سبب النّزول

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأمثل 14
نهایة مؤامرة یهود بنی النضیر:سورة الحشر / الآیة 1 ـ 5

ذکر المفسّرون والمحدّثون والمؤرّخون بصورة مفصّلة سبب نزول هذه الآیات، وخلاصة ما ذکروه هی ما یلی:

کان فی المدینة ثلاث قبائل من الیهود وهم: «بنو النضیر»، و«بنو قریظة»،«بنو قینقاع»، ویذکر أنّهم لم یکونوا من أهل الحجاز أصلا، وإنّما قدموا إلیها واستقرّوا فیها، وذلک لما قرأوه فی کتبهم العقائدیة من قرب ظهور نبی فی أرض المدینة، حیث کانوا بإنتظار هذا الظهور العظیم.

وعندما هاجر الرّسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) إلى المدینة عقد معهم حلفاً بعدم تعرّض کلّ منهما للآخر، إلاّ أنّهم کلّما وجدوا فرصة مناسبة لم یألوا جهداً فی نقض العهد.

ومن جملة ذلک أنّهم نقضوا العهد بعد غزوة اُحد، التی وقعت فی السنة الثالثة للهجرة.

فقد ذهب «کعب بن الأشرف» زعیم قبیلة «بنی النضیر» مع أربعین فارساً إلى مکّة، وهنالک عقد مع قریش حلفاً لقتال محمّد(صلى الله علیه وآله)، وجاء أبو سفیان مع أربعین شخصاً، وکعب بن الأشرف مع أربعین نفراً من الیهود، ودخلا معاً إلى المسجد الحرام ووثقوا العهد فی حرم الکعبة، فعلم النّبی(صلى الله علیه وآله) بذلک عن طریق الوحی.

والمؤامرة الاُخرى هی أنّ رسول الله(صلى الله علیه وآله) دخل یوماً مع شیوخ الصحابة وکبارهم إلى حی بنی النضیر، وذلک بحجّة إستقراض مبلغ من المال منهم کدیّة لقتیلین من طائفة بنی عامر، قتلهما (عمرو بن اُمیّة) أحد المسلمین، وربّما کان الهدف من ذلک هو معرفة أخبار الیهود عن قرب حتى لا یباغت المسلمون بذلک.

فبینما کان رسول الله(صلى الله علیه وآله) یتحدّث مع کعب بن الأشرف إذ حیکت مؤامرة یهودیة لإغتیال رسول الله(صلى الله علیه وآله) وتنادى القوم: إنّکم لا تحصلون على هذا الرجل بمثل هذه الحالة وهاهو قد جلس بالقرب من حائطکم، فلیذهب أحدکم إلى السطح ویرمیه بحجر عظیم ویریحنا منه، فقام «عمرو بن جحاش» وأبدى إستعداده لتنفیذ الأمر، وذهب إلى السطح لتنفیذ عمله الإجرامی، إلاّ أنّ رسول الله(صلى الله علیه وآله) علم عن طریق الوحی بذلک، فقفل راجعاً إلى المدینة دون أن یتحدّث بحدیث مع أصحابه، إلاّ أنّ الصحابة تصوّروا أنّ الرّسول سیعود مرّة اُخرى، ولمّا عرفوا فیما بعد أنّ الرّسول فی المدینة عاد الصحابة إلیها أیضاً.

وهنا أصبح من المسلّم لدى رسول الله(صلى الله علیه وآله) نقض الیهود للعهد، فأعطى أمراً للإستعداد والتهیّؤ لقتالهم.

وجاء فی بعض الروایات أیضاً أنّ أحد شعراء بنو النضیر هجا رسول الله(صلى الله علیه وآله) بشعر یتضمّن مسّاً بکرامة الرّسول وهذا دلیل آخر لنقضهم العهد.

وبدأت خطّة المسلمین فی مواجهة الیهود وکانت الخطوة الاُولى أن أمر رسول الله (محمّد بن سلمة) أن یقتل کعب بن الأشرف زعیم الیهود، إذ کانت له به معرفة، وقد نفّذ هذا العمل بعد مقدّمات وقتله.

إنّ قتل کعب بن الأشرف أوجد هزّة وتخلخلا فی صفوف الیهود، عند ذلک أعطى رسول الله(صلى الله علیه وآله) أمراً للمسلمین أن یتحرّکوا لقتال هذه الفئة الباغیة الناقضة للعهد.

وعندما علم الیهود بهذا لجأوا إلى قلاعهم المحکمة وحصونهم القویّة، وأحکموا الأبواب، إلاّ أنّ الرّسول(صلى الله علیه وآله) أمر أن تقلع أشجار النخیل القریبة من القلاع.

لقد اُنجز هذا العمل لأسباب عدّة: منها أنّ حبّ الیهود لأموالهم قد یخرجهم من قلاعهم بعد رؤیة تلف ممتلکاتهم، وبالتالی یکون إشتباک المسلمین معهم مباشرةً، کما یوجد احتمال آخر، وهو أنّ هذه الأشجار کانت تضایق المسلمین فی مناوراتهم مع الیهود قرب قلاعهم وکان لابدّ من أن تقلع.

وعلى کلّ حال، فقد إرتفع صوت الیهود عندما شعروا بالضیق، وهم محاصرون فی حصونهم... فقالوا: یامحمّد، لقد کنت تنهى عن هذا، فما الذی حدا بک لتأمر قومک بقطع نخیلنا؟

فنزلت الآیة 5 من الآیات محلّ البحث وبیّنت بأنّ هذا العمل هو أمر من الله عزّوجلّ.

واستمرّت المحاصرة لعدّة أیّام، ومنعاً لسفک الدماء إقترح رسول الله(صلى الله علیه وآله) علیهم أن یترکوا دیارهم وأراضیهم ویرحلوا من المدینة، فوافقوا على هذا وحملوا مقداراً من أموالهم تارکین القسم الآخر... واستقرّ قسم منهم فی «أذرعات الشام»، وقلیل منهم فی «خیبر»، وجماعة ثالثة فی «الحیرة»، وترکوا بقیّة أموالهم وأراضیهم وبساتینهم وبیوتهم بید المسلمین بعد أن قاموا بتخریب ما یمکن لدى خروجهم منها.

وقد حدثت هذه الحادثة بعد غزوة (اُحد) بستّة أشهر، إلاّ أنّ آخرین قالوا: إنّها وقعت بعد غزوة بدر بستّة أشهر(1).


1. تفسیر مجمع البیان وتفسیر علی بن إبراهیم وتفسیر القرطبی وتفسیر نورالثقلین، ذیل الآیات مورد البحث، (مقتبس باختصار).
نهایة مؤامرة یهود بنی النضیر:سورة الحشر / الآیة 1 ـ 5
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma