محتوى السورة

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأمثل 14
فضیلة السورة2ـ نظام الأجناس البشریة

هذه السورة رغم قصرها، فانَّ لها محتویات عمیقة ومتنوعة وجامعة، ویمکن بنظرة واحدة تقسیمها إلى خمسة أقسام:

القسم الأوّل: یتحدث عن إیجاد الإنسان وخلقه من نطفة أمشاج (مختلطة)، وکذلک عن هدایته وحریة إرادته.

القسم الثّانی: یدور الحدیث فیه عن جزاء الأبرار والصالحین، وسبب النزول الخاص بأهل البیت(علیهم السلام).

القسم الثّالث: تکرار الحدیث عن دلائل استحقاق الصالحین لذلک الثواب فی عبارات قصیرة ومؤثرة.

القسم الرّابع: یشیر إلى أهمّیة القرآن وسبیل إجراء أحکامه ومنهج تربیة النفس الشاق.

القسم الخامس: جاء الحدیث فیه عن حاکمیة المشیئة الإلهیّة (مع حاکمیة الإنسان).

ولهذه السورة أسماء عدیدة; أشهرها (إلانسان) (الدهر) و(هل أتى) وهذه الکلمات وردت فی أوائل السورة، وإن کانت الرّوایات الواردة فی فضیلتها والتی سوف یأتی ذکرها، قد ذکرت اسم (هل أتى) لهذه السورة.

هل أنَّ هذه السورة مدنیة؟

هناک أقوال فی أوساط المفسّرین حول مدنیة هذه السورة أو مکیَّتها، فالمفسّرون ومنهم علماء الشیعة أجمعوا على أنَّ السورة بتمامها أو على الأقل ما جاء فی صدرها والتی تتحدث عن الأبرار والأعمال الصالحة هی مدنیة، وسیأتی فیما بعد شرح القصة التی کانت سبباً لنزول السورة، والقصة تحکی عمّا نذرهُ أمیرالمؤمنین والزهراء الحسنان(علیهم السلام) وخادمتهم وفضة.

والمشهور بین علماء أهل السنة أنّها مدنیة کما قال القرطبی فی تفسیره: (وقال الجمهور مدنیة)(1)، ونذکر هنا أسماء العلماء الذین قالوا بمدنیة السورة أو بعضها:

1ـ الحاکم أبو القاسم الحسکانی: فقد نقل عن ابن عباس عدداً من السور المکیة والمدنیة، ورتَّبها کما نزلت، فکانت هذه السورة عنده فی قائمة السور المدنیة والتی نزلت بعد سورة الرحمن وقبل سورة الطلاق(2)، وأورد صاحب کتاب الإیضاح الاُستاذ أحمد زاهر نفس المعنى وذلک عن ابن عباس(3).

نقل فی (تاریخ القرآن) لأبی عبد الله الزنجانی عن کتاب (نظم الدرر وتناسق الآیات والسور) عن کبار علماء أهل السنة أنَّ سورة الإنسان اعتبرت من السور المدنیة(4).

ونقل کذلک فی کتاب (فهرست ابن الندیم) عن ابن عباس أن سورة هل أتى هی السورة المدنیة الحادیة عشرة(5).

نقل فی (الإتقان) للسیوطی عن البیهقی فی (دلائل النبوة) عن عکرمة أنَّه قال: إنّ سورة (هل أتى) مدنیَّة(6).

ونقل هذا المضمون أیضاً بطرق مختلفة عن ابن عباس فی (الدر المنثور)(7).

نقل الزمخشری فی (تفسیر الکشاف) ما هو مشهور فی سبب نزول آیات صدر السورة وقال: هی فی نذر علی وزوجته وولدیه(علیهم السلام)(8).

ونقل کذلک جمع کثیر من کبار علماء أهل السنة فی أنَّ سبب نزول الآیات الواردة فی صدر السورة (إنّ الأبرار...) قد نزلت فی حق علیّ وفاطمة الزهراء والحسن والحسین(علیهم السلام)وهی شهادة على مدنیّة السورة (لأنّ ولادة الحسن والحسین(علیهما السلام) کانت فی المدینة) کالواحدی فی (أسباب المنزل) والبغوی فی (معالم التنزیل) وسبط بن الجوزی فی (التذکرة) والگنجی الشافعی فی (کفایة الطالب) وجمع آخر(9).

وهذه المسألة مشهورة بکثرة لغایة أن (محمد بن إدریس الشافعی) وهو أحد الأئمة الأربعة لأهل السنة یقول فی شعره:

إلام، إلام وحتى متى؟ *** أعاتب فی حبّ هذا الفتى!

وهل زوجت فاطم غیره؟ *** وفی غیره هل أتى هل أتى؟!(10)

وهناک أدلَّة کثیرة فی هذا الإطار وسنبیّن قسماً منها عند توضیح سبب نزول الآیة: (إنّ الأبرار یشربون...).

ومع ذلک کله فإنَّ البعض یصرُّ بعصبیة على أنَّ السورة مکیة، وینکرون ما قیل من الرّوایات التی وردت فی حق السورة ونزولها فی المدینة وإنکار نزولها کذلک فی حق علی وأهل بیته(علیهم السلام)!

وذلک من العجب حقّاً، فأینما تنتهی الآیة أو الروایة إلى فضائل علی وأهل البیت(علیهم السلام)یعلو الصراخ والعویل وتظهر الحساسیات الشدیدة وکأنّ الإسلام قد وقع فی خطر! رغم أنَّهم یدّعون أنَّ علی(علیه السلام) من الخلفاء الراشدین ومن أئمة الإِسلام العظام وأنَّهم یتودَّدون إلى أهل البیت(علیهم السلام)، ونرى أن هذه الحالة هی من إفرازات هیمنة الروح حکم الروح الاُمویة على أفکار هذه الجماعة و من نتائج الإعلام المضلل لتلک المرحلة المشؤومة، حفظنا الله من جمیع الشبهات.


1. تفسیر القرطبی، ج 10، ص 6909.
2. تفسیر مجمع البیان، ج 10، ص 405.
3. المصدر السابق.
4. تاریخ القرآن، ص 55.
5. المصدر السابق.
6. تفسیر المیزان، ج 20، ص 221.
7. المصدر السابق.
8. تفسیر الکشاف، ج 4، ص 670.
9. إحقاق الحق، ج 3، ص 157 ـ 170 (مع ذکر أسماء وصفحات کتبهم).
10. إحقاق الحق، ج 3، ص 158.
فضیلة السورة2ـ نظام الأجناس البشریة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma