1ـ العالم بلا عمل

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأمثل 14
2ـ لماذا أخاف الموتالحمار الذی یحمل الأسفار:

ممّا لا شکّ فیه أنّ لطلب العلم تبعات ومسؤولیات عدیدة، ولکن مع کثرة هذه التبعات فإنّها لا تساوی شیئاً أمام برکاته، وأشدّ ما یخیف الإنسان ویقلقه أن یتحمّل مصاعب طلب العلم، ویعانی فی سبیل ذلک الأمّرین دون أن یحصد برکاته، وعندها سیکون مثل هذا الإنسان کمثل الحمار الذی یحمل أسفاراً على ظهره لا یعلم منها شیئاً.

وقد شبّه العالم بلا عمل فی بعض الأمثال بأنّه (کالشجر بلا ثمر) أو (کالسحاب بلا مطر) أو (کالشمعة التی تحرق نفسها لتضیء أطرافها ولکنّها تفنى وتزول) أو (کالحیوان الذی یدیر الطاحونة فإنّه یمشی ساعات طویلة دون أن یقطع أیّة مسافة بل یبقى دائماً یدور حول نفسه)، وما إلى ذلک من التشبیهات التی یوضّح کلّ واحد منها جانباً من جوانب النقص حینما لا یُقرن العلم بالعمل.

وقد حملت الروایات بشدّة على مثل هؤلاء العلماء الذین لا یعملون بما یعلمون، ففی روایة عن الرّسول(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «من إزداد علماً ولم یزدد هدى لم یزدد من الله إلاّ بعداً»(1).

وعن أمیر المؤمنین علی(علیه السلام) أنّه قال: «العلم مقرون بالعمل فمن علم عمل، والعلم یهتف بالعمل فإن أجابه وإلاّ ارتحل عنه»(2).

وفی روایة اُخرى عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) یعتبر العالم الذی لا یعمل بموجب علمه غیر جدیر بهذا اللقب حیث یقول: «لا یکون المرء عالماً حتى یکون بعلمه عاملا»(3).

ولیس أفضل منه العالم الذی یعمل بعلمه دون أن یستفید من مزایا العلم ذاتیاً ومادیاً، فقد ورد عن أمیر المؤمنین فی خطبة له على المنبر «أیّها الناس إذا علمتم فاعملوا بما علمتم لعلّکم تهتدون، إنّ العالم العامل بغیره، کالجاهل الحائر الذی لا یستفیق عن جهله بل قد رأیت أنّ الحجّة علیه أعظم والحسرة أدوم»(4).

ومثل هؤلاء العلماء سیکونون بلاءً على المجتمع ووبالا علیه، وسینتهی المجتمع الذی علماؤه من هذا القبیل إلى مصیر خطیر.

یقول الشاعر:

وراعی الشاة یحمی الذئب عنها *** فکیف إذا الرعاة لها ذئاب!


1. المحجّة البیضاء، ج 1، ص 125 و126.
2. نهج البلاغة، الکلمات القصار، الکلمة 366.
3. أصول الکافی، ج 1، ص 45، باب (استعمال العلم، ح 226).4. أصول الکافی، ج 1، ص 45، ح 6.
2ـ لماذا أخاف الموتالحمار الذی یحمل الأسفار:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma