کونوا کالحواریین:

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأمثل 14
من هم الحواریون؟سورة الصّف / الآیة 14

فی الآیة الأخیرة من سورة الصفّ یدور الحدیث مرّة اُخرى حول محور (الجهاد) الذی مرّ ذکره سابقاً فی هذه السورة، إلاّ أنّ الحدیث عنه یستمرّ هنا فی هذه الآیة ـ أیضاً باُسلوب جدید.

لقد طرحت الآیة الکریمة مسألة مهمّة غیر الجنّة والنّار وذلک بقوله تعالى: (یاأیّها الذین آمنوا کونوا أنصار الله).

نعم، أنصار الله، الله الذی هو منشأ جمیع القدرات، ومرجعها، صاحب القدرة التی لا تقهر واللامتناهیة، هذا الربّ العظیم والإله الجبّار یطلب من عباده النصرة والعون، وهذا فخر لا مثیل له، فالبرغم من أنّ معناه ومفهومه هو إعانة ونصرة الرّسول(صلى الله علیه وآله) ومبدئه وعقیدته، إلاّ أنّه ینطوی على طلب العون والنصرة لله سبحانه، وهذا غایة اللطف ومنتهى الرحمة والعظمة.

ثمّ یستشهد بنموذج تاریخی رائد کی یوضّح سبحانه أنّ هذا الطریق لن یخلو من السالکین والعشّاق الإلهیین حیث یضیف تعالى: (کما قال عیسى ابن مریم للحواریین من أنصاری إلى الله).

ویکون الجواب على لسان الحواریین بمنتهى الفخر والإعتزاز: (قال الحواریون نحن أنصار الله) وساروا فی هذا الدرب حاملین لواء الخیر والهدایة، ومتصدّین لحرب أعداء

الحقّ والرسالة، حیث یقول سبحانه: (فآمنت طائفة من بنی إسرائیل وکفرت طائفة).

وهنا یأتی العون والنصر والإغاثة والمدد الإلهی للطائفة المؤمنة حیث یقول سبحانه: (فأیّدنا الذین آمنوا على عدوّهم فأصبحوا ظاهرین).

وأنتم أیضاً یاحواریی محمّد، یشملکم هذا الفخر وتحیطکم هذه العنایة واللطف الإلهی، لأنّکم أنصار الله، وإنّ النصر على أعداء الله سیکون حلیفکم أیضاً، کما انتصر الحواریون علیهم، وسوف تکون العزّة والسمو من نصیبکم فی هذه الدنیا وفی عالم الآخرة.

وهذا الأمر غیر منحصر أو مختّص بأصحاب وأعوان رسول الله(صلى الله علیه وآله) فحسب، بل جمیع أتباع الحقّ الذین هم فی صراع دائم ضدّ الباطل وأهله، إنّ هؤلاء جمیعاً هم أنصار الله، وممّا لا شکّ فیه فإنّ النصر سیکون نصیبهم وحلیفهم لا محالة.

من هم الحواریون؟سورة الصّف / الآیة 14
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma