إشکالات المعاندین الواهیة!

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأمثل 14
سورة المعارج / الآیة 4 ـ 7 العذاب العاجل

کثیراً ما نرى فی مورد الآیات أو الرّوایات التی تذکر فضائل أمیر المؤمنین(علیه السلام) إصرار البعض إلى حدّ ما فی أن یغضّ النظر عنها، أو یقوم بتوجیهها توجیهاً محرّفاً ویدقق فی أمرها بوسوسة بالغة، فی حین أنّ هذه الفضائل لو کانت واردة فی الآخرین لقبلوها بسهولة وبساطة.

النموذج الحی على هذا الکلام هو الإشکالات السباعیة التی ذکرها ابن تیمیة فی کتابه (منهاج السنّة) فی أحادیث مرویة فی أسباب نزول الآیات المذکورة وهی:

حدیث قصّة یوم الغدیر بعد رجوع الرّسول(صلى الله علیه وآله) من حجّة الوداع أی فی السنة العاشرة للهجرة، فی حین أنّ سورة المعارج من السور المکّیة وقد نزلت قبل الهجرة.

الجواب: کما بیّنا من قبل إنّ کثیراً من السور تسمّى مکّیة فی حین أنّ بعض آیاتها مدنیة کما یقول المفسّرون، وبالعکس فإنّ هناک سوراً مدنیة نزلت بعض آیاتها فی مکّة.

جاء فی الحدیث أنّ (الحارث بن النعمان) حضر عند النّبی فی (الأبطح)، والمعروف أنّ (الأبطح)، واد فی مکّة، وهذا لا یتفق مع نزول الآیة بعد حادثة الغدیر.

الجواب: إنّ کلمة الأبطح وردت فی بعض الرّوایات، لا کلّ الرّوایات، کما أنّ الأبطح والبطحاء تعنی کل أرض صحراء رملیة وتجری فیها السیول، وکذلک هناک مناطق فی المدینة تسمّى بالأبطح والبطحاء، وقد أشار العرب إلى ذلک فی کثیر من أقوالهم وأشعارهم.

المشهور أنّ آیة: (وإذ قالوا اللّهم إن کان هذا هو الحقّ من عندک فأمطر علینا حجارة من السماء).(1)

الجواب: لیس منّا من یقول: إنّ حادثة الغدیر هی سبب نزول تلک الآیة، بل الحدیث هو فی آیة: (سأل سائل بعذاب واقع)، وأمّا الآیة فهی أنّ الحارث بن النعمان قد استخدمها فی کلامه، وهذا لا یرتبط بأسباب النزول، ولکن العصبیة المفرطة تجعل الإنسان غافلاً عن هذا الموضوع الواضح.

4- یقول القرآن المجید: (وما کان اللّه لیعذّبهم وأنت فیهم وما کان اللّه معذّبهم وهم یستغفرون) الأنفال الآیة 33، تقول الآیة: لم ینزل العذاب أبداً ما دام الرسول فیهم.

الجواب: المعروف أنّ العذاب العام والجماعی مرفوع عن الاُمّة لأجل الرسول(صلى الله علیه وآله)، وأمّا العذاب الخاص والفردی فقد نزل مراراً على بعض الأفراد، والتاریخ الإسلامی شاهد على أنّ اُناساً معدودین مثل «أبی زمعة» و«مالک بن طلالة» و«الحکم بن أبی العاص» وغیرهم قد ابتلوا بالعذاب للعن الرسول(صلى الله علیه وآله) لهم أو بدون ذلک.

بالإضافة إلى ذلک فإنّ الآیة السالفة لها تفاسیر اُخرى، فلذلک لایمکن الاستدلال بها فی المکان.(2)

إذا کان سبب النزول هذا صحیحاً فلابدّ أن یکون معروفاً کقصّة أصحاب الفیل؟

الجواب: إنّ سبب النزول لهذه الآیة معروف ومشهور، کما أشرنا من قبل، إلى حدّ ألّف فیه ثلاثون کتاباً من کتب التّفسیر والحدیث، والعجیب بعدئذ أن نتوقع من حادثة خاصّة أن تعطی انعکاساً وأثراً کقصّة أصحاب الفیل، فی حین أنّ تلک القصّة کانت لها صفة عامّة، وقد استولت على أنحاء مکّة، واُبیدت فیها جیوش کبیرة، وأمّا قصّة الحارث بن النعمان، فإنّها کانت تخصّ فرداً واحداً فقط!.

ما یستفاد من هذا الحدیث هو أنّ الحارث بن النعمان کان معتقداً باُسس واُصول الإسلام، فکیف یمکن لمسلم یعاصر النّبی(صلى الله علیه وآله) أن یبتلى بمثل هذا العذاب؟

الجواب: هذا الإحتجاج ناشیء أیضاً من التعصب الأعمى، لأنّ الأحادیث المذکورة سلفاً تشیر إلى أنّه لم ینکر نبوةّ الرسول(صلى الله علیه وآله) فحسب، بل أنّه أنکر حتى الشهادة بالوحدانیة، واعترض على الأمر الإلهی الذی صدر للرّسول(صلى الله علیه وآله) فی حقّ علی(علیه السلام) وهذا یدل على أشدّ مراحل الکفر والإرتداد.

لا نجد اسماً للحارث بن النعمان فی الکتب المشهورة کالاستیعاب الذی جاء فیه ذکر الصحابة.

الجواب: ما جاء فی هذا الکتاب ومثله من ذکر الصحابة یرتبط فقط بقسم من الصحابة، فمثلاً فی کتاب (اُسد الغابة) الذی یعدّ من أهم الکتب وفیه یذکر أصحاب الرّسول(صلى الله علیه وآله) قد عدّ منهم فقط سبعة آلاف وخمسمائة وأربعة وخمسین صحابیاً، فی حین أننا نعلم أنّ الجمع الذی کان حاضراً عند النّبی(صلى الله علیه وآله) فی حجّة الوداع مائة ألف أو یزیدون، وممّا لا شک فیه أنّ کثیراً من أصحاب الرّسول(صلى الله علیه وآله) لم یأت ذکرهم فی هذه الکتب.(3)


1. الانفال، 32.
2. راجع هذا التّفسیر، ذیل الآیة 33 الأنفال.
3. لمزید الایضاح حول الأجوبة المذکورة راجع الشواهد التاریخیة أو الروایات فی کتاب «الغدیر» ج 1، ص 247 ـ 266.
سورة المعارج / الآیة 4 ـ 7 العذاب العاجل
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma