26 - باب معنى رضاه عزوجل وسخطه
فهرست موضوعات
جستجو 
1 - حدثنا أبی رحمه الله، قال: حدثنی أحمد بن إدریس، عن أحمد بن أبی - عبدالله، عن محمد عیسى الیقطینی، عن المشرقی، عن حمزة بن الربیع(1)، عمن ذکره، قال: کنت فی مجلس أبی جعفر علیه السلام إذ دخل علیه عمرو بن عبید فقال

له جعلت فداک قول الله تبارک وتعالى: (ومن یحلل علیه غضبی فقد هوى)(2) ما ذلک الغضب؟ فقال أبوجعفر علیه السلام: هو العقاب یا عمرو، إنه من زعم أن الله عزوجل زال من شئ إلى شئ فقد وصفه صفة مخلوق، إن الله عزوجل لا

یستفزه شئ ولا یغیره.
2 - وبهذا الاسناد، عن أحمد بن أبی عبدالله، عن أبیه رفعه إلى أبی عبدالله علیه السلام فی قوله الله عزوجل: (فلما آسفونا انتقمنا)(3) قال: إن الله تبارک وتعالى لا یأسف کأسفنا، ولکنه خلق أولیاء لنفسه یأسفون ویرضون، وهم مخلوقون

مدبرون، فجعل رضاهم لنفسه رضى وسخطهم لنفسه سخطا، وذلک لانه جعلهم الدعاة إلیه والادلاء علیه، فلذلک صاروا کذلک، ولیس ان ذلک یصل إلى الله کما یصل إلى خلقه، ولکن هذا معنى ما قال من ذلک، وقد قال أیضا: (من أهان لى ولیا فقد

بارزنی بالمحاربة ودعانی إلیها).
وقال أیضا: (من یطع الرسول فقد أطاع الله)(4) وقال أیضا: (إن الذین یبایعونک إنما یبایعون الله)(5) وکل هذا وشبهه على ما ذکرت لک، هکذا الرضا والغضب وغیرهما من الاشیاء مما یشاکل ذلک ولو کان یصل إلى المکون الاسف والضجر

وهو الذی أحدثهما وأنشاهما لجاز لقائل أن یقول: إن المکون یبید یوما ما، لانه إذا دخله الضجر والغضب دخله التغییر وإذا دخله التغییر لم یؤمن علیه الابادة، ولو کان ذلک کذلک لم یعرف المکون من المکون، ولا القادر من المقدور، ولا الخالق

من المخلوق، تعالى الله عن هذا القول علوا کبیرا، هو الخالق للاشیاء لا لحاجة، فإذا کان لا لحاجة استحال الحد والکیف فیه، فافهم ذلک إن شاء الله(6).
3 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوکل رضی الله عنه، قال: حدثنا علی بن إبراهیم بن هاشم، عن أبیه، عن العباس بن عمرو الفقیمی، عن هشام بن الحکم أن رجلا سأل أبا عبدالله علیه السلام عن الله تبارک وتعالى له رضا وسخط؟ فقال: نعم،

ولیس ذلک على ما یوجد من المخلوقین، وذلک أن الرضا والغضب دخال یدخل علیه فینقله من حال إلى حال، معتمل، مرکب، للاشیاء فیه مدخل(7) وخالقنا لا مدخل للاشیاء فیه، واحد، أحدی الذات، وأحدی المعنى، فرضاه ثوابه و سخطه

عقابه من غیر شئ یتداخله فیهیجه وینقله من حال إلى حال، فإن ذلک صفة المخلوقین العاجزین المحتاجین، وهو تبارک وتعالى القوی العزیز الذى لا حاجة به إلى شئ مما خلق، وخلقه جمیعا محتاجون إلیه، أنما خلق الاشیاء من غیر حاجة ولا

سبب اختراعا وابتداعا.
4 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا الحسن بن علی السکری قال: حدثنا محمد بن زکریا الجوهری، عن جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبیه، قال: سألت الصادق جعفر بن محمد علیهما السلام، فقلت له: یا ابن رسول الله أخبرنی عن

الله عزوجل هل له رضا وسخط؟ فقال: نعم، ولیس ذلک على ما یوجد من المخلوقین ولکن غضب الله عقابه، ورضاه ثوابه.
-------------------------------------------------------------------------------
(1) کذا وتقدم الکلام فیه.
(2) طه: 81.
(3) الزخرف: 55.
(4) النساء: 80.
(5) الفتح: 10.
(6) اذا کان لا لحاجة کان واجب الوجود، وواجب الوجود یستحیل أن یحد أو یکیف.
(7) قوله: معتمل على صیغة المفعول أی منفعل یتأثر من الاشیاء، وتقدیر الکلام: لان المخلوق معتمل - الخ، کما فی الکافی.
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma
آبی
سبز تیره
سبز روشن
قهوه ای