الجواب الاجمالي:
الجواب التفصيلي:
السؤال: کیف نقف على وجود الله تعالى من خلال دراسة ظاهرة حرکة السفن فی البحار؟
الجواب: ان الله یشیر الى نعمة حرکة السفن فی البحار فی الآیة رقم 66 من سورة "الأسراء" حیث یقول: (ربّکم الذی یزجی لکم الفلک فی البحر).
طبعاً هُناک أنظمة لأجل حرکة الفلک فی البحار، فمن جانب ینبغی وجود الماء بشکل یصلح لمسیر السفن، ومن جانب آخر لابدّ من توفر بعض الأشیاء التی تکون أخف مِن الماء کی یمکن لها أن تطفو على سطحه، وإذا کانت أثقل فیمکن صناعتها بشکل بحیث تکون أخف مِن الماء وَتستطیع أن تتحمَّل وزن الأحمال الثقیلة والأعداد الکثیرة مِن البشر، ومِن جانب ثالث یلزم وجود القوّة المحرِّکة والَّتی کانَ الهواء یُمثّلها فی السابق، حیث کان البحّارة یستفیدون مِن حرکة التیّارات الهوائیة فوق المحیطات والبحار لتحدید أوقات وَسرعة واتجاه السفن، والیوم یستفاد مِن طاقة البخار وأشکال الطاقة الاُخرى فی حرکة السفن.
مِن جانب آخر ینبغی وجود اُسلوب لتحدید الطرق، وَهَذا الاُسلوب کانَ سابقاً یعتمد على الشمس والنجوم فی السماء، أمّا الیوم فإنَّ السفن تستفید مِن البوصلات والخرائط والإحداثیات الدقیقة. على أی حال، إذا لم تتوافر هَذهِ الشروط الأربعة ولم یکن ثمّة تنسیق بینها فإنَّ حرکة السفن تصبح أمراً مستحیلا، ولا یکون الإنسان قادراً على الاستفادة مِن هَذِهِ الوسیلة المهمّة.
تعلمون ـ طبعاً ـ بأَنَّ السفن تعتبر أضخم وسیلة لحمل الإنسان، والیوم فإنَّ هُناک مِن السفن العملاقة ما یکون بعضها بمساحة مدینة صغیرة.
ثمّ یضیف تعالى: (لِتبتغوا مِن فضله). حتى تساعدکم فی أسفارکم وَنقل أموالکم وَتجارتکم وتعینکم فی کلّ ما یخصّ اُمور دنیاکم ودینکم. أمّا لماذا؟ فلأَنَّ الله تبارک وَتعالى (إنَّه کان بکم رَحیماً). این آیه اشاره مى کند به التوحید الاستدلالی والذی یعکس جانباً صغیراً مِن نظام الخلق، وَعلم وَقدرة وَحکمة الخالق جلَّ وَعلا.(1)
1. الأمثل، ج 7، ص 342 و 343.
لا يوجد تعليق