2 ـ معرفة النّفس فی الرّوایات الإسلامیّة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأخلاق فی القرآن 1
3 ـ معرفة النّفس طریقٌ لمعرفة الرّبّ1 ـ علاقة معرفة النّفس بتهذیبها

و قد أغنتنا الرّوایات الشّریفة، الواردة عن النّبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)، و الائمّة الهداة(علیهم السلام)، فی هذا المجال، ومنحتنا زَخماً معرفیّاً کبیراً، على مستوى بیان مَعطیّات معرفة النّفس، و أثرها الإیجابی فی حرکة الإنسان، فی خطّ التّکامل المعنوی، و الأخلاقی، و منها:

1 ـ ما ورد عن الإمام علی(علیه السلام)، أنّه قال: «نالَ الفَوزَ الأَکبَرَ، مَنْ طَفَرَ بِمَعرِفَةِ النَّفسِ»(1).

2 ـ و یقول(علیه السلام)، فی النّقطة المُقابلة لِهذا: «مَنْ لَمْ یَعْرِفْ نَفْسَهُ بَعُدَ عَنْ سَبِیلِ النَّجاةِ، وَ خَبَطَ فی الضَّلالِ وَ الجَهالاتِ»(2).

3 ـ وَ وَرد فی حدیث آخر، عن هذا الإمام الهمام(علیه السلام): «العارِفُ مَنْ عَرِفَ نَفْسَهُ فَأَعْتَقَها وَ نَزَّهَها عَنْ کُلِّ ما یُبَعِّدُها»(3).

و یُستفاد من هذا التّعبیر، أنّ معرفة النّفس سببٌ للتحرر من قیود الأهواء، و أسر الشّهوات، و تطهیر النفس من الرذائل الأخلاقیّة.

4 ـ و نقرأ فی حدیث آخر، عن هذا الإمام الکبیر(علیه السلام): «أَکْثَرُ النّاسِ مَعْرِفَةً لِنَفْسِهِ، أَخْوَفُهُم لِرَبِّهِ»(4).

و نَستوحی من هذا الحدیث الشّریف، العلاقة الوثیقة بین الإحساس بالمسؤولیّة، من موقع الخَوف من الله تعالى، الذی یعدّ منطلقاً لتهذیب النّفس فی خطّ التّقوى، و بین معرفة النّفس.

5 ـ وَ وَرد فی حدیث آخر، عن الإمام نفسه، یقول: «مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ جاهَدَها وَ مَنْ جَهِلَ نَفْسَهُ أَهْمَلَها»(5).

فطبقاً لهذا الحدیث الشریف، فإنّ الدعامة الأصلیة لجهاد النفس، أو الجهاد الأکبر، کما ورد التّعبیر عنه فی الروایات الإسلامیّة، هی معرفة النّفس.

6 ـ وجاء فی نهج البلاغة، فی قصار الکلمات لأمیرالمؤمنین(علیه السلام): «مَنْ کَرُمَتْ عَلَیهِ نَفْسُهُ

هانَتْ عَلَیهِ شَهَواتُهُ»(6).

فالشّخص الذی عرف نفسه، على مستوى کرامتها الذّاتیة، لا یعیش الذّلة فی إطار الخضوع للشّهوات، و الإستسلام للأهواء والنّوازع النّفسیّة.

7 ـ کما أنّ معرفة النّفس، تعتبر رکناً مُهمّاً فی تهذیب النّفس، فی خطّ التّکامل الأخلاقی و المعنوی، فالجهل بِکرامة النّفس، سبب للإبتعاد عن الله تعالى، ولِذا ورد فی حدیث آخر، عن الإمام العاشر: (الإمام الهادی(علیه السلام)): «مِنْ هانَتْ عَلَیهِ نَفْسُهُ فَلا تأَمَنْ شَرَّهُ»(7).

و مِن مَضمون ما تقدّم، یتبیّن بوضوح، أنّ من الدّعامات الأساسیّة للفضائل الأخلاقیة، و التّکامل المعنوی، هو معرفة النّفس، ولن یصل الإنسان إلى غایته المَنشودة، إلاّ بعد عبور ذلک الممر الصّعب، ولذلک أکّد علماء الأخلاق، کثیراً على هذه المسألة، لِکی لا یغفل عنها السّائرون فی الطّریق إلى الله تعالى.


1. غُرر الحِکم، ح 9965.
2. المصدر السابق، ح 9034.
3. غُرر الحِکم، طبقاً للمیزان، ج6، ص173.
4. المصدر السابق، ح 3126.
5. تفسیر المیزان، نقلاً عن میزان الحکمة، ج3، ص 1881، المادة: المعرفة.
6. نهج البلاغة، قصار الکلمات، الکلمة 409.
7. تُحف العقول، من قصار کلمات الإمام الهادی(علیه السلام).
3 ـ معرفة النّفس طریقٌ لمعرفة الرّبّ1 ـ علاقة معرفة النّفس بتهذیبها
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma