الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
السؤال: هل البحار من آیات عظمة الله؟
الجواب: ان الله تعالى یشیر فی القرآن الکریم الى البحار وکونها مصدر مهم من مصادر الحیاة حیث یقول: (وهو الّذی سخّر البحر).
وکما هو معلوم أنّ البحار تشکّل القسم الأکبر من سطح الکرة الأرضیة، وأنّ الماء أساس الحیاة، ولا زالت البحار تعتبر المنبع المهم فی إدامة الحیاة البشریة وحیاة جمیع الکائنات الحیّة على سطح الکرة الأرضیة.
فما أکبرها من نعمة حین جعلت البحار فی خدمة الإنسان...
ثمّ یشیر الباری سبحانه إلى ثلاثة أنواع من منافع البحار: (لتأکلوامنه لحماً طریّاً) فقد جعل اللّه فی البحار لحماً لیتناوله الإنسان من غیر أن یبذل أدنى جهد فی تربیته، بل أوجدته ونمّته ید القدرة الإلهیّة، وقد خصّه بالطراوة، فمع الأخذ بنظر الاعتبار أنّ اللحوم غیر الطازجة متوفرة فی ذلک الزمان وفی هذا الزمان على السّواء ندرک جیّداً أهمیّة هذه النعمة، وفی ذلک إشارة أیضاً إلى أهمیّة اللحوم الطازجة. ومن فوائد البحار أیضاً تلک المواد التجمیلیة المستخرجة من قاعه: (وتستخرجوا منه حلیة تلبسونها).
الحس الجمالی من الاُمور الفطریة التی فطر الإنسان علیها وهو الباعث على إثارة الشعر والفن الأصیل وما شاکلها عنده.
وبلا شک، یلعب هذا البعد دوراً مهمّاً فی حیاة البشر، وینبغی العمل على إشباعه بشکل صحیح وسالم بعیداً عن أىّ نوع من الإفراط والتفریط..
ثمّ یتطرق القرآن إلى الفائدة الثّالثة فی البحار: حرکة السفن على سطح میاهها، کوسیلة مهمّة لتنقل الإنسان ونقل ما یحتاجه، فیقول: (وترى الفلک مواخر فیه)، وما أجمل ما تقع علیه أنظار راکبی السفینة حین حرکتها على سطح البحار والمحیطات.
وأعطاکم اللّه هذه النعمة لتستفیدوا منها فی التجارة أیضاً (ولتبتغوا من فضله)(1)
وبعد ذکر هذه النعم التی تستلزم من الإنسان العاقل أن یشکر واهبها، یأتی فی ذیل الآیة: (ولعلّکم تشکرون).(2)
1. ابتدأت عبارة (ولتبتغوا من فضله) بواو العطف بما یستوجب تقدّم المعطوف وهو هنا مقدّر، تقدیره «لتنتفعوا بها ولتبتغوا من فضله».
2. الأمثل، ج 7، ص 27 و 28 و 29.
لا يوجد تعليق