الصحابة فی میزان القرآن والتاریخ:

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأمثل 14
سورة الحشر / الآیة 11 ـ 14 السمات الأساسیة للأنصار والمهاجرین والتابعین:

یصرّ بعض المفسّرین ـ بدون الإلتفات إلى الصفات التی مرّت بنا فی الآیات السابقة لکلّ من المهاجرین والأنصار والتابعین ـ على اعتبار جمیع الصحابة بدون استثناء متّصفین بجمیع الصفات الإیجابیة (للمهاجرین والأنصار والتابعین) وأنّهم نموذج یقتدى بهم من حیث نزاهتهم وطهرهم والتسامح فیما بینهم، وکلّ خلاف صدر منهم أحیاناً سواء فی زمن الرّسول(صلى الله علیه وآله) أو من بعده فإنّهم یغضّون النظر عنه، وبهذا اعتبروا کلّ مهاجر وأنصاری وتابع شخصاً محترماً ومقدّساً بصورة عامّة، دون الإلتفات إلى أعمالهم وتقییمها حسب الموازین الشرعیة.

إلاّ أنّ الملاحظ أنّ فی الآیات أعلاه رفض واضح إزاء هذا الفهم، حیث تحدّد الآیة التقییم وفق ضوابط وموازین دقیقة للمهاجرین الحقیقیین والأنصار والتابعین.

ففی «المهاجرین»: الإخلاص والجهاد والصدق.

وفی «الأنصار»: المحبّة للمهاجرین والإیثار، والإبتعاد عن کلّ حرص وبخل.

وفی «التابعین»: بناء أنفسهم، والإحترام للسابقین فی الإیمان، والإبتعاد عن کلّ بغض وحسد.

ومع کلّ هذا، کیف یمکن أن نحترم الأشخاص الذین قاتلوا الإمام علی(علیه السلام) فی معرکة الجمل وشهروا سیفهم علیه، ولم یراعوا اُخوّته فی الله، ولم یطهّروا قلوبهم من البغض والحسد تجاهه، ولا احترموا أسبقیته فی الإیمان، وبعد کلّ ذلک لا یجوز لنا إنتقادهم، بل یجب علینا التسلیم وبدون نقاش لأحادیث هذا وذاک دون تمحیص وتثبّت.

وبناءً على هذا فإنّنا فی الوقت الذی نحترم فیه السابقین فی خطّ الرسالة والإیمان، یجدر بنا أن ندقّق فی سوابقهم وملفّ فعالهم، سواء على عهد رسول الله(صلى الله علیه وآله) أو المخاضات المختلفة التی حدثت بعده فی التاریخ الإسلامی، وعلى أساس الضوابط والمعاییر الإسلامیة المستلهمة من هذه الآیات المبارکات نحکم لهم أو علیهم، وعندئذ نقوّی أواصرنا مع من بقی على العهد، ونقطعها أو نحدّدها ـ بما یناسب ـ مع من ضعفت روابطهم أو قطعوها مع تلک الموازین والضوابط، وهذا هو المنطق الصحیح والمنسجم مع حکم القرآن والعقل.

سورة الحشر / الآیة 11 ـ 14 السمات الأساسیة للأنصار والمهاجرین والتابعین:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma