تمهید

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الربا و البنک الإسلامی

إنّ العلماء والمحقّقین بمثابة الشّمس السّاطعة یفیضون على الأنام دوماً أنوار علومهم، وضیاء معارفهم، ولا یعیقهم عن أداء مسؤولیتهم فی تعلیم الناس وتربیتهم حواجز الزمان، ولا حواجب المکان(1)، وقد استوت لدیهم فی مسار خدمة الدین المبین وتبلیغ أحکام الرسالة الختمیة أوقات العسر والیسر، وأیام التحصیل والتعطیل، بل لا فرق بین هذه الأیام إلاّ فی نوع العمل المستمر والدؤوب الذی لا یعرف تریثاً فی سفر، أو استراحة فی عطلة(2)، وحتى السجن لم یسجّل عائقاً عن مواصلة نشاطهم، أو مانعاً لهم عن إدامة فیضهم والاستقامة فی سبیلهم.
ومن جملة هؤلاء العلماء العظام والمراجع الکرام هو المرجع الکبیر سماحة آیة الله العظمى المکارم الشیرازی ـ دام عزّه ـ الذی ما فتی ناشطاً فی هذا السبیل لا یمنعه مانع عن التحقیق، والتدریس والتألیف، وتذاکر العلم، والإجابة على الأسئلة الشرعیة والشبهات العلمیة، وحلّ مشاکل الشباب، والطلبة و... إلى درجة إلى نشاطه العلمی حتى فی الأسفار الدینیة وأیام النفی والتبعید من قبل الحکومات الظالمة کان مثاراً للإعجاب والتقدیر.
ومن جملة البرکات المترتبة على سفر سماحته إلى مدینة مشهد المقدسة ـ والذی یتم کل عام فی أشهر العطلة الصیفیة ـ مجلس البحث الخارج للفقه لسماحته إلى جنب المرقد الرّضوی المقدّس لثامن الأئمة الأطهار الإمام علی بن موسى الرضا (علیه السلام) فی مسجد (گوهر شاد)، حیث یتعرض سماحة الاُستاذ المسائل الفقهیة المستحدثة فی هذا الدرس، ویحضره جمّ غفیر من طلاّب وفضلاء الحوزة العلمیة فی مدینة مشهد الرّضوی المقدسة، بالرّغم من عناء السنة الدراسیة ومشاق التحصیل العلمی فی السنة الفائتة إلاّ أنّهم یهجمون باشتیاق بالغ وشغف کبیر للاغتراف من منهل العلم والمعرفة، ویتجمعون حول سماحته کالفراش حول السراج المضی ینهلون من معین شرابه ویستقون من رحیق نواله.
الکتاب الحاضر حصیلة سلسلة دروس وأبحاث تفضل بها سماحة الاُستاذ حول أحکام الرِّبا فی القروض ومعاملات البنوک فی صیف عام 1376هـ ش، فی مدینة مشهد المقدسة.

وقد وفقنی الله تبارک وتعالى للمشارکة فی هذه الدروس وتدوینها، ومن ثم تنظیمها واخراج بعض المصادر التی لم تذکر أحیاناً وإضافة بعض التوضیحات وتقدیمها لسماحته(3).
وبما أنّ الحاجة ماسّة والطلب شدید لنشر هذا الکتاب، لذا فقد أمرنی سماحته بتهیئة هذه المباحث وترتیبها بالشکل المطلوب ونشرها.

ربنا تقبّل منّا انّک أنت السمیع العلیم
قم ـ الحوزة العلمیة المقدسة
أبو القاسم علیان نژادی
شوّال المکرّم 1419 هـ

ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وقد وردت الإشارة إلى هذا المعنى فی الرّوایات الشّریفة أیضاً، منها ما ورد فی کتاب «میزان الحکمة» الباب 3626، الحدیث 18503، عن رسول الله (صلى الله علیه وآله وسلم) أنّه قال:
«إنّ مثل العلماء کمثل النجوم فی السماء یهتدی بها فی ظلمات البرّ والبحر، فإذا انطمست النجوم اُوشک أن تضلّ الهداة».
(2) هذا، وان الملحوظ فی المراکز العلمیة القدیمة والجدیدة وخاصة فی الأوانة الأخیرة ـ مع الأسف ـ هو زیادة أیام العطل، وقد تکون أیام العطل أحیاناً أکثر من أیام الدراسة والتحصیل العلمی، فینبغی على أولیاء الاُمور فی الحوزات العلمیة والجامعات التکاتف مع الأساتذة والفضلاء والتفکیر بصورة جدیة فی هذا الأمر.
(3) بما أنّ سماحة الاُستاذ یولی أهمیة بالغة للمسائل العلمیة، وخاصة الفقهیة منها ویتابع هذه الأبحاث بدقة متناهیة، فقد تفضل سماحته وراجع هذه الأبحاث بعد تنظیمها مرّة ثانیة، وأبدى بعض الملاحظات والإصلاحات فی موارد منها.
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma