الجواب الاجمالي:
إذا کان جمیع الأفراد فی المجتمع متساوین ومتشابهین فی المواهب والقابلیات کالقماش أو الأوانی کان المجتمع الإنسانی مجتمعاً میّتاً ساکناً جامداً عاریاً عن التحرّک والتکامل، فإنّ أفراد البشر یشکّلون شجرةً کبیرةً واحدةً یقوم کل فرد برسالة خاصّة فی هذا الصرح العظیم، وله بنیان مخصوص یتلاءم مع وظائفه، ولهذا یقول القرآن الکریم: (ورفع بعضکم فوق بعض درجات لیبلوکم فی ما آتاکم) إنّ هذه الفوارق وهذا التفاوت وسیلة للاختبار والامتحان .
الجواب التفصيلي:
لا شک أنَّ بین أفراد البشر طائفة من الاختلافات والفوارق المصطنعة، التی هی نتیجة المظالم التی یمارسها بعض أفراد البشر ضد الآخرین، فهناک مثلا جماعة یمتلکون ثروات هائلة، وجماعات اُخرى تعانی من الفقر المدقع، جماعة یعانون من الجهل والاُمّیة بسبب عدم توفّر مستلزمات الدراسة، وجماعة اُخرى تبلغ المراتب العلیا فی الثقافة والعلم بسبب توفّر کلِّ الوسائل اللازمة للتحصیل والدراسة.
جماعةٌ یعانون من المَرضَ والعِلّة بسبب سوء التغذیة وندرة الوسائل الصحیّة، فی حین یحظى أفراد معدودون بقدر کبیر من السلامة والعافیة، بسبب توفّر جمیع الإمکانیات.
إنّ مثل هذه الفوارق والاختلافات: الثروة والفقر، والعلم والجهل، والسلامة والمرض، هی فی الأغلب ولیدة الاستعمار والاستثمار، وهی مظاهر مختلفة للعبودیة والمظالم الظاهرة والخفیة.
إنَّ من المسلَّم أنه لا یُمکن أن تعتبر هذه الاُمور من فعل المشیئة الإلهیّة، ولیس من الصحیح مطلقاً الدفاع عن مثل هذه الاختلافات غیر المبرَّرة أساساً.
ولکن فی نفس الوقت لا یمکن إنکار أنّه حتى لو روعیت جمیع اُصول العدالة فی المجتمع الإنسانی ـ أیضاً ـ فإنّه لا یتساوى الناس جمیعاً من حیث القابلیات ومن حیث الفکر، والذوق، والذکاء، والسلیقة وحتى من جهة الترکیب البدنیّ.
ولکن هل وجودُ هذه الاختلافات والفوارق مخالفٌ لمبدأ العدالة، أو أنّه على العکس یکون هو العدل بمعناه الواقعی، یعنی أنّ مبدأ وضع کل شیء فی محلّه یوجب أن یکون الأفراد غیر متساوین.
إذا کان جمیع الأفراد فی المجتمع الإسلامی متساوین ومتشابهین فی المواهب والقابلیات کالقماش أو الأوانی التی تخرج من مصنع واحد، کان المجتمع الإنسانی ـ حینئذ ـ مجتمعاً میّتاً ساکناً جامداً عاریاً عن التحرّک والتکامل.
اُنظروا إلى نبتة الورد، فهناک جذور قویّة متینة، وسوق رقیقة، ولکنّها متینة نوعاً مّا، وفروع ألطف، ثمّ أوراق وأوراد بعضها ألطف من بعض، وهذه المجموعة المتنوعة فی تراکیبها والمختلفة فی متانتها ولطافتها تشکّل نبتة وردة جمیلة تختلف فیها الخلایا بحسب اختلافها فی وظائفها، وتختلف فیها القابلیات والاستعدادات بحسب اختلافها ووظائفها.
إنّ نفس هذا الموضوع یلحظ فی العالم البشری، فأفراد البشر یشکّلون من حیث المجموع شجرةً کبیرةً واحدةً یقوم کل فرد برسالة خاصّة فی هذا الصرح العظیم، وله بنیان مخصوص یتلاءم مع وظائفه.
ولهذا یقول القرآن الکریم: (ورفع بعضکم فوق بعض درجات لیبلوکم فی ما آتاکم)إنّ هذه الفوارق وهذا التفاوت وسیلة لاختبارکم وامتحانکم .
ثمّ تشیر فی خاتمة الآیة الحاضرة إلى حریة الإنسان فی اختیار طریق السعادة وطریق الشقاء نتیجة هذه الاختبارات والإبتلاءات، إذ یقول: (إنّ ربّک سریع العقاب وإنّه لغفور رحیم)، فإنّ ربّک سریع العقاب مع الذین یفشلون فی هذا الاختبار، وغفور رحیم للذین ینجحون فیه ویسعون لإصلاح أخطائهم.
وبهذا یُجاب على کل اعتراض وإشکال یورَد فی المقام على أثر الفهم الخاطیء لمفهوم الآیة(1)
جماعةٌ یعانون من المَرضَ والعِلّة بسبب سوء التغذیة وندرة الوسائل الصحیّة، فی حین یحظى أفراد معدودون بقدر کبیر من السلامة والعافیة، بسبب توفّر جمیع الإمکانیات.
إنّ مثل هذه الفوارق والاختلافات: الثروة والفقر، والعلم والجهل، والسلامة والمرض، هی فی الأغلب ولیدة الاستعمار والاستثمار، وهی مظاهر مختلفة للعبودیة والمظالم الظاهرة والخفیة.
إنَّ من المسلَّم أنه لا یُمکن أن تعتبر هذه الاُمور من فعل المشیئة الإلهیّة، ولیس من الصحیح مطلقاً الدفاع عن مثل هذه الاختلافات غیر المبرَّرة أساساً.
ولکن فی نفس الوقت لا یمکن إنکار أنّه حتى لو روعیت جمیع اُصول العدالة فی المجتمع الإنسانی ـ أیضاً ـ فإنّه لا یتساوى الناس جمیعاً من حیث القابلیات ومن حیث الفکر، والذوق، والذکاء، والسلیقة وحتى من جهة الترکیب البدنیّ.
ولکن هل وجودُ هذه الاختلافات والفوارق مخالفٌ لمبدأ العدالة، أو أنّه على العکس یکون هو العدل بمعناه الواقعی، یعنی أنّ مبدأ وضع کل شیء فی محلّه یوجب أن یکون الأفراد غیر متساوین.
إذا کان جمیع الأفراد فی المجتمع الإسلامی متساوین ومتشابهین فی المواهب والقابلیات کالقماش أو الأوانی التی تخرج من مصنع واحد، کان المجتمع الإنسانی ـ حینئذ ـ مجتمعاً میّتاً ساکناً جامداً عاریاً عن التحرّک والتکامل.
اُنظروا إلى نبتة الورد، فهناک جذور قویّة متینة، وسوق رقیقة، ولکنّها متینة نوعاً مّا، وفروع ألطف، ثمّ أوراق وأوراد بعضها ألطف من بعض، وهذه المجموعة المتنوعة فی تراکیبها والمختلفة فی متانتها ولطافتها تشکّل نبتة وردة جمیلة تختلف فیها الخلایا بحسب اختلافها فی وظائفها، وتختلف فیها القابلیات والاستعدادات بحسب اختلافها ووظائفها.
إنّ نفس هذا الموضوع یلحظ فی العالم البشری، فأفراد البشر یشکّلون من حیث المجموع شجرةً کبیرةً واحدةً یقوم کل فرد برسالة خاصّة فی هذا الصرح العظیم، وله بنیان مخصوص یتلاءم مع وظائفه.
ولهذا یقول القرآن الکریم: (ورفع بعضکم فوق بعض درجات لیبلوکم فی ما آتاکم)إنّ هذه الفوارق وهذا التفاوت وسیلة لاختبارکم وامتحانکم .
ثمّ تشیر فی خاتمة الآیة الحاضرة إلى حریة الإنسان فی اختیار طریق السعادة وطریق الشقاء نتیجة هذه الاختبارات والإبتلاءات، إذ یقول: (إنّ ربّک سریع العقاب وإنّه لغفور رحیم)، فإنّ ربّک سریع العقاب مع الذین یفشلون فی هذا الاختبار، وغفور رحیم للذین ینجحون فیه ویسعون لإصلاح أخطائهم.
وبهذا یُجاب على کل اعتراض وإشکال یورَد فی المقام على أثر الفهم الخاطیء لمفهوم الآیة(1)
لا يوجد تعليق