فضیلة زیارة أمیرالمؤمنین علی (علیه السلام)
FehrestMozoei
البحث 

فضیلة أرض النجف
1. طبق بعض الروایات أنّ النجف أرض الأخیار، یحشر من ظهرها سبعون ألفاً یدخلون الجنّة بغیر حساب. وعلى هذا الأساس اشتراها علیّ (علیه السلام) من الدهاقین لیحشر أولئک السبعون ألفاً من ملکه(1).
2. وروى الدیلمی فی إرشاد القلوب أنّه وردت الأخبار الصحیحة عن أهل البیت(علیهم السلام) من خواصّ تربته إسقاط عذاب القبر وترک محاسبة منکر ونکیر(2)، وأضاف: إنّ أمیرالمؤمنین (علیه السلام)نظر إلى ظهر الکوفة (وکانت تشمل النجف) وقال: «ما أحسَنَ مَنظَرَکَ وأطیَبَ قَعرَکَ، اللّهمّ اجعَل قَبرِی بِها»(3).
3. وروی عن أمیرالمؤمنین (علیه السلام) أنّه إذا أراد الخلوة بنفسه أتى إلى طرف الغریّ. فبینما هو ذات یوم مشرف على النجف فإذا رجل قد أقبل من البریّة راکباً على ناقة وقدّامه جنازة، فحین رأى علیّاً(علیه السلام)قصده حتّى وصل إلیه فسلّم علیه فردّ علیه السلامَ وقال(علیه السلام): «من أین»؟ قال: من الیمن. قال(علیه السلام): «وَما هذِه الجَنَازَةُ الّتِی مَعَک»؟ قال: جنازة أبی لأدفنه فی هذه الأرض. فقال (علیه السلام): «لِمَ لا دَفَنْتَهُ فی أرْضِکُم؟» قال: أوصى بذلک وقال: إنّه یدفن هناک رَجُلٌ یدخل فی شفاعته مثل ربیعة ومضر. فقال له(علیه السلام): «أتَعْرِفُ ذلِکَ الرَّجُلَ؟» قال: لا. قال(علیه السلام): «أنَا واللهِ ذلِکَ الرّجلُ (ثلاثاً) فَادفُن»(4).
4. وروی عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنّه قال: «ما مِن مُؤمِن یَمُوتُ فِی شَرقِ الأرضِ وَغَربِها إلاّ وَحَشَرَ اللهُ رُوحَهُ إلى وَادِی السّلامِ»(5).
5. قال حبّة العرنىّ: خرجت مع أمیرالمؤمنین (علیه السلام) إلى ظهر الکوفة فوقف بوادی السلام کأنّه مخاطب لأقوام فقمت بقیامه حتّى أعییت، ثمّ جلست حتّى مللت، ثمّ قمت حتّى نالنی مثل ما نالنی أوّلاً، ثمّ جلست حتّى مللت، ثمّ قمت وجمعت رِدائی فقلت: یا أمیرالمؤمنین إنی قد اشفقت علیک من طول القیام، فراحة ساعة. ثمّ طرحت الرداء لیجلس علیه فقال: «یا حَبَّةُ إن هو إلاّ مُحَادَثَةُ مُؤمِن أو مُؤانَسَتُه». قال: قلت: یا أمیرالمؤمنین وإنّهم لکذلک؟ قال: «نَعَمْ ولو کُشِفَ لَکَ لَرَأیْتَهُم حَلَقاً حَلَقاً مُجْتَمِعین یَتَحادَثونَ». فَقُلتُ: أجسام أم أرواح؟ فقال: «أرواحٌ وَما مِنْ مُؤمِن یَموتُ فِی بُقعَة مِنْ بِقاعِ الأرضِ إلاّ قِیلَ لِرُوحِهِ اِلحَقی بِوادِی السّلام وَإنّها لَبقعَةٌ مِن جنّة عَدن»(6).

فضیلة زیارة أمیرالمؤمنین علیّ (علیه السلام)
1. روى الشیخ الطوسی فی الأمالی أنّ الإمام الصادق (علیه السلام) قال:
«مَا خَلَقَ اللهُ خَلقاً أکثرَ مِنَ المَلائکَةِ وَأنّه لَینزِلُ کُلَّ یَوم سَبعُونَ ألفَ مَلک فَیأتُونَ البیتَ المَعمُور فَیَطُوفُونَ بِهِ، فإذا هُم طَافُوا بِهِ نَزَلُوا فَطَافُوا بِالکَعبةِ، فإذا طَافُوا بِها أتَوا قَبرَ النّبِىّ(صلى الله علیه وآله) فَسلّموا عَلیهِ، ثمّ أتَوا قَبرَ أمیرالمؤمنین(علیه السلام)فَسلّمُوا عَلیهِ، ثُمّ أتَوا قَبرَ الحُسَینِ(علیه السلام) فَسَلّمُوا عَلیهِ، ثُمّ عَرَجُوا، وَیَنزِلُ مِثلُهُم أبَداً إلى یَومِ القِیامَةِ. وقال(علیه السلام): مَن زارَ أمیرَالمؤمنین(علیه السلام) عارفاً بِحَقِّهِ، غَیرَ مَتَجَبِّر وَلا مُتَکَبِّر، کَتَبَ اللهُ لَهُ أجرَ مائة ألفِ شهید، وَغَفَرَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وَمَا تَأخَّرَ، وَبَعَثَهُ مِنَ الآمِنینَ وَهَوَّنَ عَلیهِ الحِسابَ، وَاستَقْبَلَتْهُ المَلائِکةُ، فإذا انصَرَفَ شَیَّعَتْهُ إلى مَنزلِهِ، فإنْ مَرِضَ عادُوهُ وإن ماتَ تَبِعُوهُ بِالاْسْتِغْفارِ إلى قَبرِهِ»(7).(جدیر ذکره أنّ هذا الثواب لمن کان عارفاً بحقّه وسائراً على نهجه).
2. قال أبو وهب البصریّ: دخلت المدینة فأتیت أبا عبدالله (علیه السلام) فقلت: جعلت فداک أتیتک ولم أزر قبر أمیرالمؤمنین (علیه السلام)، قال:
«بِئسَ ما صَنَعتَ لَولا أنّکَ من شِیعَتِنا ما نَظَرتُ إلیکَ، ألا تَزورُ مَنْ یَزُورُهُ اللهُ تَعالى مَعَ الملائکةِ ویزُورُهُ الأنبیاءَ مَعَ المُؤمِنینَ»(8).
3. وخاطب (علیه السلام) المفضّل بن عمر:
«إنّ زائِرهُ تُفتَحُ لَهُ أبوابُ السّماءِ عِندَ دَعوتِهِ فَلا تَکُن عَنِ الخَیرِ نَوّاماً»(9).
4. قال الحسن (علیه السلام) لرسول الله(صلى الله علیه وآله):
«یا أبتِ مَا جَزاءُ مَن زَارَکَ؟ قال: بُنی مَنْ زَارَنِی حَیّاً أو میّتاً أو زَارَ أباکَ کان حقّاً على الله أنْ أزورَهُ یَومَ القِیامةِ»(10).
5. روى خلف بن حمّاد عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنّه قال:
«بِظَهْرِ الکُوفَةِ قَبرٌ ما یَلوذُ بِهِ ذو عاهة إلاّ شَفاهُ اللهُ»(11).
6. روى حسّان بن مهران عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنّه قال:
«یا حَسّانُ أتَزورُ قُبورَ الشُّهداءِ قِبَلَکُم؟ قُلتُ: أیُّ الشُّهَداءِ؟ قال: عَلىّ وحُسَین. قُلتُ: إنّا لَنزُورُهُما فَنُکثِرُ. قَالَ: أولئکَ الشُّهداءُ المَرزوقُونَ فَزُوروهُم وافزَعوا عِندَهُم وارفَعُوا بِحَوائِجِکُم»(12). (یجیبها الله).

کیفیّة زیارة أمیرالمؤمنین علی (علیه السلام)
7. روى عبدالله بن حازم قال: خرجنا یوماً مع الرشید من الکوفة (للصید) فصرنا إلى الغریّین (النجف) فرأینا ظباء، فأرسلنا علیها الصقور والکلاب فجاولتها ساعة ثمّ لجأت إلى أکمة. فتراجعت الصقور والکلاب عنها، فتعجّب الرشید، ثمّ إنّ الظباء هبطت من الأکمة فسقطت الطیور والکلاب علیها، فرجعت الظباء إلى الأکمة، فتراجعت الصقور والکلاب عنها مرّة ثانیة، ثمّ فعلت ذلک مرّة اُخرى، فقال الرشید: ارکضوا إلى الکوفة فاتونی بأکبرها سنّاً، فأُتی بشیخ من بنی أسد. فقال الرشید: أخبِرنی ما هذه الأکمة؟ قال: حدّثنی أبی عن آبائه أنّهم کانوا یقولون أنّ هذه الأکمة قبر علىّ بن أبی طالب، جعله الله حرَماً لا یأوی إلیه شیء(13).

کیفیّة زیارته (علیه السلام)
وردت عدّة زیارات له (علیه السلام) مطلقة (الزیارات غیر المقیّدة بزمان خاصّ، بل یمکن قراءتها فی أیّ وقت) وزیارات خاصة (الزیارات المقیّدة بالزمان) ونکتفی هنا بما ورد فی الکتب المعتبرة مثل «کامل الزیارات» و«الکافی» وغیرهما. وقبل الخوض فیها نلفت انتباه الزوّار الأعزّاء إلى قضیّة مهمّة لا تختصّ بالحرم الشریف لأمیرالمؤمنین (علیه السلام) بل ساریة فی جمیع المشاهد المشرّفة، حیث تستفاد من مضامین الروایات المارة فی الفصل السابق (زیارة مرقد رسول الله (صلى الله علیه وآله) فی المدینة) وتأکّدت فی مقدّمة قسم الزیارات وهی: المهمّ فی باب الزیارة نفس الحضور فی الحرم والتوجّه القلبیّ لذلک المرقد الملکوتی، وعقد الارتباط الروحیّ بصاحبه، وما بیّنّاه فی الفصل السابق فی فضل زیارة قبر أمیرالمؤمنین(علیه السلام)(وکذلک سائر الأئمّة) یحصل بهذا الحضور فی الحرم والتوجّه القلبیّ نحوهم (علیهم السلام) وعلى هذا الأساس إن لم یکن للزائر الکریم وقت ونفس لقراءة الزیارة کفاه مجرّد الحضور أو القول «اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَمیرَالْمُؤْمِنینَ» وإن تمکّن قبَّل الضریح وإلاّ انصرف، أو یتوقّف لحظة أو ساعة جوار ذلک الکهف الحصین ویفکّر فی عظمة وجلال ومکارم أولئک العظام، ونقصه وخطیئته، ویتوب من ذنوبه ویرسخ سعادته ویخطّط لما یفعل بحیث لا یفقد ما حصل علیه فی هذه الزیارة ویدّخره فی قبره لیوم القیامة ویدیم هذا الارتباط. کما یسعه أن یقف ویصلّی رکعتین أو عدّة رکعات ویهدی ثوابها لذلک الإمام المعصوم.
جاء فی کامل الزیارات عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنّه قال: «إلى جَانبِ الکُوفَةِ قَبرٌ لا یَأتِیهِ مَکروبٌ فَیُصلّی عِندَهُ أربَع رَکعات (اِلاَّ رَجَعَهُ اللّهُ مَسْرُوراً بِقَضاءِ حاجَتِهِ)»(14).
وقال أبان بن تغلب: کنت مع أبی عبدالله (علیه السلام) فمرّ بظهر الکوفة فنزل وصلّى رکعتین ثمّ تقدّم قلیلاً فصلّى رکعتین، ثمّ سار قلیلاً فنزل فصلّى رکعتین، ثمّ قال(علیه السلام): «هذا مَوْضِعُ قَبْرَ أمیرِالمؤمنِین». قلت: جعلت فداک فما للمَوضِعین اللذین صلّیت فیهم؟ قال(علیه السلام): «مَوْضِعُ رأسِ الحُسَینِ(علیه السلام) وَمَوضِعُ مِنْبَرِ القائِم(علیه السلام)»(15).
على کلّ حال إن وفّق شخص ولم یرد الاکتفاء بهذا المقدار، بل استعدّ لقراءة زیارة من الزیارات الواردة، یمکنه أن یقرأ إحدى الزیارات المطلقة التی لا تختصّ بزمان معیّن.




1. بحار الأنوار: ج 97، ص 231، ح 21.
2. المصدر السابق: ص 232 و 233 نقلاً عن ارشاد القلوب: ج 2، ص 439 و 440.
3. المصدر السابق.
4. المصدر السابق.
5. بحار الأنوار: ج 97، ص 232و233 نقلا عن ارشاد القلوب: ج 2، ص 439 و 440 .
6. الکافی: ج 3، ص 243، ح 1.
7. أمالی الطوسی: ص 214، ح 22.
8. کامل الزیارات: الباب 10، ح 1.
9. المصدر السابق: ح 2.
10. المصدر السابق: ح 3.
11. بحار الأنوار: ج 97، ص 261، ح 13; تهذیب الأحکام: ج 6، ص 34، ح 14.
12. بحار الأنوار: ج 97، ص 261، ح 12.
13. المصدر السابق: ص 252، ح 47.
14. کامل الزیارات: الباب 69، ح 4.
15. المصدر السابق: الباب 9، ح 5.

12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma
آبی
سبز تیره
سبز روشن
قهوه ای