1 ـ تعریف علم الأخلاق

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأخلاق فی القرآن 1
2 ـ علاقة الأخلاق بالفلسفةأهمیّة الأخلاق فی الرّوایات الإسلامیّة

أخلاق جمع خُلق (على وزن قُفل)، و خُلُق على وزن اُفُق، وعلى حد تعبیر الرّاغب فی کتابه المفردات، أنّ هاتین الکلمتین ترجعان إلى أصل واحد، و هو «خلق» بمعنى الهیئة والشّکل الذی یراه الإنسان بعینه، والخُلق بمعنى القوى و السّجایا الذاتیة للإنسان.

ولذا یمکن القول بأنّ: «الأخلاق هی مجموعة الکمالات المعنویّة و السّجایا الباطنیّة للإنسان»، و قال بعض العلماء: إنّ الأخلاق أحیاناً تُطلق على العمل و السّلوک، الذی ینشأ من الملکات النفسانیة للإنسان أیضاً، (فالأولى الأخلاق الصفاتیة والثانیة السلوکیّة).

ویمکن تعریف الأخلاق من آثارها الخارجیّة أیضاً، حیث یصدر أحیاناً من الإنسان فعل إعتباطی ولکن عندما یتکرّر ذلک العمل منه: (مثل البخل وعدم مساعدة الآخرین)، یکون دلیلاً على أنّ ذلک الفعل یمدّ جذوره فی أعماق روح ذلک الإنسان، تلک الجذور تسمى بالخُلق والأخلاق.

وفی ذلک قال «ابن مِسکَوَیه»، فی کتاب «تهذیب الأخلاق وتطهیر الأعراق»: إنّ الخُلق هو تلک الحالة النفسانیّة التی تدعو الإنسان، لأفعال لا تحتاج إلى تفکّر و تدبّر»(1).

وهو نفس ما إشار إلیه المرحوم الفیض الکاشانی فی کتاب «الحقائق»، حیث یقول: «إعلم أنّ الخُلق هو عبارة عن هیئة قائمة فی النفس، تصدر منها الأفعال بسهولة من دون الحاجة إلى تدبّر وتفکّر»(2).

وعلیه قسمّوا الأخلاق إلى قسمین: الملکات التی تنبع منها الأعمال و السّلوکیات الحسنة وتسمى «الفضائل»، واُخرى تکون مصدراً للأعمال والسلوکیات السّیئة و تسمى الرذائل.

ومن هنا یمکن أن نعرّف علم الأخلاق بأنّه: «علمً یُبحَث فیه عن المَلکات و الصّفات الحسنة والسیئة وآثارها وجذورها».

وبعبارة اُخرى: «علمٌ یُبحَث فیه عن اُسس إکتساب هذهِ الصفات الحسنة، و طُرق محاربة الصّفات السّیئة، و آثارها على الفرد والمجتمع».

طبعاً وکما ذکرنا سابقاً، یُطلق على الأعمال و الأفعال النّابعة من هذهِ الصفات أحیاناً «الأخلاق»، فمثلا الشّخص الذی یعیش فی حالة من الغضب والحدّة دائماً، یقال عنه بأنّه ذو أخلاق ردیئة، وبالعکس عندما یکون الشّخص کریماً، فیقولون أنّ الشّخص الفلانی یتحلى بأخلاق طیِّبة، وفی الحقیقة أن هذین الإثنین هما عِلّة ومعلول للآخر، بحیث، یطلق إسم أحداهما على الآخر.

وعرّف بعض الغربیین الأخلاق بما یُوافق تعاریفنا لها، فمثلا فی کتاب: «فلسفة الأخلاق»، لشخص یدعى (جکسون)، و هو أحد فلاسفة الغرب، عرّف الأخلاق فیه بقوله: (علمُ الأخلاق عبارةٌ عن التّحقیق فی سلوک الإنسان على الصورة التی ینبغی أن یکون علیها)(1).

وللبعض مثل «فولکیه»، رأی آخر فی المسألة، حیث عرّفوا علم الأخلاق بأنّه: (مجموعة قوانین السّلوک التی یستطیع الإنسان بواسطتها أن یصل إلى هدفه)(2).

هذا هو کلام اُناس لا یعیرون للقیم الإنسانیّة أهمیّة، والمهم عندهم الوصول إلى الهدف کیفما کان وکیفما إتّفق، إذ الأخلاق عندهم لیست إلاّ وسیلةً تُمکّن الإنسان من الوصول إلى الهدف!.

—–

 

 


1. تهذیب الأخلاق، ص 51.
2. الحقائق، ص 54.

 

2 ـ علاقة الأخلاق بالفلسفةأهمیّة الأخلاق فی الرّوایات الإسلامیّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma