تنویه

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأخلاق فی القرآن 3
ذم طُلاب الجاهمقدمة

تختلف المیول الإنسانیة من شخص إلى آخر فالبعض یحب المال والبعض الآخر یحب الجمال وآخر یحب الکمال، وآخر یطلب المقام والجاه، أی یطلب الوجاهة، فیجب أن یحترمه الناس وینحنون له، ویرید أن یشیرون إلیه بالبنان ویطلبون منه حوائجهم، وبعبارة أدق یحس بأنّه أرفع شأناً من الباقین، له الکلام الأول والأخیر وإن کان أقل فهماً ودرایةً، ویسمى مثل هذا الشخص بالراغب للوصول لأعلى المراتب أو محب الجاه.

هذه الصفة تتوفر فی الکبار أکثر منها لدى الشباب والصغار، وفی بعض الأحیان ترافق الإنسان حتى الممات، فتتلاشى کل قواه إلاّ حبّ الجاه فهو راسخ فی القلب بل یزداد رسوخاً وقوّة کلما امتد العمر فی الإنسان.

هذه الرذیلة هی مصدر لکثیر من المفاسد والفردیة، فهی تبعد الإنسان عن الخَلق والخالق، ولأجل الوصول لأهدافه المشؤومة تقحمه فی المهالک، والأنکى من ذلک أنّها تظهر فی الغالب بصورة حسنة مثل الاحساس بالمسؤولیة والعزم على أداء الواجبات الاجتماعیة ولزوم الإرادة الصحیحة وما شابه ذلک، فقد جاء فی الحدیث: «آخرُ مـا یَخرُجُ مِنْ قُلوبِ الصِّدِّیقِینَ حُبُّ الجـاهِ».

ویبین هذا الحدیث خطورة هذهِ الرذیلة الأخلاقیة.

والجدیر بالذکر أنّ هذه الصفة لها صلة وثیقة مع الریاء والتکبر والعُجب وغالباً ما یُشتبه بینها وبین مثیلاتها.

وبهذه الإشارة نعود لنستوحی ما ورد عن عللها وعواقبها فی القرآن الکریم:

1 ـ فی حادثة السامری التی جاءت فی سورة طه فی الآیات 85 و 88 و 95 و 96 تبین أنّ حبّ الجاه هو السبب فی ضلال السامری وجمع غفیر معه من بنی اسرائیل حیث قال:

(قـالَ فَاِنّـا قَدْ فَتَنّا قَوْمَکَ مِنْ بَعْدِکَ وَأَضَلَّهُمُ السّـامِرِىُّ... فَاَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلا جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقـالُوا هذا إِلهُکُمْ وَإِلهُ مُوسَى فَنَسِىَ...

قالَ فَمـا خَطْبُکَ یـا سـامِرِیُّ ـ قـالَ بَصُرْتُ بِمـا لَمْ یَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهـا وَکَذلِکَ سَوَّلَتْ لِی نَفْسِی)(1).

2 ـ (وَاِذْ قُلْتُمْ یـا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَکَ حَتّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَاَخَذَتْکُمُ الصّـاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ)(2).

(وَقـالَ الَّذِْینَ لا یَرْجُونَ لِقـائَنـا لَوْلا اُنْزِلَ عَلَیْنـا الْمَلائِکَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنـا لَقَد اسْتَکْبَرُوا فِی أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً کَبِیراً)(3).

3 ـ (وَنـادَى فِرْعَوْنُ فِى قَوْمِهِ قـالَ یـا قُومِ أَلَیْسَ لِی مُلْکُ مِصْرَ وَهـذِهِ الأََنْهـارُ تَجْرِی مِنْ تَحْتِی أَفَلا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَیْرٌ مِنْ هـذَا الَّذِى هُوَ مَهِْینٌ وَلا یَکـادُ یُبِیْنُ)(4).

4 ـ (قـالَ إِنَّمـا اُوتِیتُهُ عَلَى عِلْم عِنْدِی... فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِی زِینَتِهِ قـالَ الَّذینَ یُرِْیدُونَ الْحَیوةَ الدُّنْیـا یـا لَیْتَ لَنـا مِثْلَ مـا اُوتِیَ قـارُونَ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِیم)(5).

5 ـ (قـالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهاً غَیْری لاََجْعَلَنَّکَ مِنَ الْمَسْجُونِینَ)(6).

6 ـ (أَوْ یَکُونَ لَکَ بَیْتٌ مِنْ زُخْرُف أَوْ تَرْقَى فِى السَّمـاءِ وَلَنْ نُؤمِنَ لِرُقِیِّکَ حَتّى تُنَزِّلُ عَلَیْنـا کِتـاباً نَقْرَؤُهُ)(7).

(تِلْکَ الدّارُ الاْخِرَةُ نَجْعَلُهـا لِلَّذیْنَ لا یُرِیدُونَ عُلُوّاً فِی الاَْرْضِ وَلا فَسـاداً وَالْعـاقِبَةُ لِلْمُتَّقِیْنَ)(8).

 


1. سورة طه، الآیات 85 و88 و95 و96.
2. سورة البقرة، الآیة 55.
3. سورة الفرقان، الآیة 21.
4. سورة الزخرف، الآیة 51 و 52.
5. سورة القصص، الآیة 78 و 79.
6. سورة الشعراء، الآیة 29.
7. سورة الاسراء، الآیة 93.
8. سورة القصص، الآیة 83.

 

ذم طُلاب الجاهمقدمة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma