2ـ أسباب الطلاق

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأمثل 14
3ـ فلسفة ضبط وإحصاء العدّة1ـ أبغض الحلال إلى الله الطلاق

لا یختلف الطلاق عن الظواهر الاجتماعیة الاُخرى التی تمدّ جذورها فی المجتمع وتشارک فی تکوینها أسباب واُمور عدیدة متشابکة. وعملیّة منعها والوقوف بوجهها تبقى بدون جدوى ما لم یتمّ النظر إلیها بشکل دقیق یتناول جمیع العوامل التی تقف وراءها، وهی کثیرة جدّاً منها:

) التوقّعات والآمال المفرّطة التی یبنیها کلّ واحد منهما على الطرف الثانی، فلو أنّهما جعلا توقّعهما فی دائرة محدودة ومعقولة وتجنّبا التوغّل فی عالم الخیال، وأدرک کلّ واحد منهما الطرف الآخر جیّداً، وحصر التوقّع فی المجالات الممکنة، فحینئذ یمکن الحیلولة دون وقوع الکثیر من حالات الطلاق.

ب) إستحکام روح طلب المادیّات ووسائل الرفاه المختلفة یجعل الإنسان ـ وخاصّة النساء ـ فی حالة عدم قناعة مستمرّة، ممّا یسهّل حصول عملیة الطلاق والانفصال عند مواجهة أبسط الحوادث تحت ذرائع وحجج متنوّعة.

ج) تدخّلات الأقرباء فی الشؤون الخاصّة للزوجین، وخاصّة تلک التدخلات فی موارد الاختلافات بین الزوجین، ویعدّ ذلک من العوامل المهمّة التی تساعد على الطلاق.

ونلاحظ من خلال التجربة أنّ خلافات الزوجین إذا ما ترکت لشأنها دون تدخّل من الأقارب فسوف تتلاشى وتنطفىء شیئاً فشیئاً، أمّا إذا تمّ دخول طرف من الأقارب والمتعلّقین دخولا متحیّزاً متعصّباً، فإنّه سیؤدّی إلى إشعال هذه الخلافات وتعقیدها أکثر.

ولکن هذا لا یعنی أن یبعد الأقرباء أنفسهم عن هذه الاختلافات دائماً ودون استثناء، فإنّ دخولهم حینما تکبر المشکلة وتخرج عن کونها خلافاً جزئیّاً جانبیّاً یکون لصالح العلاقة الزوجیة ودوامها، خصوصاً إذا کان تدخّلا خالیاً من التعصّب والإنحیاز.

د) عدم التفات کلّ من الزوجة والزوج إلى رغبات وطلبات أحدهما من الآخر، ففی الوقت الذی یحبّ الزوج أن تکون زوجته دائماً جذّابة نظیفة، کذلک تحبّ الزوجة لزوجها أن یکون کذلک، ولکن هذه الرغبات غالباً ما تکون مکبوتة لا یحاول کلّ منهما إبرازها والإعلان عنها.

وهکذا فإنّ عدم إهتمام الأزواج بهندامهم وترک التزیین والترتیب، وعدم الإهتمام بالنظافة، کلّ تلک الاُمور تمنع الزوج أو الزوجة من الاستمرار بمشروع الزواج، خاصّة إذا کان هناک من یهتمّ بهذه المسائل فی المحیط الذی یعیش فیه هؤلاء الزوجان.

لهذا نجد الروایات الإسلامیة أعطت أهمیّة خاصّة لهذا الجانب، فقد ورد عن الإمام الصادق(علیه السلام): «لا ینبغی للمرأة أن تعطّل نفسها»(1).

وجاء فی حدیث آخر عنه أیض(علیه السلام): «ولقد خرجن نساء من العفاف إلى الفجور ما أخرجهنّ إلاّ قلّة تهیئة أزواجهنّ»(2).

ه) عدم تناسب المستوى الثقافی للعوائل، وکون الزوج یعیش نوعاً من الثقافة العائلیة لا تنسجم مع ثقافة الزوجة العائلیة، ولهذا ینبغی التدقیق فی هذا الأمر قبل الإقدام على الزواج، فالمطلوب لیس فقط «الکفاءة الشرعیة» أی الالتزامات الإسلامیة، وإنّما یجب أن تتوفّر ـ أیضاً ـ «الکفاءة الفرعیة» أی التماثل والتشابه فی الاُمور الاُخرى بین الطرفین، وإلاّ فحدوث تصدع فی العائلة غیر مستبعد.


1. مکارم الأخلاق، ص 81 و94.
2. المصدر السابق.
3ـ فلسفة ضبط وإحصاء العدّة1ـ أبغض الحلال إلى الله الطلاق
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma