5 ـ شمول دائرة الغیبة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأخلاق فی القرآن 3
6 ـ الغیبة العامة والخاصة4 ـ حکم المتجاهر بالفسق

لا شک فی حرمة غیبة الشخص المؤمن البالغ العاقل، ولا شک فی جواز غیبة الکافر الحربی الذی ینوی هدم الإسلام ویتحرّک من موقع التعرّض للمجتمع الإسلامی، لأنّه لا حرمة لمثل هذا الشخص.

ولکن هل أنّ غیبة سائر فرق المسلمین وأهل الذمة (وهم الذین لدیهم کتاب سماوی من غیر المسلمین ویعیشون فی داخل إطار المجتمع الإسلامی) جائزة أو أنّ غیبتهم حرام کما هم محترمون فی أنفسهم وأموالهم؟

بعض الفقهاء مثل المحقق الأردبیلی والعلاّمة السبزواری یرون حرمة الغیبة بشکل عام ویتمسکون بالروایات الواردة بعنوان (المسلم) أو الناس وذهبوا إلى أنّ حرمة غیبة هؤلاء لیست عجیبة، لأنّ أموالهم وأنفسهم محترمة فلماذا لا یکون عرضهم کذلک؟

ولکن المرحوم صاحب الجواهر(قدس سره) خالف ذلک بشدّة وقال: «بأنّ ظاهر الروایات یدلّ بضم بعضها إلى بعض على أنّ حرمة الغیبة مختصة بالمؤمنین وأتباع أهل البیت(علیهم السلام)وحتى أنّه استدل بالسیره المستمرة بین العلماء والعوام أیضاً.

إذا کان مقصود هذا الفقیه الکبیر من المخالفین لأهل البیت(علیهم السلام) هم النواصب وأعداء المؤمنین والمسلمین فلا شک فی عدم حرمتهم وحرمة غیبتهم، ولکن إذا کان الکلام عن الفرق الإسلامیة التی من المقرر حفظ واحترام أنفسهم وأموالهم وکذلک أهل الکتاب من أهل الذمة فإنّ رأی المحقق الأردبیلی(قدس سره) هو الأقرب إلى الصواب، لأنّه فی کل مورد تکون نفس الإنسان وماله محترماً، فکذلک عرضه وماء وجهه فلا یجوز التعرّض له بالغیبة، وتوجیه الخطاب للمؤمنین فی الآیة 12 من سورة الحجرات (آیة الغیبة) أو التعبیر بالمؤمن فی بعض الروایات لا یدلّ على عدم شمول حکم الغیبة بالنسبة إلى الآخرین، وبعبارة اُخرى إنّ إثبات الشیء لا ینفی ما عداه.

وعلى هذا الأساس یجب اجتناب غیبة جمیع الأشخاص الذین تکون نفوسهم وأموالهم وأعراضهم محترمة وجمیع هؤلاء یشملهم حق الناس، وطبعاً هذا فی صورة ما إذا لم یکن متجاهراً بالفسق ولم یکن یتحرّک من موقع المؤامرة والدسیسة على الإسلام والمسلمین، بل کانت لهم عیوب وذنوب مستورة وخاصة بهم، فیکون فضحهم والکشف عن هذه العیوب وإراقة ماء وجههم لیس مسوّغ شرعی قطعاً.

وأمّا بالنسبة إلى الطفل الممیّز الذی یتألم من الغیبة فأیضاً یجب القول بأنّ غیبته حرام کما أشار إلى ذلک الشیخ الأنصاری(قدس سره) فی المکاسب المحرّمة وقال: إنّ عنوان الأخ المؤمن صادق علیه أیضاً کما قال تعالى عن الأیتام: (وإنْ تُخـالِطُوهُم فَاخوانُکُم)(1).

ولکنّ الصواب هو أنّه لا ینبغی تقیید المورد بالممیّز، لأنّ کشف العیوب المستورة للطفل غیر الممیز یعدّ هتکاً لشخصیته المستقبلیة أو هتکاً لحیثیة اُسرته، وهو عمل مخالف للقیم الأخلاقیة، ولهذا السبب فإنّ الشهید الثانی(قدس سره) فی کتابه (کشف الریبة) لم یفرّق بین الصغیر والکبیر، بعبارة اُخرى أنّ أطفال المؤمنین کالمؤمنین أنفسهم من حیث حرمة النفس والمال والعرض.

ومن هنا یتّضح حکم المجانین والسفهاء أیضاً.

 


1. سورة البقرة، الآیة 220.

 

6 ـ الغیبة العامة والخاصة4 ـ حکم المتجاهر بالفسق
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma