باب حج ابراهیم واسماعیل وبنائهما البیت ومن ولى البیت بعدهما (علیهما السلام)

پایگاه اطلاع رسانی دفتر مرجع عالیقدر حضرت آیت الله العظمی مکارم شیرازی

صفحه کاربران ویژه - خروج
مرتب سازی بر اساس
 
الکافی - ج4
باب ابتلاء الخلق واختبارهم بالکعبةباب حج الانبیاء علیهم السلام
16750 علی بن إبراهیم، عن أبیه ; والحسین بن محمد، عن عبدویه بن عامر ; وغیره، ومحمد بن یحیى، عن أحمد بن محمد جمیعا، عن أحمد بن محمد بن أبی نصر، عن أبان بن عثمان، عن أبی العباس، عن أبی عبدالله (ع) قال: لما ولد إسماعیل حمله إبراهیم وامه على حمار وأقبل معه جبرئیل حتى وضعه فی موضع الحجر ومعه شئ من زاد وسقاء فیه شئ من ماء والبیت یومئذ ربوة(1) حمراء من مدر، فقال إبراهیم لجبرئیل علیهما السلام: ههنا امرت قال: نعم، قال: ومکة یومئذ سلم وسمر وحول مکة یومئذ ناس من العمالیق(2).
6751 وفی حدیث آخر عنه أیضا قال: فلما ولى إبراهیم قالت هاجر: یا إبراهیم إلى من تدعنا؟ قال: أدعکما إلى رب هذه البنیة قال: فلما نفد الماء وعطش الغلام خرجت حتى صعدت على الصفا فنادت هل بالبوادی من أنیس ثم انحدرت حتى أتى المروة فنادت مثل ذلک ثم أقبلت راجعة إلى ابنها فإذا عقبه یفحص فی ماء فجمعته فساخ ولوترکته لساح(3).
6752 2 علی بن إبراهیم، عن أبیه، عن ابن أبی عمیر، عن معاویة بن عمار، عن أبی عبدالله (ع) قال: إن إبراهیم (ع) لما خلف إسماعیل بمکة عطش الصبی فکان فیما بین الصفا والمروة شجر فخرجت أمه حتى قامت على الصفا فقالت: هل بالبوادی من أنیس فلم تجبها أحد، فمضت حتى انتهت إلى المروة فقالت: هل بالبوادی من أنیس فلم تجب، ثم رجعت إلى الصفا وقالت ذلک حتى صنعت ذلک سبعا فأجرى الله ذلک سنة وأتاها جبرئیل فقال لها: من أنت؟ فقالت: أنا أم ولد إبراهیم، قال لها: إلى من ترککم؟ فقالت: أما لئن قلت ذلک لقد قلت له حیث أراد الذهاب: یا إبراهیم إلى من ترکتنا؟ فقال: إلى الله عزوجل، فقال جبرئیل (ع): لقد وکلکم إلى کاف، قال: وکان الناس یجتنبون الممر إلى مکة لمکان الماء ففحص الصبی برجله فنبعت زمزم، قال: فرجعت من المروة إلى الصبی وقد نبع الماء فأقبلت تجمع التراب حوله مخافة أن یسیح الماء ولو ترکته لکان سیحا، قال: فلما رأت الطیر الماء حلقت علیه فمر رکب من الیمن یرید السفر فلما رأوا الطیر قالوا: ماحلقت الطیر إلا على ماء فأتوهم فسقوهم من الماء فأطعموهم الرکب(4) من الطعام وأجرى الله عزوجل لهم بذلک رزقا وکان الناس یمرون بمکة فیطعمونهم من الطعام ویسقونهم من الماء.
36753 محمد بن یحیى، وأحمد بن إدریس، عن عیسى بن محمد بن أبی أیوب ; عن علی ابن مهزیار، عن الحسین بن سعید، عن علی بن منصور، عن کلثوم بن عبدالمؤمن الحرانی، عن أبی عبدالله (ع) قال: أمر الله عزوجل إبراهیم (ع) أن یحج ویحج إسماعیل معه ویسکنه الحرم، فحجا على جمل أحمر ومامعهما إلا جبرئیل (ع) فلما بلغا الحرم قال له جبرئیل: یا إبراهیم أنزلا فاغتسلا قبل أن تدخلا الحرم فنزلا فاغتسلا وأراهما کیف یتهیئان للاحرام ففعلا، ثم أمرهما فأهلا بالحج(5) وأمرهما بالتلبیات
الاربع التی لبى بها المرسلون، ثم صار بهما إلى الصفا فنزلا وقام جبرئیل بینهما واستقبل البیت فکبر الله وکبرا وهلل الله وهللا وحمدالله وحمدا ومجد الله ومجدا وأثنى علیه وفعلا مثل ذلک وتقدم جبرئیل وتقدما یثنیان على الله عزوجل ویمجدانه حتى انتهى بهما إلى موضع الحجر فاستلم جبرئیل [الحجر](6) وأمرهما أن یستلما وطاف بهما اسبوعا ثم قام بهما فی موضع مقام إبراهیم (ع) فصلى رکعتین وصلیا ثم أراهما المناسک وما یعملان به فلما قضیا مناسکهما أمر الله إبراهیم (ع) بالانصراف وأقام إسماعیل وحده ما معه أحد غیر امه فلما کان من قابل أذن الله لابراهیم (ع) فی الحج وبناء الکعبة و کانت العرب تحج إلیه وإنما کان ردما(7) إلا أن قواعده معروفة فلما صدرالناس جمع إسماعیل الحجارة وطرحها فی جوف الکعبة فما أذن الله له فی البناء قدم إبراهیم (ع) فقال: یا بنی قد أمرنا الله ببناء الکعبة وکشفا عنها فإذا هو حجر واحد أحمر فأوحى الله عزوجل إلیه ضع بناء ها علیه وأنزل الله عزوجل أربعة أملاک یجمعون إلیه الحجارة فکان إبراهیم وإسماعیل علیهما السلام یضعان الحجارة والملائکة تناولهما حتى تمت اثنى عشر ذراعا وهیئا له بابین: بابا یدخل منه وبابا یخرج منه ووضعا علیه عتبا وشرجا(8) من حدید على أبوابه وکانت الکعبة عریانة فصدر إبراهیم وقد سوى البیت وأقام إسماعیل فلما ورد علیه الناس نظر إلى امرأة من حمیر أعجبه جمالها فسأل الله عزوجل أن یزوجها إیاه وکان لها بعل فقضى الله على بعلها بالموت وأقامت بمکة حزنا على بعلها فأسلى الله ذلک عنها وزوجها إسماعیل وقدم إبراهیم الحج وکانت امرأة موفقة(9) وخرج إسماعیل إلى الطائف یمتار لاهله طعاما(10) فنظرت إلى شیخ شعث فسألها عن حالهم فأخبرته بحسن حال، فسألها عنه خاصة فأخبرته بحسن الدین وسألها ممن أنت؟ فقالت: امرأة من حمیر فسار إبراهیم ولم یلق إسماعیل وقد کتب إبراهیم کتابا فقال: ادفعی هذا إلى بعلک، إذا أتى إن شاء الله، فقدم علیها إسماعیل فدفعت إلیه الکتاب فقرأه فقال: أتدرین من هذا الشیخ؟ فقالت: لقد رأیته جمیلا فیه مشابهة منک، قال: ذاک إبراهیم فقالت: واسوء تاه منه فقال: ولم نظر إلى شئ من محاسنک؟ فقالت: لا ولکن خفت أن أکون قد قصرت وقالت له المرأة وکانت عاقلة: فهلا تعلق على هذین البابین سترین سترا من ههنا وسترا من ههنا؟ فقال لها: نعم فعملا لهما سترین طولهما اثنى عشر ذراعا فعلقا هما على البابین فاعجبهما ذلک، فقالت: فهلا أحوک للکعبة ثیابا(11) فتسترها کلها فإن هذه الحجارة سمجة(12) فقال لها إسماعیل: بلى فأسرعت فی ذلک وبعثت إلى قومها بصوف کثیر تستغز لهم.
قال أبوعبدالله (ع): وإنما وقع استغزال النساء من ذلک بعضهن لبعض لذلک، قال: فأسرعت واستعانت فی ذلک فکلما فرغت من شقة علقتها فجاء الموسم وقد بقی وجه من وجوه الکعبة فقالت لاسماعیل: کیف نصنع بهذا الوجه الذی لم تدرکه الکسوة فکسوه خصفا فجاء(13) الموسم وجاء ته العرب على حال ما کانت تأتیه فنظروا إلى أمر أعجبهم، فقالوا: ینبغی لعامل هذا البیت أن یهدى إلیه فمن ثم وقع الهدی فأتى کل فخذ من العرب(14) بشئ یحمله من ورق ومن أشیاء غیر ذلک حتى اجتمع شئ کثیر فنزعوا ذلک الخصف وأتموا کسوة البیت وعلقوا علیها بابین(15) وکانت الکعبة لیست بمسقفة فوضع إسماعیل فیها أعمدة مثل هذه الاعمدة التی ترون من خشب و سقفها إسماعیل بالجرائد وسواها بالطین فجاء‌ت العرب من الحول فدخلوا الکعبة ورأوا عمارتها فقالوا: ینبغی لعامل هذا البیت أن یزاد فلما کان من قابل جاء ه الهدی فلم یدر إسماعیل کیف یصنع فأوحى الله عزوجل إلیه أن انحره وأطعمه الحاج قال: وشکا إسماعیل إلى إبراهیم قلة الماء فأوحى الله عزوجل إلى إبراهیم أن احتفر بئرا یکون منها شراب الحاج فنزل جبرئیل (ع) فاحتفر قلیبهم یعنی زمزم حتى ظهر ماؤها ثم قال جبرئیل (ع): أنزل یا إبراهیم فنزل بعد جبرئیل فقال: یا إبراهیم اضرب فی أربع زوایا البئر وقل: بسم الله، قال: فضرب إبراهیم (ع) فی الزاویة التی تلی البیت وقال: بسم الله فانفجرت عین ثم ضرب فی الزاویة الثانیة وقال: بسم الله فانفجرت عین(16)، ثم ضرب فی الثالثة وقال: بسم الله فانفجرت عین، ثم ضرب فی الرابعة وقال: بسم الله فانفجرت عین وقال له جبرئیل: اشرب یا إبراهیم وادع لولدک فیها بالبرکة وخرج إبراهیم (ع) وجبرئیل جمیعا من البئر فقال له افض علیک یا إبراهیم وطف حول البیت فهذه سقیا سقاها الله ولد إسماعیل فسار إبراهیم وشیعه إسماعیل حتى خرج من الحرم فذهب إبراهیم ورجع إسماعیل إلى الحرم.
46754 علی بن إبراهیم، عن أبیه ; والحسین بن محمد، عن عبدویه بن عامر، ومحمد ابن یحیى، عن أحمد بن محمد جمیعا، عن أحمد بن محمد بن أبی نصر، عن أبان بن عثمان، عن عقبة بن بشیر، عن أحدهما علیهما السلام قال: إن الله عزوجل أمر إبراهیم ببناء الکعبة وأن یرفع قواعدها ویرى الناس مناسکهم فبنى إبراهیم وإسماعیل البیت کل یوم سافا(17) حتى انتهى إلى موضع الحجر الاسود.
قال: أبوجعفر (ع) فنادى أبوقبیس إبراهیم (ع) إن لک عندی ودیعة فأعطاه الحجر فوضعه موضعه ثم إن إبراهیم (ع) أذن فی الناس بالحج فقال: أیها الناس إنی إبراهیم خلیل الله إن الله یأمرکم أن تحجوا هذا البیت فحجوه فأجابه من یحج إلى یوم القیامة وکان أول من أجابه من أهل الیمن، قال: وحج إبراهیم (ع) هو وأهله وولده فمن زعم أن الذبیح هو إسحاق فمن ههنا کان ذبحه(18).
وذکر عن أبی بصیر أنه سمع أبا جعفر وأبا عبدالله علیهما السلام یزعمان أنه إسحاق فأما زرارة فزعم أنه إسماعیل.
56755 محمد بن یحیى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال قال: قال أبوالحسن (ع) یعنی الرضا للحسن بن الجهم: أی شئ السکینة عندکم؟ فقال: لاأدری جعلت فداک وأی شئ هی، قال: ریح تخرج من الجنة طیبة لها صورة کصورة وجة الانسان فتکون مع الانبیاء وهی التی نزلت على إبراهیم (ع) حیث بنی الکعبة فجعلت تأخذ کذا وکذا فبنى الاساس علیها.
علی بن إبراهیم، عن أبیه، عن علی بن أسباط قال: سألت أبا الحسن (ع) عن السکینة فذکر مثله.
66756 عدة من أصحابنا، عن أحمدبن محمد، عن ابن فضال، عن عبدالله بن سنان، عن أبی عبدالله (ع) قال: لما أمر إبراهیم وإسماعیل علیهما السلام ببناء البیت وتم بناؤه قعد إبراهیم على رکن ثم نادى هلم الحج هلم الحج(19) فلو نادى هلموا إلى الحج لم یحج إلا من کان یومئذ إنسیا مخلوقا ولکنه نادى هلم الحج فلبى الناس فی أصلاب الرجال لبیک داعى الله لبیک داعی الله عزوجل، فمن لبى عشرا یحج عشرا ومن لبى خمسا یحج خمسا ومن لبى أکثر من ذلک فبعدد ذلک ومن لبى واحدا حج واحدا ومن لم یلب لم یحج.
76757 عنه، عن سعید بن جناح، عن عدة من أصحابنا، عن أبی عبدالله (ع) قال: کانت الکعبة على عهد إبراهیم (ع) تسعة أذرع وکان لها بابان فبناها عبدالله بن الزبیر فرفعها ثمانیة عشر ذراعا فهدمها الحجاج فبناها سبعة وعشرین ذراعا.
86758 وروی عن ابن أبی نصر، عن أبان بن عثمان، عن أبی عبدالله (ع) قال: کان طول الکعبة یومئذ تسعة أذرع ولم یکن لها سقف فسقفها قریش ثمانیة عشر ذراعا فلم تزل ثم کسرها الحجاج على ابن الزبیر فبناها وجعلها سبعة وعشرین ذراعا.
6759 - 9 علی بن إبراهیم، عن أبیه، ومحمد بن یحیى، عن أحمد بن محمد، والحسین بن محمد، عن عبدویه بن عامر جمیعا، عن أحمد بن محمد بن أبی نصر، عن أبان بن عثمان، عن أبی بصیر أنه سمع أبا جعفر وأبا عبدالله علیهما السلام یذکران أنه لما کان یوم التوریة قال جبرئیل لابراهیم علیهما السلام: تروه(20) من الماء فسمیت التوریة ثم أتى منى فأباته بها ثم غدابه إلى عرفات فضرب خباه بنمرة دون عرفة(21) فبنى مسجدا بأحجار بیض و کان یعرف أثر مسجد إبراهیم حتى أدخل فی هذا المسجد الذی بنمرة حیث یصلی الامام یوم عرفة فصلى بها الظهر والعصر، ثم عمد به إلى عرفات فقال، هذه عرفات فاعرف بها مناسکک واعترف بذنبک فسمی عرفات ثم أفاض إلى المزدلفة فسمیت المزدلفة لانه ازدلف إلیها، ثم قام على المشعر الحرام فأمره الله أن یذبح ابنه وقد رأى فیه شمائله وخلائقه وأنس ما کان إلیه فلما أصبح أفاض من المشعر إلى منى فقال لامه: زوری البیت أنت واحتبس الغلام ; فقال: یابنی هات الحمار والسکین حتى اقرب القربان.
فقال: أبان: فقلت لابی بصیر: ما أراد بالحمار والسکین؟ قال: إراد أن یذبحه ثم یحمله فیجهزه ویدفنه قال: فجاء الغلام بالحمار والسکین فقال: یا أبت أین القربان؟ قال: ربک یعلم أین هو.
یابنی أنت والله هو إن الله قد أمرنی بذبحک فانظر ماذا ترى قال: یا أبت افعل ما تؤمر ستجدنی إن شاء الله من الصابرین؟ قال: فلما عزم على الذبح قال: یا أبت خمر وجهی وشد وثاقی قال: یا بنی الوثاق مع الذبح والله لا أجمعهما علیک الیوم ; قال أبوجعفر (ع): فطرح له قرطان الحمار ثم اضجعه علیه و أخذ المدیة(22) فوضعها على حلقه قال: فأقبل شیخ فقال: ما ترید من هذا الغلام؟ قال: ارید أن أذبحه، فقال: سبحان الله غلام لم یعص الله طرفة عین تذبحه؟ فقال: نعم إن الله قد أمرنی بذبحه، فقال: بل ربک نهاک عن ذبحه وإنما أمرک بهذا الشیطان فی منامک قال: ویلک الکلام الذی سمعت هو الذی بلغ بی ما ترى لا والله لا أکلمک ثم عزم على الذبح فقال الشیخ: یا إبراهیم أنک إمام یقتدى بک فإن ذبحت ولدک ذبح الناس أولادهم فمهلا فأبى أن یکلمه.
قال: أبوبصیر سمعت أبا جعفر (ع) یقول: فأضجعه عند الجمرة الوسطى ثم أخذ المدیه فوضعها على حلقه ثم رفع رأسه إلى السماء ثم انتحى(23) علیه فقلبها جبرئیل (ع) عن حلقه فنظر إبراهیم فإذا هی مقلوبة فقلبها إبراهیم على خدها و قلبها جبرئیل على قفاها ففعل ذلک مرارا ثم نودی من میسرة مسجدالخیف: یا إبراهیم قد صدقت الرؤیا واجتر الغلام من تحته وتناول جبرئیل الکبش من قلة ثبیر(24) فوضعه تحته وخرج الشیخ الخبیث حتى لحق بالعجوز حین نظرت إلى البیت والبیت فی وسط الوادی فقال: ما شیخ رأیته بمنى؟ فنعت نعت إبراهیم قالت: ذاک بعلی قال: فما وصیف رأیته معه(25) ونعت نعته قالت: ذاک ابنی قال، فإنی رأیته أضجعه وأخذ المدیة لیذبحه، قالت: کلا ما رأیت إبراهیم إلا أرحم الناس وکیف رأیته یذبح ابنه قال: ورب السماء والارض ورب هذه البنیة لقد رأیته أضجعه وأخذ المدیة لیذبحه، قالت: لم؟ قال: زعم أن ربه أمره بذبحه، قالت، فحق له أن یطیع ربه قال: فلما قضت مناسکها فرقت أن یکون قد نزل فی ابنها شئ فکأنی أنظر إلیها مسرعة فی الوادی واضعة یدها على
رأسها وهی تقول: رب لا تؤاخذنی بما عملت بام إسماعیل قال: فلما جاء‌ت سارة(26) فاخبرت الخبر قامت إلى ابنها تنظر فإذا أثر السکین خدوشا فی حلقه ففزعت واشتکت وکان بدء مرضها الذی هلکت فیه.
6760 - وذکر أبان، عن أبی بصیر، عن أبی جعفر (ع) قال: أراد أن یذبحه فی الموضع الذی حملت أم رسول الله صلى الله علیه وآله عند الجمرة الوسطى فلم یزل مضربهم یتوارثون به کابر عن کابر حتى کان آخر من ارتحل منه علی بن الحسین علیهما السلام فی شئ کان بین بنی هاشم وبین بنی امیة فارتحل فضرب بالعرین(27).
6761 - 10 علی بن إبراهیم، عن أبیه، عن أحمد بن محمد ; والحسن بن محبوب، عن العلاء بن زرین، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر (ع) أین أراد إبراهیم (ع) أن یذبح ابنه؟ قال: على الجمرة الوسطى، وسألته عن کبش إبراهیم (ع) ماکان لونه وأین نزل؟ فقال: أملح وکان أقرن ونزل من السماء على الجبل الایمن من مسجد منى وکان یمشی فی سواد ویأکل فی سواد وینظر ویبعر ویبول فی سواد(28).
6762 - 11 الحسین بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن حماد بن عثمان، عن الحسن بن نعمان قال: سألت أبا عبدالله (ع) عما زادوا فی المسجد الحرام، فقال: إن إبراهیم وإسماعیل علیهما السلام حدا المسجد الحرام بین الصفا والمروة(29).
6763 - 12 وفی روایة اخرى، عن أبی عبدالله (ع) قال، خط إبراهیم بمکة ما بین الحزورة(30) إلى المسعى فذلک الذی خط إبراهیم (ع) یعنی المسجد -.
6764 - 13 محمد بن یحیى، عن أحمد بن محمد، عن علی بن النعمان، عن سیف بن عمیرة عن أبی بکر الحضرمی، عن أبی عبدالله (ع) قال: إن إسماعیل دفن امه فی الحجر وحجر علیها لئلا یوطأ قبر ام إسماعیل فی الحجر.
6765 - 14 بعض أصحابنا، عن ابن جمهور، عن أبیه، عن محمد بن سنان، عن المفضل ابن عمر، عن أبی عبدالله (ع) قال: الحجر بیت إسماعیل وفیه قبر هاجر وقبر إسماعیل.
6766 - 15 محمد بن یحیى، عن أحمد بن محمد، عن الحسین بن سعید، عن فضالة بن أیوب، عن معاویة بن عمار قال: سألت أبا عبدالله (ع) عن الحجر أمن البیت هو أوفیه شئ من البیت؟ فقال: لا ولا قلامة ظفر ولکن إسماعیل دفن امه فیه فکره أن توطأ فحجر علیه حجرا وفیه قبور أنبیاء.
6767 - 16 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن محمد بن الولید شباب الصیرفی، عن معاویة بن عمار قال: قال أبوعبدالله (ع): دفن فی الحجر مما یلی الرکن الثالث عذاری بنات إسماعیل.
6768 - 17 علی بن إبراهیم، عن أبیه ; ومحمد بن یحیى، عن أحمد بن محمد جمیعا، عن أحمد ابن محمد بن أبی نصر، عن أبان، عن أبی بصیر، عن أبی جعفر (ع) قال: لم یزل بنو إسماعیل ولاة البیت [و] یقیمون للناس حجهم وأمر دینهم یتوارثونه کابر عن کابر حتى کان زمن عدنان بن ادد فطال علیهم الامد فقست قلوبهم وأفسدوا وأحدثوا فی دینهم وأخرج بعضهم بعضا فمنهم من خرج فی طلب المعیشة ومنهم من خرج کراهیة القتال و فی أیدیهم أشیاء کثیرة من الحنیفیة من تحریم الامهات والبنات وما حرم الله فی النکاح إلا أنهم کانوا یستحلون امرأة الاب وابنة الاخت والجمع بین الاختین وکان فی أیدیهم الحج والتلبیة والغسل من الجنابة إلا ما أحدثوا فی تلبیتهم وفی حجهم من الشرک وکان فیما بین إسماعیل وعدنان بن ادد موسى (ع).
6769 - 18 وروی أن معد بن عدنان خاف أن یدرس الحرم فوضع أنصابه وکان أول من وضعها ثم غلبت جرهم(31) على ولایة البیت فکان یلی منهم کابر عن کابر حتى بغت جرهم بمکة واستحلوا حرمتها وأکلوا مال الکعبة وظلموا من دخل مکة وعتوا وبغوا وکانت مکة فی الجاهلیة لایظلم ولا یبغی فیها ولا یستحل حرمتها ملک إلا هلک مکانه و کانت تسمى بکة لانها تبک أعناق الباغین إذا بغوا فیها وتسمى بساسة(32) کانوا إذا ظلموا فیها بستهم وأهلکتهم وتسمى أم رحم(33) کانوا إذا لزموها رحموا فلما بغت جرهم واستحلوا فیها بعث الله عزوجل علیهم الرعاف والنمل(34) وأفناهم فغلبت خزاعة و اجتمعت لیجلوا من بقی من جرهم عن الحرم ورئیس خزاعة عمرو بن ربیعة بن حارثة بن عمرو ورئیس جرهم عمرو بن الحارث بن مصاص الجرهمی فهزمت خزاعة جرهم وخرج من بقی من جرهم إلى أرض من أرض جهینة فجاء هم سیل أتی فذهب(35) بهم وولیت خزاعة البیت فلم یزل فی أیدیهم حتى جاء قصی بن کلاب وأخرج خزاعة من الحرم وولى البیت و غلب علیه.
6770 - 19 أبوعلی الاشعری، عن محمد بن عبدالجبار قال: أخبرنی محمد بن إسماعیل عن علی بن النعمان، عن سعید الاعرج، عن أبی عبدالله (ع) قال: إن العرب لم یزالوا على شئ من الحنیفیة یصلون الرحم ویقرون الضیف ویحجون البیت ویقولون: اتقوا مال الیتیم فإن مال الیتیم عقال(36) ویکفون عن أشیاء من المحارم مخافة العقوبة و کانوا لایملى لهم إذا انتهکوا المحارم وکانوا یأخذون من لحاء شجر الحرم(37) فیعلقونه فی أعناق الابل فلایجترئ أحدأن یأخذ من تلک الابل حیثما ذهبت ولایجترئ أحد أن یعلق من غیر لحاء شجر الحرم، أیهم فعل ذلک عوقب وأما الیوم فأملى لهم ولقد جاء أهل الشام(38) فنصبوا المنجنیق على أبی قبیس فبعث الله علیهم سحابة کجناح الطیر فأمطرت علیهم صاعقة فأحرقت سبعین رجلا حول المنجنیق.
-----------------------------------------------------------------------------
(1) الربوة: ما ارتفع من الارض.

(2) سلم وسمر اسمان لشجرین.
والعمالقة قوم من ولد عملیق بن لاوز بن ارم بن سام بن نوح وهم امم تفرقوا فی البلاد.
(3) الفحص: البحث والکشف. ویقال: ساخ یسیخ سیخا وسیخانا: ثبت. وساح الماء سیحا وسیحانا إذا جرى على وجه الارض (آت)
(4) من قبیل أکلونى البراغیث. وفى بعض النسخ [فأطعمهم].
(5) أى رفعا صوتهما بالتلبیة لعقد الاحرام بالحج. وقوله: بالتلبیات الاربع یعنى أتیانها جمیعا فی اهلالهما.
(6) یعنى موضع الحجر لمامران الحجر کان على أبى قبیس فی ذلک الوقت وإنما کان ردما. (فی)
(7) الردم ما یسقط من الجدار المنهدم وردمت الثلمة ونحوها ردما سددتها وفى مکة موضع یقال له: الردم کأنه تسمیة بالمصدر. (المصباح)
(8) الشرح العروة وفى الفقیه الشریج : ما یضم من القصب ویجعل على الحوانیت کالابواب (المصباح)
(9) الموفق الذى وصل إلى الکمال فی قلیل من السن. (النهایة)
(10) یمتار أى یجتلب والمیرة: الطعام یمتاره الانسان.
(11) حاک الثوب یحوک حوکا: نسجه.
(12) حجارة سمجة أى خشنة تکرهها النفس لقبحها. (مجمع البحرین)
(13) الخصف بالتحریک: شئ یعمل من خوص النخل.
(14) الفخذ من العشائر: دون البطن.
(15) أى علق على الکسوة سترین للبابین فلا ینافى مامر من أنه هیاله بابین على أنه یحتمل أن یکون التهیئة سابقا والتعلیق فی هذا الوقت او یکون المراد بالسابق تهیئة مکان البابین. (آت)
(16) لعل ماء زمزم کان أول ظهوره بتحریک اسماعیل علیه السلام رجله على وجه الامر ثم یبس فحفر ابراهیم علیه السلام فی ذلک المکان حتى ظهر الماء ویحتمل أن یکون الحفر لازدیاد الماء فیکون المراد بقوله علیه السلام: حتى ظهر ماؤها أى ظهر ظهورا بینا بمعنى کثر ومنهم من قرء ظهر على بناء التفعیل من قبیل موتت الابل. (آت)
(17) الساف کل عرق من الحائط.(آت)
(18) لعل معنى قوله: فمن ههنا کان ذبحه أنه لما لم یکن هناک سوى ابراهیم وأهله وولده اسماعیل الذى کان یساعده فی بناء البیت دون اسحاق فمن کان ههنا ذبحه ابراهیم یعنى لم یکن هناک اسحاق لیذبحه. (فی)
(19) فی الفقیه علم إلى الحج نادى جنس الانس بلفظ المفرد ولذا عم نداؤه الموجودین والمعدومین ولو نادى الافراد بلفظ الجمع لم یشمل المعدومین بل اختص بالموجودین وذلک لان حقیقة الانسان موجودة بوجود فرد ما وتشمل جمیع الافراد وجدت أو لم توجد واما الفرد الخاص منه فلا یصیر فردا خاصا جزئیا منه مالم یوجد وهذا من لطائف المعانى نطق به الامام علیه السلام لمن وفق بفهمه.(فی)
(20) الهاء للسکت.
(21) النمرة: الجبل الذى علیه أنصاب الحرم بعرفات. (فی)
(22) القرطاط بالضم: البرذعة وکذلک القرطان. وهى الحلس الذى یلقى تحت الرجل وبالفارسیة (بالان). والمدیة مثلثة السکین المعظمة.
(23) الانتحاء. الاعتماد والمیل على الشئ. یقال: انتحى على سیفه إذا اعتمد علیه. (فی)
(24) الثبیر کامیر: جبل بمکة یقال: أشرق ثبیر کیما نعیر. (الصحاح)
(25) الوصیف: الخادم غلاما کمان او جاریة. (فی)
(26) یستفاد من الخبران الذبیح اسحاق لان سارة کانت ام اسحاق دون اسماعیل ولقولها: لاتؤاخذنى الخ . (فی)
(27) العرین کأمیر بالمهملتین ثم المثناة التحتیة: الفناء والساحة. (فی)
(28) الملحة: بیاض یخالطه سواد قال ابن الاثیر فی نهایته: وفیه أنه ضحى بکبش یطأفى سواد وینظر فی سواد ویبرک فی سواد.أى اسود القوائم والمرابض والمحاجز ویعنى بالمحاجز: الاوساط فان الحجزة مقعد الازار.
انتهى، وقیل: السواد کنایة عن المرعى والنبت فالمعنى حینئذ کان یرعى وینظر ویبرک فی خضرة وقیل: کان من عظمه ینظر فی شحمه ویمشى فی فیئه ویبرک فی ظل شحمه. (فی)
(29) لعل المعنى أن المسجد فی زمانه علیه السلام کان محاذیا لما بین الصفا والمروة متوسطا بینهما وان لم یکن مستوعبا لما بینهما فیکون الغرض بیان أن مازید عن جانب الصفا حتى حازه کثیرا لیس من البیت، أو المعنى أن عمران المسجد فی ذلک الزمان کان اکثر حتى کان ما بین الصفا والمروة داخلا فی المسجد.(آت)
(30) بالحاء المهملة والزاى ثم الواو والراء فی النهایة هو موضع بمکة على باب الحناطین وهو بوزن قسورة، قال الشافعى: الناس یشددون الحزورة والحدیبیة وهما مخففتان.(آت)
(31) فی القاموس: جرهم کقنفذ حى من الیمن تزوج فیهم اسماعیل علیه السلام.
(32) فی النهایة ومن اسماء مکة: البساسة سمیت بها لانها تحطم من أخطأ فیها، والبس: الحطم ویروى بالنون من النس اى الطرد. وفى القاموس والبساسة: مکة شرفها الله تعالى

(33) الرحم بالضم: الرحمة ومن اسماء مکة ام رحم أى اصل الرحمة. (النهایة)
(34) الرعاف فی اکثر النسخ بالراء والعین المهملتین والفاء وربما یقرء بالزاى المعجمة والعین المهملة یقال: زعاف أى سریع فیکون کنایة عن الطاعون وقیل: یحتمل أن یکون بالزاى والقاف.
والزغاق کغراب: الماء المر الغلیظ لایطاق شربه.
وقال الفیروز آبادى: النملة: قروح فی الجنب کالنمل وبثرة تخرج فی الجسد بالتهاب واحتراق ویرم مکانها یسیرا ویدب إلى موضع کالنملة وسببها صفراء حادة تخرج من افواه العروق.
(35) سیل أتى هو بالتشدید على وزن فعیل: سیل جاء‌ک ولم یصبک مطره والسیل الاتى: الغریب.(آت)
(36) اى یصیر سببا لعدم تیسر الامور وانسداد ابواب الرزق والعقال معروف. (آت)
(37) لایملى لهم قال الجوهرى: أملى الله لهم اى أمهله وطول له.
واللحاء ممدودا ومقصورا: ما على العود من القشر. (آت)
(38) کان المراد باهل الشام اصحاب الحجاج حیث نصبوا المنجنیق لهدم الکعبة على ابن الزبیر أى مع أنه أملى لهم لم تکن تلک الواقعة خالیة عن العقوبة وهذا غریب لم ینقل فی غیر هذا الخبر ویحتمل أن یکون اشارة إلى واقعة اخرى لم ینقل وان کان أبعد. (آت)
باب ابتلاء الخلق واختبارهم بالکعبةباب حج الانبیاء علیهم السلام
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma