآونة الأخیرة بإباحة نوع من النکاح یسمّى عندهم: «نکاح المسیار» وقد أفتى کبراؤهم بجوازه، ولیس هو إلاّ نکاح المتعة مع أدنى تغییر.


(1). فاطر (35): 2.
(2). وسائل الشیعة 21 : 9، کتاب النکاح، أبواب المتعة، الباب 1، الحدیث 18.
 
 

 

نکاح المسیار المقام الرابع: دعوى نسخ المتعة وجوابها
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma