دور الأخلاّء فی الرّوایات الإسلامیّة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأخلاق فی القرآن 1
تأثیر العِشرة فی التحلیلات المنطقیِّةتفسیر و إستنتاج

وردت روایات وأحادیث مستفیضة فی هذا المضمار عن الرّسول الأکرم(صلى الله علیه وآله)، و الأئمّة الأطهار(علیهم السلام)، تعکس أهمیّة هذه المسألة، ففی حدیث الرّسول الأکرم(صلى الله علیه وآله)، أنّه قال: «المَرءُ عَلى دِینِ خَلِیلِهِ وَقَرِینِهِ»(1).

وجاء هذا المعنى أیضاً فی حدیث آخر، نقل عن الإمام الصادق(علیه السلام)، أنّه قال:

«وَلاْ تَصحَبُوا أَهْلَ البِدَعِ وَلاْ تُجالِسُوهُم فَتَصیرُوا عِنْدَ النّاسِ کَواحِد مِنْهُم».

قالَ رَسُولُ اللهِ(صلى الله علیه وآله): «المَرءُ عَلى دِینِ خَلِیلِهِ وَقَرِینِهِ»(2).

و نفس هذا المعنى ورد عن الإمام علی(علیه السلام) أیضاً، وفیه تصویر عن حالة التّأثیر المُتقابل، فی دائرة التّفاعل المشترک بین الأفراد فقال:

«مُجالَسةِ الأخیارِ تَلحَقُ الأَشرارِ بالأخیارِ وَمُجالِسةِ الأَبرارِ لِلفُجَّارِ تَلحَقُ الأبرارِ بِالفُجَّارِ» .

وجاء فی ذیل هذا الحدیث، عبارةٌ فی غایة الأهمیّة، حیث یقول: «مَنْ إِشتَبَهَ عَلَیکُمِ أَمرُهُ وَلَم تَعرِفُوا دِینَهُ فانظُرُوا إِلى خُلَطائِهِ»(3).

وفی بعض الروایات، ورد هذا المعنى فی دائرة الّتمثیل، فقال: «صُحبَةُ الأَشرارِ تَکسِبُ الشَّرَّ کَالرِّیحِ إُذا مَرَّتْ بِالنَّتِنِ حَمَلَتْ نَتِناً»(4).

و یُستفاد من هذه التّعبیرات: أنّه وکما أنّ المعاشرة و الصّحبة للأراذل، تهیىء الأرضیة لحرکة الإنسان نحو الانزلاق فی طریق الشر، فإنّ المعاشرة مع الأَخیار تنیر قلب الإنسان بضیاء الهدى، و تحُیی فیه عناصر الخیر.

ونقرأ هذا المعنى فی حدیث عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام)، أنّه قال: «عَمارَةُ القُلُوبِ فی مُعاشَرَةِ ذَوِی العُقُولِ»(5).

و جاء فی حدیث آخر عنه(علیه السلام)، أنّه قال: «مُعاشَرَةُ ذَوِی الفَضائِلِ حَیاةُ القُلُوبِ»(6).

فتأثیر الُمجالسة على قدر من الأهمیّة، بحیث قال فیه النّبی سلیمان(علیه السلام):

«لا تَحْکُمُوا عَلى رَجُل بِشیء حَتّى تَنْظُرُوا إِلى مَنْ یُصاحِبُ فَإِنَّما یُعْرَفُ الرَّجُلُ بِأَشکَالِهِ وَأَقرَانِهِ; ویُنْسَبُ إِلى أَصحابِهِ وَأَخدَانِهِ»(7).

ونقرأ فی حدیث جاء عن لقمان الحکیم، فی نصائحه لإبنه، فقال له:

«یا بُنَیَّ صاحِبِ العُلَماءَ، وأَقرِبْ مِنْهُم، وَجالِسهُم وَزُرهُم فِی بِیُوتِهِم، فَلَعَلَّکَ تَشْبَهُهُم فَتَکُونَ مَعَهُم»(8).

و على کلّ حال، فإنّ الرّوایات الشّریفة، ملیئة بمثل هذه النصائح، فی دائرة الإهتمام بالرّفقة و أثر الصّدیق فی أخلاق وسلوک الإنسان، ولو جُمعت فی إطار واحد لأمکن تألیف بحث شامل کامل فی هذا المضمار.

و نختم الکلام بحدیث عن الإمام علی(علیه السلام)، فی وصایاه لإبنه الحسن الُمجتبى(علیه السلام):

«قارِنْ أَهْلَ الخَیرِ، تَکُن مِنْهُم، وبایِنْ أَهْلَ الشَّرِّ تَبِنْ مِنْهُم»(9).

 


1. اُصول الکافی، ج2، ص375: باب مجالسة أهل المعاصی، ح3.
2. اُصول الکافی، ج 2، ص 375: باب مجالسة أهل المعاصی، ح 3.
3. کتاب صفات الشیعة، للصدوق، (طبقاً لنقل بحار الانوار، ج71، ص197).
4. غُرر الحِکم.
5. المصدر السابق.
6. المصدر السابق.
7. بحار الأنوار، ج71، ص188.
8. بحارالأنوار، ج 71، ص189.
9. نهج البلاغة، وصیّة الإمام علی(علیه السلام) للإمام الحسن(علیه السلام) (رسالة 31).

 

تأثیر العِشرة فی التحلیلات المنطقیِّةتفسیر و إستنتاج
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma