إشباع الجیاع من أفضل الحسنات

موقع سماحة آية الله العظمى مكارم الشيرازي(دام ظله).

صفحه کاربران ویژه - خروج
الترتيب على أساس
 
الأمثل 14
سورة الإنسان / الآیة 12 ـ 22 جزاء الأبرار العظیم

لیست هذه الآیات مورد البحث هی الآیات الوحیدة التی عدّت إطعام الطعام من الأعمال الصالحة للأبرار وعباد الله، بل إنّ کثیراً من آیات القرآن اعتمدت هذا المعنى وأکّدت علیه، وأشارت إلى أنّ لهذا العمل محبوبیة خاصّة عند الله، وإذا ألقینا نظرة على عالم الیوم والذی یموت فیه بسبب الجوع حسب الأخبار المنتشرة ملایین الأشخاص فی کل عام، والحال أنّ بقیة المناطق تلقی بالغذاء الکثیر فی القمامة تتّضح أهمّیة هذا الأمر الإِسلامی من جهة، وابتعاد عالم الیوم عن الموازین الأخلاقیة من جهة اُخرى.

ونورد هنا من باب المثال عدداً من الأحادیث الإسلامیة التی أکّدت على هذا الجانب: قال النّبی(صلى الله علیه وآله): «من أطعم ثلاث نفر من المسلمین أطعمه الله من ثلاث جنان فی ملکوت السموات»(1).

وفی حدیث للإمام الصادق(علیه السلام) قال: « من أطعم مؤمناً حتى یشبعه لم یَدْرِ أحد من خلق الله ما له من الأجر فی الآخرة، لا ملک مقرب، ولا نبی مرسل إلاّ الله ربّ العالمین»(2).

وفی حدیث آخر عنه(علیه السلام) قال: «لئن أطعم مؤمناً محتاجاً أحبُّ إلیَّ من أن أزوره، ولئن أزوره أحبُّ إلیَّ من أن أعتق عشر رقاب».(3)

والجدیر بالذکر أنّ الرّوایات لم تؤکّد على إطعام المحتاجین والجیاع فحسب، بل صرّحت بعض الروایات أنّ إطعام المؤمنین وإن لم یکونوا محتاجین هو کعتق رقبة العبد، وهذا یدلّ على أنّ الهدف لا یقتصر على رفع الاحتیاج، بل جلب المحبّة وتحکیم وشائج المودة بعکس ما هو السائد فی عالم الیوم المادی، کدخول صدیقین إلى المطعم ودفعهما حساب الطعام کلّ على انفراد وکأنّ استضافة الأفراد سیما إذا کثروا مدعاةً للعجب فی تلک المجتمعات!!

وورد فی بعض الرّوایات أنّ إطعام الجیاع بصورة عامّة من أفضل الأعمال (وإن لم یکونوا مسلمین ومؤمنین) کما جاء فی الحدیث عن النّبی(صلى الله علیه وآله) إذ قال: «من أفضل الأعمال عند الله إبراد الکباد الحارة وإشباع الکباد الجائعة والذی نفس محمد بیده لا یؤمن بی عبد یبیت شبعان وأخوه ـ أوقال جاره ـ المسلم جائع».(4)

بالرغم من أنّ ذیل هذا الحدیث الشریف ذکر اشباع الإنسان المسلم. ولکن صدره یشمل کل عطشان وجائع، ولا یبعد اتساع مفهوم الحدیث لیشمل حتى الحیوانات.

وهناک روایات عدیدة فی هذا الباب.(5)


1. اُصول الکافی، ج 2، ص 200، باب (إطعام المؤمن) ح 3.
2. اُصول الکافی، ج 2، ص 201، باب (إطعام المؤمن) ح 6.
3. المصدر السابق، ص 203، ح 18.
4. بحار الأنوار، ج 74، ص 369 والملاحظ أن العلاّمة المجلسی أورد عنواناً فی هذا الباب وذکر فیه 113 حدیث یتعلق بإطعام المؤمن وإشباعه ولبسه وأداء دینه. ولبعض منها عمومیة.
5. المصدر السابق.
سورة الإنسان / الآیة 12 ـ 22 جزاء الأبرار العظیم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma