(1). سوره مائده، آیه 63.
(2). سوره مائده، آیات 78 ـ 79.
(3). سوره مائده، آیه 44.
(4). سوره توبه، آیه 71.
(5). «اِعْتَبِرُوا أَیُّهَا النّاسُ بِما وَعَظَ اللّهُ بِهِ أَوْلِیاءَهُ مِنْ سُوءِ ثَنائِهِ عَلَى الاَحْبارِ إِذْ یَقُولُ: (لَوْلاَ یَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِیُّونَ وَالاَْحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الاِثْمَ) وَ قالَ: (لُعِنَ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ بَنِى إِسْرَائِیلَ) إِلى قَوْلِهِ: (لَبِئْسَ مَا کَانُوا یَفْعَلُونَ) وَ إِنَّما عابَ اللّهُ ذلِکَ عَلَیْهِمْ لاَنَّهُمْ کانُوا یَرَوْنَ مِنَ الظَّلَمَةِ الَّذینَ بَیْنَ أَظْهُرِهِمِ الْمُنْکَرَ وَ الْفَسادَ فَلا یَنْهَوْنَهُمْ عَنْ ذلِکَ رَغْبَةً فیما کانُوا یَنالُونَ مِنْهُمْ وَ رَهْبَةً مِمّا یَحْذَرُونَ، وَاللّهُ یَقُولُ: (فَلاَ تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ) وَ قالَ: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِیَاءُ بَعْض یَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَیَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنکَرِ) فَبَدَأَ اللّهُ بِالاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْىِ عَنِ الْمُنْکَرِ فَریضَةً مِنْهُ لِعِلْمِهِ بِأَنَّها إِذا أُدِّیَتْ وَ أُقیمَتْ اِسْتِقامَتِ الْفَرائِضُ کُلُّها هَیِّنُها وَ صَعْبُها، وَ ذلِکَ أَنَّ الاَمْرَ بِالْمَعْروُفِ وَ النَّهْىَ عَنِ الْمُنْکَرِ دُعاءٌ إِلَى الاِسْلامِ مَعَ رَدِّ الْمَظالِمِ وَ مُخالَفَةِ الظّالِمِ، وَ قِسْمَةِ الْفَیىءِ وَ الْغَنائِمِ وَ أَخْذِ الصَّدَقاتِ مِنْ مَواضِعِها، وَ وَضْعِها فی حَقِّها.
ثُمَّ أَنْتُمْ أَیُّهَا الْعِصابَةُ عِصابَةٌ بِالْعِلْمِ مَشْهُورَةٌ، وَ بِالْخَیْرِ مَذْکُورَةٌ، وَ بِالنَّصیحَةِ مَعْرُوفَةٌ، وَ بِاللّهِ فی أَنْفُسِ النّاسِ مَهابَةٌ یَهابُکُمُ الشَّریفُ، وَ یُکْرِمُکُمُ الضَّعیفُ، وَ یُؤْثِرُکُمْ مَنْ لا فَضْلَ لَکُمْ عَلَیْهِ وَ لا یَدَ لَکُمْ عِنْدَهُ، تَشْفَعُونَ فِی الْحَوائِجِ إِذَا امْتَنَعَتْ مِنْ طُلاّبِها، وَ تَمْشُونَ فِى الطَّرِیقِ بِهَیْبَةِ الْمُلُوکِ وَ کَرامَةِ الأَکابِرِ، أَلَیْسَ کُلُّ ذلِکَ إِنَّما نِلْتُمُوهُ بِما یُرْجى عِنْدَکُمْ مِنَ الْقِیامِ بِحَقِّ اللّهِ، وَ إِنْ کُنْتُمْ عَنْ أَکْثَرِ حَقِّهِ تَقْصُرُونَ، فَاسْتَخْفَفْتُمْ بِحَقِّ الاَئِمَّةِ، فَأَمّا حَقُّ الضُّعَفاءِ فَضَیَّعْتُمْ، وَ أَمّا حَقُّکُمْ بِزَعْمِکُمْ فَطَلَبْتُمْ، فَلا مالَ بَذَلتمُوهُ، وَ لا نَفْساً خاطَرْتُمْ بِها لِلَّذی خَلَقَها، وَ لا عَشیرَةً عادَیْتُموُها فی ذاتِ اللّهِ، أَنْتُمْ تَتَمَنَّوْنَ عَلَى اللّهِ جَنَّتَهُ وَ مُجاوَرَةَ رُسُلِهِ وَ أَمانَهُ مِنْ عَذابِهِ.
لَقَدْ خَشیتُ عَلَیْکُمْ أَیُّهَا الْمُتَمَنُّونَ عَلَى اللّهِ أَنْ تُحِلَّ بِکُمْ نِقْمَةً مِنْ نَقِماتِهِ، لاَنَّکُمْ بَلَغْتُمْ مِنْ کِرامَةِ اللّهِ مَنْزِلَةً فُضِّلْتُمْ بِها وَ مَنْ یُعْرَفْ بِاللّهِ لا تُکْرِمُونَ وَ أَنْتُمْ بِاللّهِ فِی عِبادِهِ تُکْرَمُونَ، وَقَدْ تَرَوْنَ عُهُودَ اللّهِ مَنْقُوضَةً فَلا تَفْزَعُونَ، وَ أَنْتُمْ لِبَعْضِ ذِمَمِ آبائِکُمْ تَفْزَعُونَ وَ ذِمَّةُ رَسُولُ اللّهِ مَحْقُورَةٌ، وَ الْعُمىُ وَ الْبُکْمُ وَ الزَّمِنُ فِى الْمَدایِنِ مُهْمَلَةٌ لا تُرْحَمُونَ، وَ لا فی مَنْزِلَتِکُمْ تَعْمَلُونَ، وَ لا مَنْ عَمِلَ فیها تَعْنُونَ، وَ بِالاِدْهانِ وَ الْمُصانَعَةِ عِنْدَ الظَّلَمَةِ تَأْمَنُونَ، کُلُّ ذلِکَ مِمّا أَمَرَکُمُ اللّهُ بِهِ مِنَ النَّهْی وَ التَّناهِی وَ أَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ، وَ أَنْتُمْ أَعْظَمُ النّاسِ مُصیبَةً لِما غُلِبْتُمْ عَلَیْهِ مِنْ مَنازِلِ الْعُلَماءِ لَوْ کُنْتُمْ تَسَعُونَ.
ذلِکَ بِأَنَّ مَجارِى الاُمُورِ وَ الاَحْکامِ عَلى أَیْدِى الْعُلَماءِ بِاللّهِ، اَلامَناءِ عَلى حَلالِهِ وَحَرامِهِ، فَأَنْتُمُ الْمَسْلُوبُونَ تِلْکَ الْمَنْزِلَةَ، وَ ما سُلِبْتُمْ ذلِکَ إِلاّ بِتَفَرُّقِکُمْ عَنِ الْحَقِّ وَ اخْتِلافِکُمْ فِى السُّنَّةِ بَعْدَ الْبَیِّنَةِ الْواضِحَةِ، وَ لَوْ صَبَرْتُمْ عَلَى الاَذى وَ تَحَمَّلْتُمُ الْمَؤُونَةَ فِی ذاتِ اللّهِ کانَتْ اُمُورُ اللّهِ عَلَیْکُمْ تَرِدُ، وَ عَنْکُمْ تَصْدُرُ، وَ اِلَیْکُمْ تَرْجِعُ، وَ لکِنَّکُمْ مَکَّنْتُمُ الظَّلَمَةَ مِنْ مَنْزِلَتِکُمْ، وَ أَسْلَمْتُمْ اُمُورَ اللّهِ فِی أَیْدیهِمْ یَعْمَلُونَ بِالشُّبَهاتِ، وَ یَسیروُنَ فِی الشَّهَواتِ، سَلَّطَهُمْ عَلى ذلِکَ فِرارُکُمْ مِنَ الْمَوْتِ وَ إِعْجابِکُمْ بِالْحَیاةِ الَّتِی هِىَ مُفارِقَتُکُمْ، فَأَسْلَمْتُمُ الضُّعَفاءَ فی أَیْدیهِمْ، فَمِنْ بَیْنِ مُسْتَعْبَد مَقْهُور وَ بَیْنِ مُسْتَضْعَف عَلى مَعیشَتِهِ مَغْلُوبٌ، یَتَقَلَّبُونَ فِی الْمُلْکِ بِآرائِهِمْ وَ یَسْتَشْعِرُونَ الْخِزْىَ بِأَهْوائِهِمْ، إِقْتِداءً بِالاَشْرارِ، وَ جُرْأَةٌ عَلَى الْجَبّارِ، فِی کُلِّ بَلَد مِنْهُمْ عَلى مِنْبَرِهِ خَطیبٌ یَصْقَعُ، فَالاَرْضُ لَهُمْ شاغِرَةٌ وَ أَیْدیهِمْ فیها مَبْسُوطَةٌ، وَالنّاسُ لَهُمْ خَوَلٌ لا یَدْفَعُونَ یَدَ لامِس، فَمِنْ بَیْنِ جَبّار عَنید، وَ ذی سَطْوَة عَلَى الضَّعَفَةِ شَدیدٌ، مُطاع لا یَعْرِفُ الْمُبْدِىءَ وَ الْمُعیدَ، فَیا عَجَباً وَ مالی لا أَعْجَبُ وَ الاَرْضُ مِنْ غاشٍّ غَشُوم وَ مُتَصَدِّق ظَلُوم، وَ عامِل عَلَى الْمُؤْمِنینَ بِهِمْ غَیْرِ رَحیم، فَاللّهُ الْحاکِمُ فیما فیهِ تَنازَعْنا، وَ الْقاضی بِحُکْمِهِ فیما شَجَرَ بَیْنَنا.
اَللّهُمَّ إِنَّکَ تَعْلَمُ اِنَّهُ لَمْ یَکُنْ ما کانَ مِنّا تَنافُساً فی سُلْطان، وَ لاَ التماساً مِنْ فُضوُلِ الْحُطامِ، وَ لکِنْ لِنُرِىَ الْمَعالِمَ مِنْ دینِکَ، وَ نُظْهِرَ الاِصْلاحَ فِی بِلادِکَ، وَ یَأْمَنَ الْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبادِکَ، وَ یُعْمَلَ بِفَرائِضِکَ وَ سُنَّتِکَ وَ أَحْکامِکَ، فَاِنَّکُمْ إِلاّ تَنْصُروُنا وَ تَنْصِفُونا قَوِىَ الظَّلَمَةُ عَلَیْکُمْ، وَ عَمِلُوا فِی إِطْفاءِ نُورِ نَبِیِّکُمْ، وَ حَسْبُنَا اللّهُ وَ عَلَیْهِ تَوَکَّلْنا وَ إِلَیْهِ أَنَبْنا وَ إِلَیْهِ الْمَصیرِ». تحف العقول، ص 171-172 و بحارالانوار، ج 97، ص 79.
(6). گرد آوري از کتاب: عاشورا ريشه ها، انگيزه ها، رويدادها، پيامدها، سعید داودی و مهدی رستم نژاد،(زیر نظر آيت الله العظمى ناصر مكارم شيرازى)، امام على بن ابى طالب عليه السلام، قم، 1388 ه. ش، ص 306.